توظيف اقليمي للاستحقاق يعرقل انجازه الى حين

السعودية وإيران

اوضحت اوساطا سياسية مراقبة لـ “المركزية” ان الحراك اللبناني الداخلي قد لا يكون وحده كافيا من اجل انجاز الاستحقاق، ذلك ان دولا اقليمية مؤثرة ما زالت توظف اطرافا لبنانية في عرقلة الانتخابات وتجميدها الى حين ظهور نتائج بعض المعادلات الاقليمية وكأنها تنتظر “سايكس بيكو” جديد للمنطقة تعد الدول الكبرى خطوطه العريضة.
وفي وقت نجحت فيه المملكة العربية السعودية في تمكين مصر من مواجهة الاخوان المسلمين واعادة الهدوء الى البلاد وايصال قائد الجيش المثير عبد الفتاح السيسي الى الرئاسة، قالت اوساط قريبة من 8 آذار ان الرياض ما زالت تفرمل عملية وصول مرشح منها الى الرئاسة في لبنان على رغم طرح العماد عون نفسه مرشحا توافقيا والخطوات التي خطاها في اتجاه الفريق الآخر، اي قوى الرابع عشر من آذار، وتحديدا تيار المستقبل ورئيسه. وهذا ما يعكس تأثير الخارج على الاستحقاق وسعي البعض خلال الخطوط الاقليمية والدولية المفتوحة الى الامساك بكامل الورقة اللبنانية خصوصا بعدما بات من شبه المؤكد ان طهران تقبض على الورقتين العراقية والسورية سواء من خلال الدعم اللوجستي والعسكري الايراني الظاهر للعيان.

من هنا اضافت هذه الاوساط وفي ضوء تراجع الحديث عن امكانية اللقاء بين الرياض وطهران واعلان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عدم مشاركته حتى في مؤتمر منظمة الدول الاسلامية المنعقد في الرياض في 19 و20 الجاري، ان الوضع في لبنان بما فيه اجراء الانتخابات الرئاسية سيبقى راهنا على ما هو عليه سياسيا وامنيا في انتظار الحلحلة الخارجية بعدما تأكد وجود حرص دولي على عدم تعكير صفو الامن وخربطة الاوضاع فيه. وان الستاتيكو القائم في لبنان والمنطقة يحتاج الى تفاهم جديد على الصعيدين الدولي والاقليمي ينسحب على اوضاع الدول المعنية وهو ما دفع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الى الاصرار على لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى في منتجعات سوتشي الصيفية على البحر الاسود ولو كان الموضوع اساس اللقاء يتعلق بالملف النووي الايراني.

وفي انتظار مثل هذا التفاهم على اوراق المنطقة والمصالح فيها لا يبدو في الافق ما يؤشر الى خروج الوضع في لبنان من عنق الزجاجة قبل نضوج بعض الامور التي تدفع للتفاهم المطلوب.

السابق
كيري لا يحمل وصفة حل رئاسية بل نصائح بدعم المؤسسات والاستقرار
التالي
كيري: الامن في لبنان مهم جدا من اجل تأمين امن المنطقة