إمتحانات البريفيه: الغشّ طبيعي والاساتذة نعِسون

"اليوم الإمتحانات كانت سهلة جداً والمراقبة كانت غير موجودة تقريبا إلى درجةٍ أنّني أدخلت كتبا معي إلى الصف وقمت بالغشّ أمام المراقب دون أيّ ردة فعلٍ من الأخير" يقول طالب خارج من امتحانات البريفية في حديث لـ"جنوبية".

الجرس اليدوي لبداية ونهاية الإمتحانات المعروف كان موجوداً كالعادة بالاضافة الى انقطاع التيار الكهربائي في بعض المراكز التي تجري فيها الامتحانات الرسمية. الحراسة المعتادة موجودة، الدركي يمر بين التلامذة  دون ان يفتش أو يراقب بسبب كثرة الطلاب.

بعد أسبوع على تقرير التحضيرات لامتحانات الـ(بريفيه) والـ(ترمينال) الذي نُشر في موقع “جنوبية”،  عدتّ وقابلت إميل جبيلي (15 عاماً)، وهو طالب في الشهادة الرسمية “البريفيه” الذي كان قد عبّر عن غضبه من السلطة اللبنانية التي لا تكترث إلى ضرورة راحة الطلاب قبل الامتحانات. يقول إميل بعد اليوم الأوّل من الامتحانات: “اليوم الإمتحانات كانت سهلة جداً  والمراقبة كانت غير موجودة تقريبا إلى درجةٍ أنّ طلابا أدخلوا كتبا معهم إلى الصف وقاموا بالغشّ أمام المراقب دون أيّ ردة فعلٍ من الأخير”.

ويشير إلى زميل له يهزّ رأسه موافقا أنّه أدخل الكتاب وغشّ لكنّه يرفض نشر اسمه خوفا من عقوبة مسلكية. وإميل كان قد أجرى الإمتحانات في مدرسة (المستقبل) الرسمية في منطقة حوض الولاية – البسطة.

وخلال حديثي مع رائد، أحد الطلاب الخارجين من مدرسة الأورغواي الرسمية في منطقة سن الفيل، يقول رائد (15 عاماً) أنّه  أجرى الإمتحانات اليوم متفاجىءً بسهولتها وإنه لم يكن هناك مجالاً للغشّ في صفه، بل على العكس “المراقبة كانت شديدة”، لكنّه كان يسمع من طلاب آخرين في صفوف أخرى أنّهم يغشون بشكل فاضح وأن هناك أساتذةً يعلمون باللغتين الإنكليزية والفرنسية كانوا يساعدون الطلاب في امتحاناتهم خلال إجراء الإمتحانات. ويذكر رائد أيضاً أنّ في صفه كان يوجد رجل “في عمر الثلاثين سنة يجري الامتحانات ذاتها أيضاً وآخر سوري بعمر العشرين سنة تقريبا. وكان هناك نسبة غياب كبيرة للتلاميذ المرشحين لتلك الشهادة، بمعدل 10 طلاب لم يحضروا”.

أحد الطلاب، رفض نشر اسمه ايضا لأسباب خاصة، قال إنّ الأساتذة كانوا يشكون من النعس، بسبب منعهم من الخروج من مبنى وزارة التربية، وإنّ الامتحانات قد جهزت عند الساعة السادسة صباحاً ما جعل الطلاب يتأخرون عن دخولهم إلى مراكزهم ساعة عن موعد الإمتحانات المحدد.

سهولة الغشّ كانت الاجابة المشتركة عند العشرات الذين رفضوا الحديث لموقع إعلامي، وهو كما يعرف اللبنانيون، بات فولكلوراً ومن عادات المجتمع اللبناني. أعرف من نفسي حين كنت أحد طلاب تلك الشهادات، كنت خبيراً في الغشّ بالامتحانات الرسمية، فكنت أدخل كتباً إلى الصفّ مع ما يسمى بـ”روشتات” وخرائط لمادة الجغرافية، واستعملت هاتفي الجوال ذات مرّة، وخالفت القانون ودخّنت السجائر في حرم المدرسة، ولم أكترث لأنني أعلم أن ليس هناك من يحاسبني في هذه البلاد.

السابق
البزري حاضر عن فيروس الكورونا
التالي
عمار الحكيم يتوعد ’داعش’ بمقابر جماعية