اشتباك بين برّي والسنيورة: انتهى شهر العسل الحكومي؟

السنيورة و بري
شنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري هجوما لاذعا على "تيار المستقبل"، وتحديدا على الرئيس فؤاد السنيورة، على خلفية ملف سلسلة الرتب والرواتب. فهل يكون هذا الهجوم مقدمة لاشتباك سياسي تصل شظاياه الى الحكومة وجلساتها؟ تماما كما كان تحرّك أيّار 2008 العمّالي مقدّمة لأحداث 7 أيّار السياسية والعسكرية؟ وهل انتهى شهر العسل الحكومي المستمرّ منذ تأليف حكومة الرئيس تمام سلام؟

بينما كانت هيئة  التنسيق النقابية تتفاوض مع وزير التربية الياس بو صعب، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يشنّ هجوما على تيار المستقبل وتحديدا على رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الذي اتهمه بري بـ”الانقلاب على اﻷجواء اﻹيجابية والاتفاقات التي حصلت في مكتب الاخير بالمجلس”. اتهام ردّ عليه السنيورة قائلا: “ليس صحيحا أنه تم اﻹتفاق بخصوص مبالغ السلسلة ليتم اانقلاب على الاتفاق من قبل تيار المستقبل”.هذا الاشتباك السياسي، وإن كان ظاهره اقتصاديا مطلبيا، إلا أنّه يؤشّر إلى بداية مرحلة جديدة من الخلافات السياسية قد تكون مقدمة لتعطيل عمل الحكومة.

يقول عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد في حديث لـ”جنوبية” إنّ “كلام الرئيس بري أنه مع السلسلة يهدف الى زيادة الشعبوية لا أكثر ولا أقل”. وبحسب فايد فإنّ “نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض عبّر بوضوح عن هذا الامر عندما قال إن ّ جزءاً من الطاقم السياسي هو ضد السلسلة والجزء اﻵخر يزعم أنه مع السلسلة وهدفه زيادة الشعبية”. وبحسب فايد فإنّ “المقصود بكلام محفوض هو الرئيس بري الذي يزعم أنه مهتم لمصلحلة لبنان والعمال”.

أضاف فايد: “لو كان في لبنان عمل مؤسساتي منتظم لكنا شهدنا ان المعنيين وجدوا حلاً ﻹقرار السلسلة بالطريقة المناسبة”، معتبرا أنّ “اﻷساتذة لهم حقوق ويجب أن تُقر ولكن ليس على حساب تدهور إقتصاد البلد و ليس من الصعب إقناع اﻷساتذة إذا تكلمنا معهم بالمنطق ﻷنهم يخافون على مصلحة لبنان أيضا . وسأل فايد : “لكن عندما يكون هناك جزء من النواب يزايد بأنه مع السلسلة فكيف يمكن إقناعهم؟”.

أما بالنسبة إلى كلام الرئيس بري عن خوفه من تعطيل عمل الحكومة قال فايد: “لا أحد يتجرّأ على تعطيل الحكومة ولكن لا أحد يستطيع تسيير أمورها، هناك جهة من السياسيين لها مصلحة في تمديد اﻷزمة دون إيصالها الى اﻹنفجار”.

أما النائب في كتلة التنمية والتحرير علي خريس فأكد لـ”جنوبية” أنّ “الكلام الذي صدر عن الرئيس بري هو صرخة كبيرة في وجه تعطيل المؤسسات التي لا يمكن السكوت عنها”، وأضاف خريس: “كلنا حريصون على انتخاب رئيس جمهورية لكن إن لم يتم التوافق فها نعطل المؤسسات؟ هل من مصلحة لبنان تعطيل مجلس النواب؟”. وأكد خريس: “أنه تم اﻹتفاق بين الرئيس بري و الرئيس السنيورة على جملة من اﻷمور منها اﻷملاك البحرية فلماذا تبدلت المواقف في اليوم الثاني ؟”.

 خريس سأل الرئيس نجيب ميقاتي: “لماذا عندما كنت رئيسا لمجلس الوزراء أقنعت اﻷساتذة بالسلسلة وهم كانوا يطالبون بغلاء معيشة فقط ؟ ليش جبت الدب ع كرمك”. وبالنسبة إلى صلاحيات الحكومة وعملها يؤكد خريس أنّ “اﻹتصالات جارية لمعرفة كيفية إدارة المرحلة المقبلة والتوصل الى اتفاق على صلاحيات مجلس الوزراء لكي لا نصل الى مرحلة التعطيل”.

في المحصّلة يبدو أنّ الهدنة السياسية التي شهدتها البلاد خلال الفترة السابقة، والتي أسفرت قرارات حكومية لا بأس بها، مرشحة اليوم لانتهاء صلاحيتها، خصوصا بعد الاختلافات في وجهات النظر حول صلاحيات الحكومة بعد شغور منصب رئاسة الجمهورية.

السابق
بغداد تتحصَّن أمام استمرار زحف ’داعش’
التالي
الجهاديون الاسلاميون بين الدفاع عن الوجود وتحقيق مطالب الاعداء