إيران مستعدة لتمديد المفاوضات النووية وتعتبر الموقف الفرنسي عالي السقف

كرر كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي الكلام عينه بعد لقاء 9 حزيران و10 منه مع الوفد الاميركي، أمس بعد اللقاء الثاني الذي عقد مع الوفد الفرنسي برئاسة الرئيس الجديد للوفد الى المفاوضات النووية نيكولا دوفيبير قائلاً: “إن الاجواء كانت ايجابية والمفاوضات مثمرة”.

وانعقد اللقاء في مقر البعثة الايرانية في جنيف واستمر نحو أربع ساعات، من غير أن يصدر بيان رسمي أو تصريحات رسمية، لكن اوساطا ايرانية متابعة للمحادثات قالت لـ”النهار” إن تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلثاء عن أجهزة الطرد المركزي وقوله “انه يكفي ايران بضع مئات منها” أثار استياء الايرانيين خصوصاً أن فرنسا “تعلم تماماً أن هذه الكمية غير كافية لتشغيل منشأة نووية صغيرة”. وأوضحت ان كلام فابيوس سيطر على المفاوضات بين الطرفين وأن الجانب الايراني “شرح للوفد الفرنسي طويلا حاجة ايران الى الآلاف من هذه الأجهزة”.
وأفادت الاوساط الايرانية، أن الجانب الايراني المفاوض كان مرتاحاً الى المحادثات مع الفريق الاميركي الذي كان “يفاوض بجدية عالية وبشفافية وواقعية على رغم وجود خلافات كبيرة في وجهات النظر لم يتم التوصل الى حلها”، بينما رأت في الموقف الفرنسي “سقفاً عالياً للتفاوض سيعوق العملية التفاوضية برمتها اذا ما أصر الفرنسيون على هذه المقاربة”.
وتعليقا على الموقف الفرنسي، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم: “ان الضغوط لن تترك أدنى تأثیر على إرادة ایران وعزمها على نیل حقوقها النوویة”. وقالت إن الفريق الايراني في جنيف أجرى خلال الیومین الاخيرين “محادثات شفافة وجدیة مع وفد أميركي في حضور وفد الاتحاد الاوروبي”.
وفي نهاية هذين اليومين من المحادثات بين الجانب الايراني والدولتين الاساسيتين في المجموعة الغربية ضمن مجموعة 5+1، بات الطرفان، الايراني والغربي، على معرفة مسبقة بمصير الجولة المقبلة من المفاوضات المقررة في 16 حزيران في فيينا، وما لم تحصل مفاجأة قبل هذا التاريخ فإن المفاوضات ذاهبة الى مرحلة ستة أشهر اضافية.
ورأى مراقبون غربيون في جنيف أن التداعي الى محادثات ثنائية عاجلة في جنيف، وخصوصا مع الوفد الاميركي، ذي الدور الاساس في المفاوضات مع ايران، يعني أن المفاوضات برمتها باتت في خطر، وخصوصاً في ظل الاتهامات المستمرة منذ اسابيع والتي يرمي فيها كل طرف على الآخر المسؤولية عن المراوحة، وعلى رغم الشح في المعلومات من كلا الطرفين، تبقى التصريحات غير المباشرة سواء من الناطقة الاعلامية باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف التي قالت: “على الايرانيين أن يتحلوا بالعقلانية قليلاً في طموحاتهم النووية”، وكلام فابيوس الأخير، إشارات واضحة الى أن المفاوضات لا تزال بعيدة من ايجاد قواسم مشتركة في الخلاف الكبير على أجهزة الطرد المركزي.
ولكن لماذا اصرار الجانب الايراني على وصف المحادثات في جنيف بالايجابية والمثمرة؟ أجابت الاوساط الايرانية أن ايران، على رغم الأزمة الاقتصادية التي تعانيها من جراء الحصار المفروض عليها، لن تقدم الكثير من التنازلات في برنامجها “مما يهدد مستقبلها كدولة نووية” وما قدمته حتى الآن تعتبره طهران كافياً، ولا سيما الموافقة على عدم التخصيب بنسبة تفوق الـ5% وإتلاف الاورانيوم المخصب بنسبة 20%.
على هذا الاساس، تنطلق الايجابية لدى طهران من زاوية أن الأمر سيكون جيداً اذا تم التوصل الى اتفاق يلبي طموحاتها النووية خلال الفترة الباقية حتى 20 تموز، أما اذا لم يحصل ذلك، فهي مستعدة لتحمل فترة تمديد ستة أشهر اضافية في سبيل الحفاظ على قوتها النووية، خصوصا أن الوضع الاقتصادي في ايران يشهد تحسنا وإن طفيفا بعد توقيع الاتفاق المرحلي مع القوى الكبرى العام الماضي الذي أجاز لها تنشيط العمليات المصرفية مع الخارج والبدء بتصدير كميات قليلة من المشتقات النفطية واستعادة أربعة مليارات دولار من أموالها المجمدة لدى الولايات المتحدة.

السابق
سرّ القهوة المثالية
التالي
البريفيه تنطلق غداً بمشاركة الأساتذة والمراكز جاهزة