محطة الانتخاب السادسة تحولت مطبخا لنقاشات الغد

اثبتت وقائع ومعطيات ومواقف جلسة الانتخاب السادسة ان العجز الرسمي والتعطيل المفتعل والمقصود للنصاب، دفع بالاستحقاق الرئاسي الى اسفل قائمة اولويات المشاريع السياسية الوطنية في لبنان، الى درجة ان جلسة اليوم التي لم يحضرها الا نصف عدد نواب البرلمان انحرفت عن هدفها لتتحول الى “مطبخ” نقاشات ومباحثات في ملف سلسلة الرتب والرواتب الذي تصدر الاهتمامات تحت وطأة الضغط النقابي ولغة التهديد بورقة الامتحانات الرسمية، على رغم خطة وزير التربية الياس بو صعب غير المسبوقة لاجراء الامتحانات مع وقف التنفيذ في ما يتصل بأعمال التصحيح والنتائج.

وغداة تطيير نواب “تكتل التغيير والاصلاح” وكتلة “الوفاء للمقاومة” نصاب الجلسة الانتخابية الرئاسية على قاعدة عدم التوافق المسبق على هوية الرئيس ووضع الاستحقاق المفترض انه الاهم في الدولة على رف الانتظار وتحديد الرئيس نبيه بري 18 حزيران موعدا لجلسة جديدة، توقعت مصادر سياسية مواكبة للمناخ الاقليمي عبر “المركزية” ان يتبلور جديد على خط الاستحقاق في النصف الاول من شهر تموز المقبل استنادا الى ظهور نتائج بعض المحطات الاقليمية والدولية من بينها تبيان توجهات النظام المصري الجديد المتوقع ان يقود حراكا مهما في اتجاه عدد من الدول العربية في استعادة للدور المصري المفقود لا سيما بعد تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي امس ان أمن الخليج من أمن مصر، وسط معلومات تتردد في اوساط دبلوماسية عن امكان عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة في وقت غير بعيد قد يحضره الرئيس السيسي لالقاء كلمة يحدد فيها الرؤية المصرية لبعض الملفات في المنطقة ويغتنم المناسبة لقول ما لم يقله من مواقف في خطابه امس، كما ان هذه المرحلة ستشهد محطات اخرى من بينها اجتماع دول الخمس زائدا واحدا حول الملف النووي الايراني الذي يحضر اليوم في الاجتماعات الاميركية – الايرانية لمتابعة التفاصيل التقنية قبل التوقيع على الاتفاق النهائي اضافة الى زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الى تركيا والتباين الواضح في السياسة الايرانية الداخلية بين جناحي روحاني الانفتاحي والحرس الثوري الذي يقابل هذه السياسة بمزيد من التشدد في الملف السوري وبالمواقف التصعيدية لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في لبنان. ولعل مؤتمر دول التعاون الاسلامي الذي يعقد في السعودية الاسبوع المقبل يشكل بدوره احدى المحطات المؤثرة في الاستحقاق اللبناني خصوصا لجهة اللقاءات التي قد تعقد على هامشه.

اما اذا لم تتبلور بعد تظهر نتائج المحطات الدولية والاقليمية، على اهميتها، معطيات تعبد طريق الانتخابات في النصف الاول من شهر تموز المقبل، فان الاستحقاق بحسب المصادر قد يرجأ الى ما بعد التمديد لمجلس النواب في ايلول المقبل. الا ان هذا الامر بحسب ما اكد مرجع قانوني لـ”المركزية” لا يخلو من الخطورة، ذلك ان اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية مثابة وضع العربة قبل الحصان أضف الى ان عوائق دستورية عدة ستبرز لعل ابرزها تشكيل الحكومة ومن يجري الاستشارات المحصورة دستوريا برئيس الجمهورية ومن يصدر مرسوم التكليف اذ من غير الجائز ان يكلف رئيس حكومة الرئيس الخلف.

اما جلسة التشريع غدا، فيبدو استنادا الى المعطيات المتجمعة من الكتل النيابية والاجتماعات التي عقدها الرئيس نبيه بري في مجلس النواب اليوم ان نصابها سيتأمن، الا انه لن يؤمن اقرار السلسلة، ذلك ان “تكتل التغيير والاصلاح” الذي يقاطع جلسات الانتخاب سيشارك في جلسة التشريع كما “كتلة جبهة النضال الوطني” برئاسة النائب وليد جنبلاط الذي اكد اليوم “ان اي مغامرة باقرار السلسلة ستترك تداعيات غير محسوبة على الاقتصاد الواجب المحافظة على ديمومته لان اي انتكاسة قد تصيب المؤسسات ستنعكس بدورها ضررا على العمال والعاملين بما يضاعف المخاطر، محذرا من ان اقرار السلسلة من دون تأمين وارداتها سيترك تداعيات غير محسوبة على الاقتصاد الوطني”.

السابق
يزبك: انجازات محور المقاومة في سوريا حرك الأميركي في المنطقة
التالي
تحرش وتعرية الفتيات فى ميدان التحرير