’حزب الله’: دورنا في سورية أصبح مطلباً عالمياً

مصادر قريبة من قيادة «حزب الله» قالت لـ «الراي» ان «الوزير كيري ونظراءه هم المسؤولون عن وضع المنظمات العالمية على لائحة الارهاب والتي تشمل حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري بالنسبة الى الولايات المتحدة، ولذا فان مطلبه يحمل أوجهاً متعددة ومعاني كثيرة، خصوصاً انه طلب في خطابه تدخّل دول مثل روسيا وايران (في سورية) كما توجّه بالطلب نفسه الى منظمة تعتبر عسكرية وتقاتل داخل سورية وليست دولة كايران وروسيا».

واضافت المصادر: «لقد بدأت مؤشرات هذا اليوم تلوح في الافق لان تدخل حزب الله في سورية هو الضمانة الوحيدة لوقف تمدُّد التكفيريين والقاعدة والدولة الاسلامية في العراق والشام للسيطرة على سورية بأكملها ولا سيما ان هؤلاء يملكون العقيدة اللازمة والخبرات القتالية والامكانات المادية التي تؤهلهم للتمدد وإنشاء دولتهم كما يقولون، وكذلك لتصدير أفكار الخلافة الى بلدان العالم الذي اصبح يمشي على الجمر ويشعر قادته بتأثير الحرب السورية على مجتمعاتهم عند عودة المقاتلين الى ديارهم وانشاء خلايا مستعدة لاي شيء ما دامت القيادة الامّ في العراق وسورية بخير، وهو ما استوجب الطلب من كافة الدول – ايران وروسيا – ومن حزب الله التدخل لوقف الحرب في سورية ووضع حد لها».

واشارت المصادر عينها لـ «الراي» الى ان «حزب الله وايران وروسيا تستطيع التدخل في سورية لوقف الحرب وهذا يعني القضاء على التكفيريين وعلى القاعدة لان المعارضة السورية المعتدلة تستطيع ان تدخل ضمن اي تسوية ممكنة في ظل نية الدولة التأقلم معها وايجاد صيغة مشتركة لهذه المعارضة كما يحصل اليوم في امكنة عدة في سورية، سواء على المستوى العسكري او حتى على المستوى السياسي حيث تستطيع القيادات السياسية التصالح مع شعبها من كافة التوجهات ما دامت قبلتها هي التعايش واعادة بناء البلاد من جديد».

ورأت المصادر ان «الوزير كيري لم يأت الى لبنان – بحسب تصريحاته – ليطلب من حزب الله الانسحاب من سورية لانه وبحسب قراءتنا للواقع العسكري في بلاد الشام، فان الولايات المتحدة تراقب التطورات العسكرية على ارض الواقع وترى ان حزب الله استطاع استعادة السيطرة على مناطق شاسعة توازي جزءاً كبيراً من جغرافية لبنان مثل القصير والقلمون وبابا عمرو والغوطة وغيرها، مما يدل على ان تغلب الحزب على المعارضة يشكل الأمل الوحيد لوقف تقدم قوات مسلحة بعقيدة (القاعدة والدولة الاسلامية في العراق والشام)، فهذا النوع من الجماعات لا تستطيع حتى قوى مثل اميركا وغيرها الوقوف في وجهه، وهو ما رأيناه في العراق وافغانستان، ولذلك فان حزب الله اصبح هو الامل اذا صح التعبير، لوقف هذا الزحف».

ولفتت المصادر الى ان «المجتمع الاوروبي والاميركي مجتمع مدني ليست لديه الجهوزية والقدرة ليقوم بعمليات دفاعية آنية وهو مجتمع غير مدرّب كالمجتمع الاسرائيلي، ولذلك فان تنامي وجود الجهاديين وتعاظُم قوتهم في سورية والعراق سيؤمن الدعم اللازم لتنشيط الجهاديين في القارة العجوز وكذلك في الولايات المتحدة وكندا، الامر الذي يفترض محاربة الدولة الاسلامية (داعش) وجبهة النصرة في بلاد الشام لقطع الدعم والتواصل وضرب اصل المصادر، ومن هنا يأتي تلاقي المصالح الذي تجده الولايات المتحدة ضرورياً للتناغم مع هدف الحزب في سورية، الا ان حزب الله يُبقي امامه كلام السيد الخميني الذي قال انه: لا امان لاميركا مهما فعلت او قالت».

السابق
لبنان على قائمة البلدان الأكثر حزناً وكآبة!
التالي
عون يلوّح بإجراء الانتخابات النيابية ويعرف أن القرار بيد حزب الله