جان قهوجي مرشّح حزب الله الحقيقي؟

جان قهوجي
هدف حزب الله الرئيسي الأول هو الاتيان برئيس جمهوريّة لا يكون عقبة أمام توجهه السوري وتدخله في ساحة الحرب فيها الى جانب نظام الرئيس الأسد. أما الهدف الثاني فهو الا يعيق الرئيس المقبل حركة حزب الله المستقلة الأمنيه والعسكرية، كـ”مقاومة” لها قرارها المستقل على الساحة اللبنانية ولها امتداد اقليمي اصبح معروفا يمتد من بيروت الى طهران. وربّما يكون الأكثر ائتمانا قائد "الجيش" إلى جانب "الشعب والمقاومة"، جان قهوجي، وليس ميشال عون!

هدف حزب الله الرئيسي الأول هو الاتيان برئيس جمهوريّة لا يكون عقبة أمام توجهه السوري وتدخله في ساحة الحرب السورية الى جانب نظام الرئيس الأسد. أما الهدف الثاني فهو الا يعيق الرئيس المقبل حركة حزب الله المستقلة أمنيا، والعسكرية، كـ”مقاومة” لها قرارها المستقل على الساحة اللبنانية ولها امتداد اقليمي اصبح معروفا يمتد من بيروت الى طهران. وربّما يكون الأكثر ائتمانا قائد “الجيش” إلى جانب “الشعب والمقاومة”، جان قهوجي، وليس ميشال عون!

صرّح نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق منذ أيام أنّ “الإستحقاق الرئاسي هو استحقاق وطني بامتياز، لا نريد فراغا ولا شغورا ولا تأخيرا فيه، لكنّ المشكلة أنّ فريق 14 آذار حتّى اليوم لم يحسم مرشحه الحقيقي، حزب الله حسم مرشحه الحقيقي، إنّ موقفنا واضح، اليوم وغدا وبعد غد مرشحنا هو المرشح المحسوم والواضح الذي يعرفونه دون أن نسميه. هذا هو الوضوح، ولسنا في “حزب الله” الفريق الذي ينتظر قرار السفارات، ولسنا الفريق الذي يمكن أن يجري الصفقات والمقايضات على حساب الثوابت الوطنية”.

نبيل قاووق

المدهش في هذا الخطاب الذي درج عليه أخيرا مسؤولو حزب الله تجاه الاستحقاق الرئاسي في لبنان، قبل وقوع الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى وبعده، أنّه لا يتّخذ من الواقع سندا له، بل يمارس شكلا من أشكال “الديماغوجيّة” الفاضحة المستندة الى قلب الحقيقه رأسا على عقب. إذ أنّ فريق 14 آذار، وعلى عكس ما قاله الشيخ قاووق سمّى مرشّحا واضحا هو رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، الذي نال 48 صوتا في جلسة الانتخاب اليتيمة بتاريخ 23 نيسان من العام الحالي. ثم عمد فريق 8 آذار بعد ذلك، الفريق الذي يقوده حزب الله، الى تطيير النصاب في الجلسات اللاحقة مانعا انتخاب رئيس جمهوريّة جديد للبلاد دون ان يرشّح أحدا من قبله، مكتفيا، وبعض حلفائه، إلى التلميح لا التصريح، بدعم رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون.

خطاب التعمية هذا تجاه موقع رئاسة الجمهوريّة يخفي في طياته أهداف حزب الله الحقيقية التي يريدها من وراء “الاستحقاق الرئاسي”. إذ أنّ هدفه الرئيسي الأول هو الاتيان برئيس جمهوريّة لا يكون عقبة أمام توجّهه السوري وتدخله في ساحة الحرب فيها إلى جانب نظام الرئيس الأسد. هذا التدخل المتوقع أن يزيد مستقبلا ويستمرّ كون الحرب السورية مرشّحة للتفاقم، بحسب التحليلات المحلية والدولية. أما الهدف الثاني فهو ألا يعيق الرئيس المقبل حركة حزب الله المستقلة الأمنيه والعسكرية، كـ”مقاومة” لها قرارها المستقل على الساحة اللبنانية ولها امتداد اقليمي اصبح معروفا يمتد من بيروت الى طهران.

لذلك فإنّه ليس من مصلحة حزب الله مجيء رئيس جمهورية بمواصفات “زعيم” وبوزن الجنرال ميشال عون صاحب اكبر كتلة برلمانية مسيحية، همّه هاجس المحافظة على قوة زعامته.

وقد رأينا بالأمس كيف ناقض موقف كتلة “الإصلاح والتغيير” موقف حليفها حزب الله بالنسبة إلى زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي الأراضي الفلسطينية المحتلة ولقائه المسيحيين الذين تعاملوا مع الاحتلال الاسرائلي واستوطنوا في المستعمرات الشمالية للدولة العبرية. فبينما انتقد نواب حزب الله تلك الزيارة وشنوا حملة على لقائه بـ”العملاء”، رفض نواب الجنرال عون اطلاق هذه التسمية (العملاء) على “اللبنانيين الذين نزحوا الى اسرائيل”، و”جميعنا نعلم ظروف ذهاب هؤلاء الى اسرائيل”.

حزب الله إذا يريد رئيسا سلّفه في الامن والعسكر والسياسة وحافظ على المعادلة “الذهبية” التي اراد تحويلها الرئيس ميشال سليمان الى “خشبية” قبل رحيله، وهي معادلة ”الجيش والشعب والمقاومة”. وهذه المواصفات بنظر الحزب يحملها من أثبت انه لا يفرّط بهذه المعادلة عمليا وفعليا وكان امينا عليها في السنوات الستّ المنصرمة من قيادته للجيش اللبناني. والمعني هو “الجنرال” الحالي جان قهوجي وليس الجنرال الأسبق الزعيم الماروني ميشال عون.

السابق
18 في المئة فقط من الفرنسيين يؤيدون سياسة هولاند
التالي
الأساطير المؤسِّسة للنظام المصري الجديد