قليل من العقل مع ايران

الحديث عن ايران مصيبة كبرى في هذا البلد وفي بلدان العرب، وباء وبلاء، فعلى الانسان أن يحسب ألف حساب في كل مرة يريد أن يتحدث عن العلاقة بايران.

لنستعد للتهم ولنتحدث. لسنا بحاجة للتفاصيل وللنظر إلى الشكل الخارجي لمنطقتنا ولتاريخنا، فماذا تجدون يا جماعة؟ فمن طرد الفلسطينيين واستبدلهم بالصهيونية، أليسوا البريطانيين والفرنساويين! من أسس القاعدة؟ ألم يكونوا الأمريكان ورفقاءهم ممن أنا وأنتم نعرفهم جيدا! من أشعل الحرب الأولى في الخليج، ألم يكونوا البعثيين؟ من ضرب الأمريكان في نيويورك؟ ألم يكونوا التكفيريين! من أشعل حرب الخليج الثانية انتقاما لبرجي التحرير؟ ألم يكونوا الأمريكان! من فجّر الربيع العربي من تونس وإلى حدودنا هنا في المنطقة؟ أليس الرؤساء العرب وأنظمتهم القمعية وظلمهم لشعوبهم! من تدخل في شؤون ليبيا، أليسوا العرب! من زوّد الثورة السورية بالسلاح والمال والافراد لتمتد لثلاث سنوات؟ أليسوا العرب! من تراجع اليوم وترك الحرب الاهلية السورية وانتكص على عقبيه، أليسوا العرب وحلفاءهم الدوليين!

في مقابل كل هذه المصائب التي اما جاءت من الغرب وإما من عند العرب أنفسهم، لم يجرب العرب ولو لمرة واحدة الثقة مع الإيرانيين. فالمنطق يقول إن الثقة يجب أن تُبنى مع الجانب الشرقي لأنهم يمتلكون رصيدا أفضل في الثقة والاعتداد بالنفس وكون اقوالهم صارت أفعالا. فهم من قالوا بتحرير ارض العرب فحُرّرت، وهم من قالوا اميركا لن تفعل شيئا ولم تفعل، وهم من قالوا أن مؤتمرات جنيف «ون وتو وثري» وغيرها لن تنجح بغير ايران ففشلت، وهم من قالوا أن مدة الرئيس السوري لن تنقضي بالسلاح بل ستمضي إلى الانتخابات فصارت، وهم من قالوا إن الحوار السياسي هو العلاج الوحيد للمشكلة السورية فتحقق ذلك.

هذا هو التاريخ وهذه هي الجغرافيا ولسنا بحاجة للكثير من التحليل، فهذا كله حصل. فعلى ماذا يعول العرب وكيف يخطط استراتيجيوهم!؟ العرب جربوا مع الغرب ولحد الآن كل سُبُل الاسترخاء والثقة، لكنهم لم يحصلوا إلا على الغدر وسُبُل الانقلاب على مصالح اهل المنطقة. أريحوا اهل المنطقة بمد يد التعاون واضفاء روح الثقة على العلاقات بين الشعوب واتركوا الشحن الطائفي والاستحراب القومي لأنه لم يأتنا إلا بالمزيد من الدمار!

السابق
دوائر القلق الوطني
التالي
أتباع تنظيم القاعدة بسوريا حولوا مجمع صناعي لقلعة انتحاريين