في أن تكون ممانعاً… كاذباً

الممانعة
أن تكون"ممانعاً" يعني أن تعتبر صمود 33 يوماً في حرب تموز "نصراً إلهياً" فيما لا ترى في صمود ألفَ يوم في حمص إلا هزيمة! أن تكون ممانعاً معناها ألَّا تُفكر وألَّا تُقرّر، وإذا قال لك من يقرر (او يُقرَّر عنه): "لو كنتُ أعلم"، اجبتَهُ: "لو خضتَ البحرَ خُضناه"! أن تكون "ممانعاً" يعني أن تجلجل الأرض منادياً بإعدام العملاء ثم لما يُقبض على فايز كرم متلبساً.. تبلع لسانك!

أن تكون “ممانعاً” يعني أن تذهب باسم “المقاومة” لإخماد ثورة شعب لم يطلب إلا الحرية، تارةً بإسم الدفاع عن لبنانيين في سوريا، وتارة تحت شعار “لن تسبى زينب مرتين”، وتارةً باسم حماية ظهر “المقاومة”، وطوراً بإسم محاربة التكفيريين الذين – يا للمصادفة – لم نرَكَ تحارب إلا مَن يُحاربهم فلا تُطلقُ رصاصةً واحدةً فوق رؤوس التكفيريين ولو على سبيل الترويع!!
أن تكون “ممانعاً” يعني أن تُبارك بـ”شهداء واجبٍ جهادي” وتفرض طقوسك على كل من يرفض ثقافةَ الموت وبقلاوة الموت!

أن تكون “ممانعاً” يعني أن تُشعِل الأرض استعجالاً – حسب الروايات – بقدوم “الإمام المنتظَر” وأنت لا تعلم ما إذا كان سيُجرّب سيفه في رقبتك اولاً!

أن تكون “ممانعاً” يعني أن تندد بـ”عمالة” احمد الجربا الذي – منذ ثلاث سنوات – يرفض الأميركيون طلباته بتسليح المعارضة ثم لا يرف لك جفنٌ حين يسارع الشيطان الأكبر بناءاً على طلباتٍ ممانعة بالتدخل عسكرياً في العراق!
أن تكون “ممانعاً” يعني أن تُخوِّن كل من يخالفك الرأي ثم عند البحث والتدقيق لا نجد العملاء إلا في صفوفك!

أن تكون “ممانعاً” يعني أن تهدّد الناس وتُخونهم وتُحرضُ عليهم ثم لما تتم مُساءلتك بالقضاء تتباكى على انتهاك “الحريات الديمقراطية” وكأني بك تقول في سرّك: بعد ناقص يمنعوا علينا “حرية” العبوات!

أن تكون “ممانعاً” يعني أن تكسر سيارات الناس في الاسكوا ابتهاجاً ب”الصحوة الإسلامية” في تونس ومصر والبحرين واليمن و…و…” ثم لمّا تصل الثورة إلى سوريا فجأةً تصير “مؤامرة”!
أن تكون “ممانعاً” يعني أن تقتل شعبك وتزجه في الزنازين بدعوى “مقاومة إسرائيل وتحرير فلسطين”، بينما لم نرَك الا قاعداً تنتظر “الوقت المناسب” للردّ على الاعتداءات الإسرائيلية المفتوحة على كل زمانٍ ومكان
أن تكون “ممانعاً” يعني أن تكون “جندياً صغيراً” في جيوش الغير، فتنظر بعين التخوين والريبة الى كلّ من ينشد الدولة القوية التي تُفقدك مبرّر وجود دويلتك المذهبية، هذه الدويلة التي وصلت حدودها إلى الناقورة حسب أحلام قائدك الإيراني رحيم صفوي

أن تكون “ممانعاً” يعني أن ترتكب ما ترتكب، تقتل، تخطف، تصنع الكبتاغون وتتاجر به، تسرق، تقطع الطرقات ثم وبمشاركةٍ واحدة بتظاهرةٍ في عوكر تصير قديساً لا يمسك إلا المطهرون!
أن تكون “ممانعاً” يعني أن تقتل (أو تبرّر قتل) هاشم السلمان الذي تظاهر امام السفارة الإيرانية حاملاً علَم لبنان ولا ترى تظاهراتك هنا وهناك، ثم تستغرب مجرد وجود دركٍ وحواجز حديدية تحول بينك وبين التكسير والحرق والتخريب!
أن تكون “ممانعاً” يعني أن تجلجل الأرض منادياً بإعدام العملاء ثم لما يُقبض على فايز كرم متلبساً.. تبلع لسانك!
أن تكون “ممانعاً” يعني أن تعيشَ على الركام وفي الظلمة ودون ماء ولا كهرباء ولا طبابة ولا مدارس ولا عمل ثم نراك توزع البقلاوة “منتصراً” بسبب ودون سبب!

أن تكون”ممانعاً” يعني أن تعتبر صمود 33 يوماً في حرب تموز “نصراً إلهياً” فيما لا ترى في صمود الفَ يوم في حمص إلا هزيمة!
أن تكون ممانعاً معناها الَّا تُفكر والَّا تُقرر وإذا قال لك من يقرر (او يُقرَّر عنه): “لو كنتُ أعلم”، اجبتَهُ: “لو خضتَ البحرَ خُضناه”!

أن تكون “ممانعاً” يعني أن تعيش في بلاد تعتاش انت وعائلتك منها ثم تشتمها وتأنف العيش ليومٍ واحد في بلاد أنظمةٍ تستقتل في سبيلها!
أن تكون “ممانعاً” يعني أن تنبطح ليل نهار امام قناة “المنار” وتنخر رؤوسَنا بشتم قناتَي “الجزيرة” و”العبرية”، ثم تطلع لنا “منارك” معتذرةً مثلاً عن الكذب الموثَّق والأفلام المدبلجة في البحرين!
أن تكون ممانعاً يعني أن تُمنّن الناس مئة سنة بمقاومة (قدّمت تضحياتٍ وشهداءَ لا ينكرهم أحد) ثم تستكثر على من قاوم قبلك وبظروف أكثر صعوبة بمرات ولم يطلع من مقاومته الوطنية عميلٌ واحد ولا فاسد واحد ولا تاجر كبتاغون واحد تستكثر عليه – مثلاً – الاحتفاء بانطلاقة المقاومة في ملعب مدرسة عدلون الرسمية!
أن تكون “ممانعاً” يعني أن – ببساطة – إذا لم تكذّب الكذبة وتُصدقها فإنّك في أحسن الأحوال تُروِّجُ لها وتبني عليها ما تيسر من افلام.. والتاريخ وكل الدلائل على ما أقول شهيد!

السابق
الراعي دعا المعنيين الى مبادرة شجاعة ومتجردة لانتخاب رئيس
التالي
الأمور تتجه نحو تولّي الدولة كلّ المصاريف ليستطيع اللبنانيون متابعة “المونديال”