الخضوع للإرهاب والإرهابيين

منذ تأسس النظام الجديد للجمهورية الأميركية والعالم ينظر لها نظرة الإعجاب في قوتها وسطوتها وتقدمها العلمي وسيطرتها على العالم، والأهم من ذلك رفضها للإرهاب أو الرضوخ له رغم أنها تمارس القوة في ضرب أهداف أو أشخاص تعتبرهم إرهابيين وان كان يعتبرها البعض نوعا من الإرهاب.

الكويت تعرضت للإرهاب عندما اختطفت طائرتان لها وهما كاظمة والجابرية واستشهد لنا مواطنون لمحاولة الضغط على الحكومة الكويتية لإطلاق سراح بعض المجرمين الذين ارتكبوا أعمالا إرهابية في الكويت، ولم ترضخ الكويت لتلك القرصنة وانتصرت على الإرهابيين وكانت المؤيد والداعم الأول لذلك الموقف هي الولايات المتحدة الأميركية الرافضة للرضوخ للإرهابيين ومطالبهم غير المشروعة.

عندما تعرضت أميركا للاعتداء ودمر برجا التجارة العالمية في نيويورك أقامت الدنيا وأقعدتها واستخدمت كل قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية في رد الاعتداء وقامت بهجوم كاسح على أفغانستان الحاضن الرسمي لـ«القاعدة» واستخدمت كل الوسائل والأساليب في محاربة الإرهابيين من وجهة نظرها وأنشأت سجن غواتيمالا الذي زجت به آلاف البشر لسنوات عديده دون تقديمهم للمحاكم.

اليوم وفي عهد الرئيس اوباما الذي أضعف أميركا وجعل العالم يتطاول عليها وأضحى الطاغية بشار الأسد ينكل بشعبه كيفما شاء دون خوف من التدخل الأميركي، بدأت علامات الخضوع للإرهاب والإرهابيين تظهر، فهي المرة الأولى في تاريخ أميركا التي توافق على الإفراج عن خمسة قياديين من طالبان من سجن غواتيمالا مقابل الإفراج عن جندي أميركي وهي التي لم ترضخ لمطالبات فيتنام مقابل إطلاق مئات من الجنود الأميركان الأسري.

فإذا كان جندي أميركي ونحن نحترم كل البشر أطلق مقابله خمسة قادة من طالبان فإن ذلك بالتأكيد سيفتح المجال لكل إرهابي بالقيام بخطف أي شخص أميركي للحصول على مطالبه السياسية أو الاقتصادية والقادم من الأيام سيثبت ذلك.

 

السابق
مصرع نحو 20 عراقياً نتيجة غرق زورق في نهر الفرات
التالي
عن الفراغ وتداعياته