لهذه الأسباب قتلوا هاشم السلمان

هاشم السلمان
دماء هاشم صارت هي بمثابة عنوان صراع غير متكافئ ابدا بين "شيعة ايران" من جهة و"شيعة لبنان" من جهة أخرى. وعليه فإنّ هذه الدماء الزكية لم تعد مسؤولية اهل واخوة هاشم، وليست مسؤولية التيار السياسي الذي ينتمي اليه، وانما أضحت هي حتما مسؤولية وطنية يجب ان يتحملها ويتحمل رفع لوائها كل من يؤمن بلبنان كوطن نهائي لجميع أبنائه، وكل من يرفض ان تتحوّل الطائفة الشيعية الى مجرد فصيل داخل الحرس الثوري الإيراني، وبان يكون جنوب لبنان هو الحدود الجنوبية لدولة إيران.

دماء هاشم صارت هي بمثابة  عنوان صراع غير متكافئ ابدا بين “شيعة ايران” من جهة و”شيعة لبنان” من جهة أخرى. وعليه فإنّ هذه الدماء الزكية لم تعد مسؤولية اهل واخوة هاشم، وليست مسؤولية التيار السياسي الذي ينتمي اليه، وانما أضحت هي حتما مسؤولية وطنية يجب ان يتحملها ويتحمل رفع  لوائها كل من  يؤمن بلبنان كوطن نهائي لجميع أبنائه، وكل من يرفض ان تتحوّل الطائفة الشيعية الى مجرد فصيل داخل الحرس الثوري الإيراني، وبان يكون جنوب لبنان هو الحدود الجنوبية لدولة إيران.

وبعد مرور عام كامل على “حادثة” استشهاد هاشم السلمان وهو يشارك في اعتصام سلمي امام السفارة الإيرانية في بيروت رفضا لقرار مشاركة حزب الله في القتال الى جانب نظام بشار الأسد ضد شعبه، فإنه من السذاجة بمكان طرح السؤال عن هوية القاتل او عن الجهة التي تقف خلفه. لأن الجغرافيا والزمان والغاية والصور الموثقة كلها كفيلة بالاجابة التي لا تحتمل أي تأويل او ضبابية بأن الشخص او الأشخاص المتورطون هم ينتمون الى تنظيم حزب الله.

وان كنت هنا لا اجزم اطلاقا بوجود قرار تنظيمي متخذ مسبقا من قبل الحزب يقضي بتصفية هاشم او أي من المشاركين بالاعتصام، الا انني استطيع ان اجزم كما أي احد شاهد صور مجريات احداث ذلك اليوم المشؤوم وسمع بعد ذلك روايات أصدقاء هاشم، ان الأوامر المعطاة لاصحاب البدلات السود هو التصدي الشرس الى حد الايذاء الكبير لتفريق المعتصمين بدون ان تأخذهم بهم أي رحمة، الا ان هذا كله لايمكن  يعفي حزب الله من المسؤولية وان غير المباشرة (حينها) عن دم هاشم.

وان كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد وصف ما جرى يومها بأنه “حادثة مرفوضة وغير مقبولة ومدانة ” وقال: “انها  حادثة عفوية وقتل فيها شخص عزيز” معتبرا انه “قتل مظلوما أيا كان قاتله، وهذا الامر خاضع للتحقيق ويجب الا يضيع هذا الحق”. الا انه وبعد مرور كل هذه المدة بدون أي استجابة او تقدم في مجال احقاق هذا الحق والمحاولات الحثيثة لاخفاء وحماية الجاني المباشر، والتعثر المقصود الذي يعتري المسار القضائي لهذا الملف… يجعل من أصابع الاتهام توجه هذه المرة الى حزب الله وخلفه السفارة الإيرانية كشركاء فعليين ومباشرين بهذه الجريمة.

السفارة الايرانية

وهذا يحتم علينا القول إن قضية هاشم السلمان لم تعد مسألة “حادثة ” سقط بسببها شاب شيعي يعترض على السياسة الإيرانية في لبنان، بل تحولت القضية مع مرور هذه المدة ومحاولات طمسها الى ما هو اكبر من ذلك بكثير للقول من خلالها إنه “من غير المسموح ان تخرج أصوات شيعية فاعلة لتعبّر عن اعتراضها عن هذه السياسات الإيرانية وبأن أي محاولة عملية خصوصا اذا ما جاءت من داخل صفوف الطائفة فإنها ستلاقي المصير نفسه الذي لقاه الشهيد هاشم، وان دماءه “الضائعة” انما يراد منها ان تتحول الى ما يشبه السيف المسلط من اجل ترهيب الشيعة اللبنانيين الذين يعتبرون ان طائفتهم صارت بالكامل في قبضة ولاية الفقيه. وبالتالي فإن دماء هاشم صارت بمثابة عنوان صراع غير متكافئ ابدا بين “شيعة ايران” من جهة و”شيعة لبنان” من جهة أخرى. وعليه فإن هذه الدماء الزكية لم تعد هي مسؤولية اهل واخوة هاشم، وليست مسؤولية التيار السياسي الذي ينتمي اليه، بل أضحت حتما مسؤولية وطنية يجب ان يتحملها ويتحمل رفع لوائها كل من  يؤمن بلبنان كوطن نهائي لجميع أبنائه، وكل من يرفض ان تتحول الطائفة الشيعية الى مجرد فصيل داخل الحرس الثوري الإيراني، وبأن يكون جنوب لبنان هو الحدود الجنوبية لدولة إيران.

ولأن الشهيد هاشم السلمان قد حمل بروحه وبعقله وبقلبه كل هذا الحب والوفاء لوطنه ولطائفته التي لم يرض ان يتحول شبابها الى مجرد مقاتلين لخدمة المشروع الإيراني على حساب مصلحة الوطن، لهذا كله قُتِلَ هاشم السلمان .ونحن نقول كما كان يقول الشهيد الشيخ راغب (رض): “دم الشهيد اذا سقط فبيد الله يسقط واذا سقط بيد الله فإنه ينمو ويكبر”.

السابق
ليليان نمري: المهضوم مهضوم ناصح أو ضعيف
التالي
بو صعب: الامتحانات ستجري يوم الخميس وعلى الطلاب ان يكونوا حاضرين