«ثورة» جديدة

ليس هيّناً ما تفعله إيران هذه الأيام.. بل ذلك ليس مسبوقاً منذ تفجّر ثورتها قبل أكثر من ثلاثة عقود: ما يحصل يرقى الى أن يكون “ثورة” جديدة، أو بالأحرى، حركة تصحيحية لمسار أوصلها الى الحائط، ولم تترك في طريقها الى ذلك الحائط، زجاجاً واحداً قائماً في مكانه وكادره! بحيث أن النتيجة الوحيدة “البنّاءة” المرئية مبدئياً (حتى الآن؟!) تفيد بأن “ثورة الخط الثالث” البعيد عن الشرق والغرب(!)، عادت القهقرى الى الخط المستقيم، أو الطبيعي، أو الواقعي القائل بأن حقائق الدنيا أقوى من أحلام وأوهام نسفها، وأنّ الجغرافيا السياسية لا تتغيّر بالإنشاء اللغوي، ولا بالإرهاب!..

دخل الحكم الإيراني، بقضّه وقضيضه في الموضوع السوري وحاول ويحاول فرض إرادته هناك بالقوة وحدها، ملغياً كل اعتبار آخر من حساباته، أخلاقيًّا كان أو إنسانيًّا أو دينيًّا أو تاريخيًّا.. الخ. في هذه اللعبة المزدوجة لا يهمّ الآخرين إلا النتيجة الأخيرة. وهذه على ما يبدو تُبنى على وقع ذلك التغيير الاستراتيجي الحاصل والذي سيعني حكماً (ومثلاً!) ان القوة المستخدمة في سوريا، على جبروتها وعنفها وضراوتها وصلافتها لن تكون موازية لـ”قوّة” الحقائق السورية التاريخية والديموغرافية! مهما بدا العكس راهناً: السوريون في “اغلبيتهم” رفضوا سلطة الأسد وأسقطوها من حساباتهم وذلك سيتم آجلاً أو عاجلاً.. وإيران سترضخ لذلك! التفاصيل كثيرة، كثرة الملفات التي حشرت إيران نفسها فيها، لكن “التحليل الأخير” يفيد أن ازدواجية الأداء الراهنة، لا تلغي حقيقة واحدة وهي أن هناك “ثورة جديدة” مختلفة عن تلك التي بدأت في العام 1978!

السابق
سوريا.. دولة فاشلة؟
التالي
المواعيد الجديدة للامتحانات الرسمية