أيّها الطالب اللبناني: لا تحمل إرث الوزير بوصعب

الطالب اللبناني
لا تصدّق يا عزيزي الطالب أنّ أحداً خائف على مصلحتك، لا الأساتذة المتعاقدين ولا الوزير. لا تصدّق أنّ الحلول المؤقتة و"الترقيع" يؤمّن لك مستقبلاً. واسمع جيّداً: هذا الإرث الثقيل الّذي خلّفه لنا أسلافنا من اللبنانيين، لا تحمله. إرمه في القمامة ولا تصفّق لوزير ولا تغفر لسلطة تتلاعب بمستقبلك. إبحث عن الوسيلة الّتي قد تضمن لك اقتلاع هذا الماضي بحثاً عن مستقبل أفضل. ربما ستيأس لاحقاً وتهاجر وربما بدأ اليأس يصيبك. ولكن إيّاك وإيّاك أن تحمل هذا الإرث.

لا تصدّق يا عزيزي الطالب أنّ أحداً خائف على مصلحتك، لا الأساتذة المتعاقدين ولا الوزير. لا تصدّق أنّ الحلول المؤقتة و”الترقيع” يؤمّن لك مستقبلاً. واسمع جيّداً: هذا الإرث الثقيل الّذي خلّفه لنا أسلافنا من اللبنانيين، لا تحمله. إرمه في القمامة ولا تصفّق لوزير ولا تغفر لسلطة تتلاعب بمستقبلك. إبحث عن الوسيلة الّتي قد تضمن لك اقتلاع هذا الماضي بحثاً عن مستقبل أفضل. ربما ستيأس لاحقاً وتهاجر وربما بدأ اليأس يصيبك. ولكن إيّاك وإيّاك أن تحمل هذا الإرث.

 

ربما يعتقد البعض أنّ مطالب هيئة التنسيق بزيادة الرواتب بنسبة 121 في المائة غير منطقية ومبالغ بها. ربما هي كذلك وربما تضاعف من أزمة بلدنا الذي يبدو دائماً على حافة الهاوية، رافضاً السقوط وعصياً عن النهوص. ربما نعرف أيضاً جميعاً عن الخمول في القطاع العام والفساد وتقاعس الموظفين وهذه الأمور جزء من النظام العام اللبناني الّذي صار مصقولاً بجيناتنا وملتصقاً بذهنيتنا ولا وعينا. تأتي هذه الأزمة الوطنية والكيانية المتشرذمة (وربما تشرذم الأزمات هو الأمر الوحيد الّذي يسعف لبنان ويجنّبه الانهيار) لتلقي بظلالها على الطلاب الآن، كأنّهم يستيقظون في عمر مبكّر على “القرف” الّذي يعمّ الوطن.

..وأخيراً أحيلت "السلسلة" وهيئة التنسيق علقت الاضراب

في غمار صرخة الأساتذة وموظفي القطاع العام الذين لا يستطيعون مواكبة الحياة الباهظة التي يفرضها لبنان على أبنائه كثمن مقابل “النعيم” الّذي يؤمّنه لهم… لم يبق أمام موظفي الدولة المحدودي الدخل إلّا أن يذهبوا إلى الشارع ويصرخوا. وربما وجد حنا غريب في هذه الصرخة (كغيره من الصارخين) عودة لأمجاد الشيوعية والثورات في وجه الرأسمالية والامبريالية وهذه الشعارات الرنانة. وهذه أيضاً نقطة يمكن التوسّع فيها وتحتاج شرحاً طويلاً.

العنصر الجديد الذي دخل على الساحة الآن هو وزير التربية الياس بوصعب. منذ تسلّمه الوزارة وحادثة التلميذ الّذي ضربه الأستاذ في إحدى مدارس الجنوب اللّبناني بدا مصرّاً على الظهور والتأكيد أنّه هنا لكي يحسّن بنية النظام التعليمي والاقتصاص من هذه التصرفات. قال عندها إنّه جاهز لاستقبال التلاميذ والأساتذة وأعلن حملة لإنهاء “الضرب” في المدارس، حملة لم يخبرنا أحد عن نتائجها في وقت لاحق.

يدخل الوزير بوصعب من الباب العريض الآن رافضاً بشكل قاطع أن يعطّل الأساتذة مستقبل الطلاب وهو مستعدّ للمواجهة. وبما أنّ الوزير لا “يمون” على الحكومة ولا على مجلس النواب، فإنّه “يمون” على بضعة أساتذة متعاقدين. وربما لا “يمون” ولكن يستطيع أن يغريهم بأنهم إذا حلّوا مكان زملائهم اليوم في مراقبة الامتحانات، فلهم مستقبل مزهر في الغد. الوزير المتسلّح بمصلحة الطلاب ربما في العمق لا يريد أن يُقال لاحقاً إنّ “الامتحانات الرسمية تعطّلت في عهده”. التعطيل لن يصنع له المجد ولكن “ضربة معلّم” تخرجه بمظهر الغيور على التعليم ستؤمّن له من دون شك مظهر “البطل الّذي أنقذ التلاميذ”.

يجد بوصعب نفسه محاصراً بين مطالب الأساتذة وواجباته وسلطته ورغبته في أن يظهر كالبطل الشديد والقوي. والسلطة عادةً لا تكترث بمطالب الأساتذة ولا بالخطابات عن حيتان المال وانعدام العدالة ومعاناة ذوي الدخل المحدود. ما تريده السلطة في عالمنا هو أن تثبت نفسها كقوّة لا رادع لها وإن كانت قوّة قمعية. لا تكترث هذه السلطة إن كانت ستحدث شرخاً بين فئة الأساتذة أو بين الأساتذة وتلاميذهم. فهذه السلطة قد أمعنت على مرّ العقود في إحداث مختلف أنواع الانقسامات بين اللبنانيين لتضمن بقائها.

لا تصدّق يا عزيزي الطالب أنّ أحداً خائف على مصلحتك، لا الأساتذة المتعاقدين ولا الوزير. لا تصدّق أنّ الحلول المؤقتة و”الترقيع” يؤمّن لك مستقبلاً. واسمع جيّداً: هذا الإرث الثقيل الّذي خلّفه لنا أسلافنا من اللبنانيين، لا تحمله. إرمه في القمامة ولا تصفّق لوزير ولا تغفر لسلطة تتلاعب بمستقبلك. إبحث عن الوسيلة الّتي قد تضمن لك اقتلاع هذا الماضي بحثاً عن مستقبل أفضل. ربما ستيأس لاحقاً وتهاجر وربما بدأ اليأس يصيبك. ولكن إيّاك وإيّاك أن تحمل هذا الإرث.

السابق
عودة أذن فان غوخ للحياة بعد 126 عاماً؟
التالي
’الداعشيون الأوروبيون’ بعد ’الأفغان العرب’