لهذه الأسباب ترتفع حالات الطلاق بلبنان

الطلاق
تعاني مجتماعتنا من ظاهرة الطلاق المبكر، رغم محاولات إخفاء هذا الواقع عبر إنكاره. أسباب عديدة تقف وراء هذه الظاهرة أهمها الحالة الاقتصادية والديون المتراكمة على الأزواج الجدد... وأسباب أخرى قد لا يكون مناسبا الكتابة عنها!

تعاني مجتماعتنا من ظاهرة الطلاق المبكر، رغم محاولات إخفاء هذا الواقع عبر إنكاره. أسباب عديدة تقف وراء هذه الظاهرة أهمها الحالة الاقتصادية والديون المتراكمة على الأزواج الجدد… وأسباب أخرى قد لا يكون مناسبا الكتابة عنها!

 

تعرفت “مريم” على “إبراهيم” عبر احد الاصدقاء المشتركين، حيث عبّر ابراهيم: عن رغبته بالزواج بها. التقيا عدة مرات، وابراهيم كما يبدو متعلم، مثقف، مؤمن، متحدث، لبق، ومعروف عنه أنه شخص آدمي بالمفهوم الوسط الاجتماعي.
تقول”مريم” إنّه كان مؤمنا ولبقا وهادئا ويتحدث باحترام وتهذيب وأنه يخاف الله وقد وعدها أن تشاركه تفاصيل حياتهما المشتركة. بناء على ذلك قررا الزواج والعيش معا.
وبعد فترة قصية قررت “مريم” الطلاق. فما الذي تغير؟ ماذا حصل؟ وماذا اكتشفت؟
تروي حكايتها لـ”جنوبية: “تسرعت في الاختيار والاقتران به وقد وعدني بأشياء كثيرة وزين لي أنه رجل مؤمن ويخاف الله وكان الجميع يقول أنه آدمي ومحترم”. تضيف مريم: “فوجئت بأنه بخيل وعصبي ومعقد ولا يحترمني ولا يحترم اصدقائي. ويحب السيطرة عليّ رغم اني متعلمة، وينتظر آخر الشهر ليأخذ راتبي. ويضربني. أنصح الفتيات الا يتسرّعن بالاختيار والتخلي عن التفكير بأنّ الرجل هو مصباح علاء الدين السحري الذي سوف يقدم لهنّ كل شيء. لا يكفي ان يكون الرجل الصالح (الآدمي بالمفهوم الشعبي)، بل ينبغي ان تُقرن تفكيره بنمط عيشك ولا تظنين ان الآدمي يكفي للزواج. فـ(الآدمي والمؤمن) يمكن ان يكون معقدا وشكاكا وبخيلا وعصبيا ووحشيا في معاملته”.
وتكمل بأسى: “طلبت منه الطلاق فرفض مرّات عدّة. لم اعد استطع التحمل لقد كرهت حياتي وحاولت الانتحار لعليّ اتخلص منه ومن حياتي. رفعت دعوى في المحكمة لكنّ المحكمة الشرعيّة لا تطلق الا باذن الزوج. فأيّ شرع هذا؟ ”
تقول مريم إنّها تعذبت كثيرا وتعرضت للضرب والاهانة قبل أن تحصل على الطلاق وهي تعمل منذ سنوات كي تسدّد له شهريا المبلغ الذي طلبه مقابل حريتي .
في لقاء مع الاختصاصية الاجتماعية نسرين نجم حول المشكلة، تشرح كثرة الطلاق مؤخرا بالقول: “كانت مجتمعاتنا العربية تتميز بالتضامن الأسري وبتكاتف أفراد الأسرة، اليوم نخر عظامها الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله،خصوصا قبل أن يكمل الزوجان سنتين في بيت واحد، وبنسب مرتفعة وكبيرة، لكن للأسف كما هي العادة، فنحن نعتبر ان وضع أرقام واحصاءات حول هذا الموضوع عيب اجتماعي، ونحاول إخفاء ما يجري”. وتعدّد الأسباب التي تلاحظها بالتالي: “أسباب إقتصادية: اكثرية المتزوجين في ايامنا هذه “متزوجون بالتقسيط” يعني يدخلون القفص الذهبي وبالوقت نفسه سجن القروض والديون فيشعرون بالفرحة لمدة شهرين وثلاثة ومن ثم ترتفع الصرخة. وهناك أسباب إجتماعية، مثل عدم فهم ان الحياة الزوجية هي مسؤولية شراكة وتضحية وتفاهم وانسجام وليس فقط حب.
وهناك أسباب نفسية، مثل غياب مفهوم كيفية اختيار الشريك”.
وتتحدث نجم عن “العيش في عالم مليء بالمظاهر الخارجية الخداعة، فيقع الشريكان في فخّ عدم القدرة على كشف القناع عن الشريك الآخر، اضافة الى هذا هناك نقطة هامة تتعلق بعدم معرفتنا بأهمية فترة الخطوبة”.
وهنا تكمن المشكلة الكبرى، فنحن نعيش في مجتمع ذكوري بطريركي. فالذكر ينظر الى المرأة على أنّها رحم للإنجاب. وتقع المسؤولية على الفتاة التي لا تعرف حقوقها قبل الزواج فيمكنها في المحكمة الشرعية ان تضع بنودا او شروط ا”بالاتفاق” تحمي وتصون الحياة الزوجية من أيّ عاصفة هوجاء. ومن الضروري ان يكون هناك اختبار للمقبلين على الزواج، تماما كما يحصل من الناحية الطبية، كذلك من الناحية الاجتماعية والنفسية والاقتصادية أيضا.

السابق
البابا فرنسيس يعبر عن قلقه الشديد ازاء الاحداث في العراق
التالي
السلطات العراقية تعلن مقتل 279 مسلحاً خلال 24 ساعة