شطرنج… بلا عيون!

 شطرنج للمكفوفين؟ كيف يكون ذلك وهي نوع من أنواع الرياضات الفكرية التي لا غنى في ممارستها عن استخدام حاسة النظر؟ وهل استطاع المكفوفون اختراقها والمنافسة فيها مع المبصرين باللجوء الى بصائرهم الذهنية؟

الموعد غداً مع 12 شاباً يتنافسون في مباراة لعبة الشطرنج، 6 منهم مكفوفون و6 آخرون مبصرون. إنها المرة الأولى التي تنظم فيها جمعية “الشبيبة للمكفوفين” هذه المباراة بالتعاون مع الإتحاد اللبناني للشطرنج وإشرافه.

يمارس الكفيف محمد معاوية هذه اللعبة منذ أكثر من 15 عاماً، إذ تدرّب وزملاء له يعانون إعاقة بصرية في المدرسة “اللبنانية للضرير والأصم” في بعبدا وشاركوا في مسابقات عدة كانت محصورة فقط بفئتهم. ويتحدث معاوية عن مفهومه للعبة الشطرنج التي تحتاج إلى التركيز في النظر قائلاً: “صحيح أن شق البصر فيها مهم جداً، إلا أننا نعتمد على الذاكرة والتركيز من خلالها، وهما عاملان يتيحان للمكفوفين المشاركة في المباراة والمنافسة مع المبصرين”. وحماسة معاوية كبيرة جداً لمباراة غد الأحد، خصوصاً أن خصمه مبصر، وهي المغامرة الأولى من نوعها بالنسبة إليه.

كيف يتقن الكفيف لعبة الشطرنج؟

يشرح معاوية أن اللوحة التي يستخدمها الكفيف هي ذاتها التي يعتمدها المبصر من حيث الشكل والمواصفات العالمية المحددة من قبل الإتحاد العالمي للشطرنج، مع اختلاف بسيط في وضعية “البيادق” التي يتكيّف معها المكفوفون والمبصرون على السواء.

ويوضح معاوية أن “لوحة الشطرنج أو ما تعرف برقعة الشطرنج، هي ذاتها المعروفة لدى الجمبع، لكن ثمة علامات فارقة تسهّل على المكفوف التعامل معها”. ويضيف: “إن مواصفات اللوحة المكيّفة للمكفوفين لا تشكل أي عائق بالنسبة للاعب العادي المبصر، وتكون اللوحة مصنوعة من الخشب أو البلاستك لإيجاد ثقب وسط كل مربع كي يتمكن المكفوف من وضع البيدق الذي في أسفله مسمار ثابتاً في الثقب الموجود وسط كل مربع”.
بماذا تُفيد هذه التقنية؟ يجيب: “من أجل أن يبقى البيدق ثابتاً في مكانه عندما يتلمّس اللاعب المكفوف اللوحة فيستطيع اللعب بالشكل المناسب”.

وعلى صعيد آخر، كيف يستطيع الكفيف التمييز بين اللونين الأبيض والأسود؟ “يمكن التمييز بين اللونين من خلال جعل المربع الأسود أعلى من الأبيض”.

وكيف يتم التمييز بين البيدق الأسود والآخر الأبيض؟ “يوجد في رأس البيدق الأسود علامة فارقة تشبه حبة العدس للتمييز بين اللونين”.

تفاصيل المباراة

بالعودة إلى المباراة، يطلعنا منسق اللجنة الثقافية في جمعية “الشبيبة للمكفوفين” سامي جلول على أهمية مشاركة المكفوفين والمبصرين معاً في المسابقة التي أطلقوا عليها إسم “مباراة المشاركة بين المكفوفين والمبصرين في الشطرنج”، ويقول: “حرصت الجمعية على أن تكون المباراة تحت اشراف الإتحاد اللبناني للشطرنج الذي يشجّع دائماً فئة المكفوفين على المشاركة في رياضات مختلفة”.

تنطلق المباراة غداً الأحد في مبنى الجامعة الأميركية في بيروت من الساعة العاشرة صباحاً حتى السادسة مساءً، والدعوة عامة. وتتضمن المباراة 6 جولات وتستكمل وفق النظام السويسري. إلى ذلك، ستوزع ميداليات على المشاركين وجوائز مالية للفائزين بالمراتب الثلاث.

ويشير جلول إلى أن هذه المبادرة ستكون بمثابة خطوة تحضيرية لمشاركة المكفوفين بالشطرنج في بطولة لبنان في ما بعد، “لأنها ولّدت حماسة عند أصحاب الإعاقة البصرية ما يشجّع جمعية “الشبيبة للمكفوفين” على تأمين تدريبات خاصة بالشطرنج”.

السابق
روحاني: ايران مستعدة لمساعدة العراق
التالي
العراق: شعب هدم بساعات عقدين من ظلم أميركا وإيران