بغداد وأربيل وبينهما ’داعش’

تزامُن احتلال “داعش” محافظة الموصل العراقيّة، مع زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لتركيا، وبدء المفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران في جنيف، ليس محض صدفة. ذلك أن الاختراق السوري – الإيراني لتنظيم “داعش” الإرهابي، لم يعد يختلف عليه اثنان. فكيف لرئيس الوزراء العراقي، والقائد العام للجيش والقوّات المسلّحة، نوري المالكي، أن يرسل الجيش والتعزيزات العسكريّة لمحاربة “داعش” في الأنبار، ويفسح المجال لها لاحتلال الموصل، عبر إصدار الأوامر لقادة الجيش والشرطة بالانسحاب وعدم مواجهتها، إلاّ إذا كان القرار قد اتخذ في طهران؟!. وعليه، أرادت طهران إرسال رسائل عدّة، عبر إفساح المجال أمام استيلاء “داعش” على الموصل، منها:

1- تحذير تركيا من خطورة الضلوع في بيع نفط كردستان، بمعزل عن بغداد – طهران، والإشارة إلى الأكلاف التي يمكن لتركيا أن تدفعها، في حال توفيرها أي نوع من الغطاء أو الدعم الإقليمي، لانفصال كردستان عن العراق.

بدليل أن “داعش” احتجزت نحو 80 مواطناً تركياً، بينهم القنصل، بعد اقتحام القنصليّة التركيّة في الموصل. 2- إبلاغ أميركا والغرب بأن إيران شرطي المنطقة، التي يمكنها أن تلجم الإرهاب أو تطلق له العنان، وتغرق المنطقة به، إذا لم تستجب واشنطن وبروكسيل والغرب عموماً للمطالب الإيرانيّة.. إذا ثبت ضلوع طهران في احتلال “داعش” محافظتي الموصل ونينوى، فغالب الظنّ أن الهدف منه ضرب السنّة بالسنّة، والكرد بالسنّة والعكس، وخلط الأوراق، ورفد أزمات المنطقة بالمزيد. ولعل أبرز النتائج الخطرة لهذا التكتيك الإيراني الجهنّمي، هو استيلاء “داعش” على كامل محافظات نينوى والموصل وكركوك العراقيّة، وضمّ محافظتي ديرالزور والرقة السوريتين إليها، بغية تشكيل “دولة العراق والشام” العائمة على بحر من النفط. وهذا ما لن يسمح به الكرد وتركيا، ولا العالم بأسره. يبدو أن يوم انقلاب السحر الإيراني على صاحبه، قد اقترب.

السابق
صد محاولة ’داعش’ لاختراق الحدود السورية
التالي
إنجازات ’داعش’ في العراق وسورية هدية للمفاوض الإيراني؟