شدا عمر: أصبحنا أمام إعلام حربي ومتاريس

أن تثير اعلامية قضايا ساخنة وملفات سياسيّة عالقة ضمن حوار هادئ راقٍ، هذا ما يعني السير عكس التيار. لعل هذا التوصيف ينطبق كثيراً على اداء الاعلامية شدا عمر وأهدافها.

من يتابع برنامج “كلمة حرة” عبر “تلفزيون لبنان”، لا بد أن تلفته ثقافة عمر واسلوب حوارها وخبرتها التي استمدتها من مسيرة دامت أكثر من 20 عاماً في حقل البرامج السياسية والأخبار، من “الجديد”، فالـ”مؤسسة اللبنانية للإرسال” وأخيراً “كلمة حرة” في “تلفزيون لبنان”.
¶ بعد غياب أربعة أعوام، لماذا اخترت “تلفزيون لبنان” للعودة إلى الشاشة؟
اعتبر ان “تلفزيون لبنان” هو تلفزيون اللبنانيين كلهم. وافتخر اني أعود عبر هذا التلفزيون الذي يسعى بدوره للعودة الى قلوب اللبنانيين ووجدانهم من خلال مجموعة من البرامج الهادفة والعصرية. هذا الأسبوع كان الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس هذا التلفزيون، الذي كان الأول الذي أسس في العالم العربي ومن خبراته أسست بقية الشاشات اللبنانية وحتى العربية.
¶ ما كانت اهتماماتك في الفترة التي أحتجبت فيها؟
ركّزت على عائلتي وخصوصاً اني رزقت طفلين في فترة غيابي عن الشاشة الى جانب ابني وابنتي. كما ركزت على العمل من خلال شركة new media lead الاستشارية التي اسسناها زوجي وانا، كانت فترة لأتخاذ مسافة من الإعلام والسياسة وكانت مفيدة لي وخصوصاً عندما تغيّر الاعلام وأصبحنا أمام إعلام حربي ومتاريس.
¶ هل بدأت التجربة الجديدة من حيث انتهيت في الـLBC أم كانت انطلاقة متجددة مهنياً، وهل تغيّرت الأوضاع من الناحية الاعلامية؟
طبعاً بدأت من حيث انتهيت، فالإنسان يراكم ويكتسب خبرة لا تمحوها سنوات قليلة من الغياب. لا أخفي أني شعرت عندما بدأت الحلقة الاولى من “كلمة حرة” بأني لم اترك الشاشة. لكن الأوضاع تغيّرت حتماً في الاعلام، صارت بطولة اذا استطاع الإعلامي جمع شخصيتين سياسيتين لا تتفقان في السياسة على طاولة واحدة. وثمة أيضاً لغة جديدة لم نكن نسمعها من قبل وتعابير تتخطى المقبول ولغة التهديد أصبحت عادة.
¶”كلمة حرة” برنامج حواري سياسي تحاولين فيه أن تقفي على ارض محايدة، هل ينجح ذلك في لبنان؟
طموحي ان أقف على أرض محايدة وهذه محاولة مستمرة من حلقة الى حلقة. هل ينجح ذلك في لبنان؟ هذا سؤال برسم المشاهدين، فهم عليهم ان يحكموا على مدى حيادي.
¶ برأيك، ألم يملّ الناس برامج الحوارات السياسية والجدال البيزنطي؟
أكيد ضجروا، لكن هذا لبنان ونحن معتادون بل مدمنون السياسة. حياتنا معقدة ومليئة بالأزمات على اختلاف أنواعها، والمشاهد بحاجة ليفهم وأصبحت السياسة خبزنا اليومي.
¶ على ماذا تركّزين في برنامجك للتميّز عن الآخرين؟
أراهن على جمع الأضداد، على الحوار البناء والهادف والهادئ طوراً وأحيانا العالي النبرة. لا يمكن الادعاء ان باستطاعة الصحافي ان يسيطر على الضيوف ويقمعهم، فإذا كانوا بحاجة لأن يرفعوا لهجتهم او نبرتهم من وقت الى آخر، فليكن ولكن من دون تخطي حدود اللياقة والتلفظ بكلمات نابية. أراهن ايضاً على التراكم والثبات في البرنامج لأن ذلك يمنحني صدقية اكبر مع الوقت.
¶ هل تشعرين بمساحة حريّة في التلفزيون الرسمي لطرح أي سؤال تفكّرين به أم تحرصين على التوازنات؟
القيّمون على “تلفزيون لبنان” يعرفون تماماً ان الحد من الحريّة لن يفيد المحطة او البرنامج، والموضوع لم يكن مطروحا من البداية. فأي برنامج يسعى للنجاح لابد ان يجمع بين الإعداد المعمق واختيار انسب الضيوف، وتنفيذ الحلقة مباشرة بسلاسة ومهنيّة لتجنب اي شطط او اطالات او صدامات…
¶ مَن مِنَ الضيوف يرضي مهنيّتك في الحوارات؟
الضيف الذي يحترم عقل المشاهد.
¶ من يساعدك في الاعداد؟
البرنامج جهد مشترك بين زوجي مروان المتني وفريق تقني من “تلفزيون لبنان” وانا.
¶ هل تولين عائلتك الوقت الكافي؟
بالطبع! الأمور اسهل بكثير من الفترة الماضية في LBC حيث كنت اقدم نشرات الاخبار على الفضائية ضمن دوامات صعبة ومرهقة، بالاضافة الى “نهاركم سعيد” صباحاً، ثلاث مرات في الأسبوع وأحياناً أربع، ناهيك عن برنامج الحدث الأسبوعي. الآن وقتي أتحكم فيه والأولوية لعائلتي وأطفالي.

 

السابق
حين ينهار العراق
التالي
ظريف يحذّر من طبيعة الارهاب التكفيري العابرة للحدود