حرب عصابات فايسبوكية بين وسام سعادة وحازم صاغية

هل سرق حازم صاغية مقال وسام سعادة وأعاد نشره بعد 20 يوما مع بعض التحوير؟ أم أنّه توارد أفكار؟ وكيف تطوّر الخلاف وتراشق الاتهامات إلى تشكيل "عصابة وسام سعادة" و"عصابة حازم صاغية"؟ دون معرفة الإثنين وربما دون موافقتهما. ليصير Likeلأحدهما معناه التحزّب معه ضدّ الآخر. ولماذا تورّط صحافيون وكتّاب ومثقفون لا علاقة لهم بما جرى؟

حروب كثيرة خاضها الزميل وسام سعادة في الأشهر الأخيرة. واحدة منها ضدّ موقع “جنوبية”. لكنّها انتهت. اليوم يخوض حربا ضدّ الزميل حازم صاغية، بعدما اتّهمه بسرقة مقال له نشره صاغية في موقع “ناو” بعنوان “الموارنة: ما هذا السرّ؟“، بتاريخ 26 أيّار 2014. وذلك بعد 20 يوما على نشر وسام سعادة مقالا بعنوان “المارونوفوبيا: جهاز كشف الممانعة الأقلوية“. وقد نشره في جريدة المستقبل يوم الاثنين 5 أيّار 2014.

جاء نصّ حازم صاغية شديد الشبه بمقال وسام. فثار وسام وطالب الموقع، دون أن يسمّيه، بالاعتذار. ثم سمّاه بعد مرور “فرصة 24 ساعة”. وهنا بدأت الحرب الاعلامية بين من يدّعي أنّه تعرّض إلى سرقة موصوفة لأفكاره، ضدّ من يدفع باتجاه أنّه لم يسرق أفكار أحد. إذ كتب صاغية على الفايسبوك في معرض دفاعه الوحيد جملة واحدة: “سأفترض أنّني قرأت مقال السيد وسام سعادة وعلق في رأسي، هل كان ممكنا أن أكتب فكرة مشابهة يصفها البعض أنّها مسروقة من ذاك المقال… علما أنّ المسافة بين جريدة المستقبل وموقع ناو ليبانون تُقاس بالامتار؟”.

حازم الامين

لاحقا تطوّر السجال إلى حدّ تدخّل عدد من الصحافيين في التضامن مع صاغية، منهم جهاد بزّي الذي طالبه: “أنا برأيي ما تزعج حالك بهل تفاهات من الأساس”، وكتب ماجد كيّالي: “أتمنّى طي هذه المسألة، من اجلنا جميعا، ومن اجل حازم ووسام، ومن اجل مكانتهما عندنا..مع اعتقادي ان لدى حازم فيض من الافكار والقضايا كي يكتبها وان وسام ليس بحاجة لهكذا تساؤل..حقا مع كل ما يمر بنا هذه الأيام اشعر بالاسف لوصول الامر الى هذا الحد..بين كاتبين عزيزين علينا..”.

لاحقا شنّ وسام سعادة هجوما على من تضامن مع حازم صاغية واصفا إيّاهم بأنّهم: “العفن”، وسمّى الزميلة رشا الأطرش والشابة مروى علّيق. ووصفهم بأنّهن “عصابة”.

ربما يكون توارد أفكار، وربّما يكون وسام محقّا، وربّما يكون حازم محقّا، لكنّ الأكيد أنّ هناك شيئا غير معهود، خصوصا في ظل معرفة صاغية أن سرقة كهذه سيكون مستحيلا عدم اكتشافها خلال ساعات. وهذا ما يشفع لصاغية بالتأكيد.

وقد استفزّ سعادة عدم تعاطف النخب الإعلامية معه، فكتب على الفايسبوك في 31 أيّار: “معظم الذين تخرّصوا ضدي في الآونة الأخيرة مرتبطين بشبكة مصالح ومنافع واحدة، اذا لا حرج. En arabe à titre exceptionnel”. هو الذي كان وعد ألا يكتب إلا باللغة الفرنسية على الفايسبوك.

لكن ما يلفت هو دخول زملاء إعلاميين على الخطّ من خلال تأييد حازم صاغية عبر(LIKE) أو بواسطة تعليقات حيادية مثل تعليق الزميل رامي الأمين.

رامي الامين

كأنّ المطلوب إيجاد نوع من التحزّب لشخص من الفريقين، بدلا من المعارك الثقافية والسياسية والعصابات التي تحمل أفكارا، كما كان الحال في سبعينيات وثمانينيات وحتّى تسعينيات القرن الماضي.

فهل بات تأييد فلان ومناصرته يُبنَى على أساس علاقتنا الشخصية به فقط؟

الاستنساخ او السرقات باتت مهنة جميلة في ظل النت، وعلى المصداقية السلام. رغم أنّ (NOW) و(المستقبل) ليستا بعيدتين في السياسة، والانكى أنّ كثيرين يعملون في المؤسستين بوقت واحد. وبقيت الإدارتان بعيدتين عن التعليق.

الأكيد أنّ هناك حرب عصابات على الفايسبوك بين وسام سعادة وأنصاره ومريديه، وبين حازم صاغية وأنصاره ومريديه.

السابق
’المارونوفوبيا’ جهاز كشف الممانعة ’الأقلوية’
التالي
كنوز جبال أكاكوس في ليبيا تتعرض للتخريب