ملحم زين: الفن اليوم في مأزق

 

من أبرز الأصوات على الساحة الفنية التي سحرت الجمهور بخامة صوت جميلة وإمكانات إستثنائية. منذ تخرجه من عشر سنوات في برنامج “سوبر ستار” والخضّة التي أحدثها آنذاك لا تزال تتصاعد، مع العلم أن قوامها إلى جانب الصوت الدافئ والفريد، عفوية وطبيعية مرهفة قد لا نجدها لدى فئة كبيرة من الفنانين.

إنه الفنان ملحم زين الذي منذ انطلاقته رسم لنفسه خطا فنيا منوّعا لوّنه بهوية صوته الخاصة، التي يعتبرها كبار النقاد من أهم الخامات التي يمكن أن تحمل شعلة الأغنية اللبنانية الى الأجيال المقبلة.
ملحم زين إبن عائلة فنية من الجد إلى الأب وصولاً إلى الإبن… مند طفولته ترعرع على سماع الموسيقى العربية من خلال كبار الأسماء أمثال عبد الوهاب وناظم الغزالي ووديع الصافي… مما صقل موهبته ومنحها توجهاً فريداً.
في عمر السبع سنوات أيقن أنه يحلم بالفن والشهرة والوقوف على المسرح أمام المئات، وقد ساندته العائلة ووالده بشكل خاص. درس الموسيقى وتخصص بدراسة الحقوق لكن الفن سرقه، وكانت البداية في برنامج “سوبر ستار” عندما أحدث تظاهرة شعبية أنتجت نجما لديه كل المقومات.
ملحم زين المقلّ في إطلالاته الإعلامية لا يرى ضرورة لكثرة الكلام ما دامت الإصدارات الفنية على مستوى جيد من الرقي. وبالتالي يؤمن بأن عمر الفنان الذي لا يستهلك صورته أطول.
يعيش نجوميته اليوم بحرية لا بل أكثر “مش قابض نفسه جد” لأنه يؤمن بأن الفن لا يدوم وهو لا يريد أن يعيش تلك المرحلة الصعبة التي تلي النجومية. لذلك يعيش اليوم كأي إنسان عادي مع عائلته وأصدقائه ويمارس هواياته بمنتهى العفوية “ما بروح أماكن مشبوهة بس أنا مش تبع الـimage أنا من الناس ومعظم الوقت بنسى إني فنان”.
وعن فكرة إعتزاله التي تداولها الإعلام منذ فترة، ذكر زين أنه لم يذكر فكرة الإعتزال بل مرّ بمرحلة من “القرف” بسبب الوضع الفني السيئ من حيث الإصدارات المتدنية. مع تأكيده أنه يوماً ما سيتفرغ لربه وعائلته وعيش حياة مستقرة بعيداً عن أضواء الشهرة والفن. لو عاد به الزمن إلى الوراء لأكمل دراسة الحقوق، لأن الفن مجال متعب وغير مستقر ومسؤولياته كبيرة.
برامج اكتشاف المواهب بين الأمس واليوم اختلفت كثيراً برأيه، لأن من يدير اللجان في السابق كانوا أساتذة في الموسيقى بكل ما للكلمة من معنى، وبالتالي فآراؤهم مبنية على أسس أكاديمية، في حين أن معظم اللجان اليوم لا تقيّم على أساس علمي بل مجرد رأي. لو وصله عرض المشاركة في أي لجنة تحكيم لرفض لأن مسيرته الفنية قصيرة وبالتالي يعتبر نفسه غير مخوّل لهذه التجربة. وقد خص بشكل محدد الملحن المصري حسين الشافعي في لجنة “آراب أيدول” الذي كانت آراؤه أكاديمية يحسب لها حساب. معتبراً أن بعض الفنانين أخطأوا عندما وافقوا على المشاركة، لأن هذه التجربة كشفت شخصيات فاجأت الجمهور وأساءت إليهم أكثر مما أضافت.
ملحم زين اعترف بأن شاشة mbc رائدة في برامج اكتشاف المواهب، وقد أنتجت بعض البرامج مواهب لافتة أمثال محمد عساف وناصيف زيتون وعبد الكريم حمدان وموراد بوريكي ويسرى محنوش… لكن الأهم هو الإستمرار الذي يعتبر الأصعب في ظل ندرة الإنتاج وعدم إهتمام جهات إنتاجية كبرى بصناعة فنانين جدد كما في السابق “ما عاد في جيجي لامارا وسيمون أسمر. هالمرحلة انتهت والفنان اليوم مجبور يتكل على نفسو وهيدي مشكلة كبيرة عم تواجه المواهب الجديدة”.
برأيه المرحلة الإنتقالية لشركة روتانا التي ينتمي إليها مهمة مع غربلة كل الفنانين والمحافظة فقط على نحو عشرين فناناً من العالم العربي من أهم الأصوات “روتانا هلأ بلشت تشتغل صح”.
شراء هواء الإذاعات والفضائيات جريمة في حق الأغنية العربية، وقد طالب إدارات المحطات بتحمّل المسؤولية تجاه رفع المستوى الفني. وهل اختلفت المقاييس اليوم؟ برأيه الجمهور لا يزال يبحث عن الصوت الجميل، وفكرة الحضور والكاريزما فقط هي أكذوبة ولا تساوي شيئاً أمام الموهبة الحقيقية. داعياً الدولة إلى تشيكل لجنة فنية أسوة بالنقابة المصرية والإذاعة اللبنانية سابقاً لفحص الأصوات وضبط الفوضى الفنية التي نعيشها.
وعن القول بأن الساحة العربية منذ عشر سنوات لا تزال تعيش على الأسماء نفسها من نجوم الصف الأول كأنها تواجه مشكلة في إنتاج نجوم جديدة، علّق زين بأن الصعوبات التي يواجهها العالم العربي تؤثر في المزاج الفني العام. “تصوري صرلنا فترة ما سمعنا أغنية حلوة يمكن أجمل أغنية كانت “لما بضمك عصديري” لحسين الديك… نحنا عايشين بمأزق كبير”.
وعن رأي الفنان ملحم بركات بأن ثمة مؤامرة على الأغنية اللبنانية، أكد زين أننا نعيش في فكرة المؤامرة أكثر من اللازم، ربما لأن بركات لم تناسبه الأغنية المصرية فرأى أن على كل الفنانين اللبنانيين عدم غناء المصري “الكرة الأرضية صغرت والموسيقى مثل الهواء ولو إجتني أغنية جميلة من الصومال رح غنيا”.
صداقات ملحم زين في الوسط الفني مختصرة أبرزها مع الفنان العراقي كاظم الساهر والفنان صابر الرباعي. وقد وجّه تحية إلى الفنانة هيفا وهبي التي وجد فيها إمرأة ذكية عرفت كيف تصنع لنفسها مكانة كبيرة يحسب لها حساب.
وردا على سؤال من يرى خليفة للفنان الكبير وديع الصافي، أكد أن لا خليفة للصافي لأنه مدرسة كبيرة على الجميع أن ينهل منها.
ملحم زين مطمئن الى الخط الفني الذي يعتمده ويرى نفسه على الخط الصحيح، وهو حريص على إصداراته الفنية ومقلّ بحثاً عن العمل الذي يعلّم ويعيش. جديده ألبوم غنائي منوّع بين اللبناني، الخليجي والمصري.
لا يفكر بترك لبنان رغم الأجواء السياسية والأمنية التي يعيشها لكنه يأمل من الشعب المحاسبة “تحولنا شعب مخدّر وفاسد لأن ما منتعلم وما منعرف نحاسب… واللذة الكل شايف حالو ما في عناصر كلو ضباط”.
ملحم زين الأب حالة خاصة، هو سعيد بأولاده وينوي تكبير العائلة لأن العائلة برأيه تدوم وهي الحقيقة الوحيدة التي يعيشها الإنسان. “العيلة هي الأساس وبالبيت أنا أقل الناس بس على المسرح بتحوّل إلى غراندايزر…”.

السابق
المحكمة الخاصة بلبنان حددت 18 الحالي
التالي
أوضاع الشيعة في سوريا