مصر وسوريا ولبنان وليبيا والعراق: حكم جنرال… الحرب اﻷهلية

بشار الاسد، نور المالكي
عادوا بالثياب نفسها لكن بأصباغ جديدة. أصباغ ضد التغيير، ضد الحرية، ضد حقوق البشر. ظنوا أنهم قادرون، ولكن تبيّن انهم كالالعاب الخشبية مربوطة من عل بخيوط وهمية لا يراها الا القلة. هذه هي حال الثورات في البلاد العربية، من ليبيا الى سوريا ومصر ولبنان: جنرالات الحكم... او جنرال الحرب الاهلية.

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والرئيس السوري بشار الاسد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واللواء خليفة بلقاسم حفتر في ليبيا، وحكم “العسكر” في لبنان… بعضهم عاد الى الساحة بتجديد شعبي اقوى من السابق!

كيف؟ وهل ان الثورتين المصرية والسورية كانتا لعبة مخابراتية؟ وماذا يجري في ليبيا؟ ام انها كانت لعبة أممية أدارتها الولايات المتحدة الاميركية بأسلوب جديد تحت عناوين حقوق الانسان والحرية؟ كما يحلو ﻷصحاب نظرية المؤامرة القول.

في تونس البلد الذي انطلقت منه الثورة مع البوعزيزي سارت الثورة نحو الوسطية لان التيارات المدنية قوية هناك. فقد ثار الشعب ضد الفقر والبطالة والعوز، لكن الى اليوم البطالة تجتاح تونس إلى درجة ان اكبر نسبة جهاديين تخرج منها باتجاه سوريا، اضافة الى الخلل الاجتماعي الناتج عن هذه الفوضى.

مصر أم الدنيا كانت لافتة بثورتها ومدنيّة تحركها الا ان الشعب المصري المرتكس نحو التدين اختار محمد مرسي، الرئيس المخلوع، الذي جاء “فلتة شوط” الارادة العربية والدولية، فصار مطلوبا ازاحته من على عرش أهم دولة في المنطقة العربية.

وكأن سيرة الجنرالات لا تزال طعمتها تحت لسان عامة العرب لا تغادرهم ابدا. فلا يرغبون بتغيير الطعم. فرح كثيرون بإزالة الاسلاميين، لكنهم مكنّوا الوريث الشرعي للحاكم الذي ثرنا عليه وثبتناه. كيف تم ذلك؟

ربما ليس مسموحا وجود قوة سنيّة قوية بوجه الجمهورية الشيعية القوية، إيران. فكانت الصورة المخطط لها اقصاء القوة الاسلامية الاكبر: الاخوان المسلمين. وكان البديل الممكن والجاهز هو العسكريتاريا التي يعشقها المواطن العربي.
فهل لم يعتد المواطن العربي الحرية والديموقراطية والتفكير الحر؟
حتى الجمعيات التي تحمل اسم “المدنيّة”، الممولة من اوروبا واميركا، يقتصر عملها على تنفيذ برمجة مستوردة بتقنيات ليست نابعة من واقعنا. لذا لا يمكن لهذه الجمعيات ان تكمل مسيرها بعيد توقف الدعم المالي… فأدوات العمل مستوردة بأكملها وادوات التفكير وآلياته وآلاته بمعنى ان المواد الخام غير محليّة.

وصولا الى ’الجنرال’ بشار الاسد الذي لم يسمح بمسيرات ومظاهرات ترفع الهتافات طلبا للتعدد والتنوع والحرية، بل اطلق الرصاص عليها.. اليوم وبعد 3 سنوات من الدمار والقتل والاجرام المتبادل بين النظام والمعارضات الارهابية والثورية، التي فاق بعضها نظام الاسد اجراما، هرول بعض الشعب لاعادة انتخابه وبنسبة تفوق المئويات كلها.

فهل إن الهيكيلية العامة للعقل العربي مهندسة بطريقة المثل القائل:”القط يحب خنّاقه”؟. وربما تكون صحيحة حين يترحم بعض السوريين على الاسد وظلمه لما رأوه من ابداع الارهابيين ’المتأسلمين’ المدعومين من انظمة ثابتة على ديموقراطية التوريث الابدي.

نصل الى نوري المالكي، الذي يكرهه عراقيون كثيرون ليس لمواقفه السياسية، بل لانه الى اﻵن لم يقدّم لهم شيئا يذكر. فهو اعاد بلادهم، الغنيّة بالنفط، الى الوراء مئات السنين. فنرى الطفل العراقي يمد يده في الشارع كما هو حال السوري والصومالي والسوداني واللبناني…

والمالكي عاد بتسوية ايرانية – أميركية. اما السيسي فبتسوية سعودية – اميركية. والاسد ربما بتسوية روسية – اميركية.

اذن كيف نفسر التحرك في هذه البلاد الثلاثة واسباب التحرك الاساسية التي لم تصل الى خواتيمها، بل عدلت مسيرها نتيجة تدخل الاسلاميين فيها.

لا احد يريد للاسلام المتطرف ان يحكم، بل ان يكون فزاعة لتشويه صورة الاسلام السمح، وثانيا لقطع الطريق على من يفكر بطرح  اسلامي معتدل عقلاني. والمطلوب اسلام ذو عقيدة ’صُورية’ لا تتحرك لخدمة شعوبها، ولا لقضاياه الحقيقية.

واخيرا.. لبنان بلد التغنيّ بالحرية اي (الفلتان بالقاموس المحلي) فهو قد عشق الجنرالات ’عشق زليخا ليوسف’. حكمنا جنرالان.. وثمة جنرالان على الطريق نحونا.. اما ميشال عون او جان قهوجي. والا فجنرال الحرب الاهلية بالانتظار… كما في الدول العربية.

السابق
الأسد: النهاية أقرب من تجديد الولاية
التالي
العالم ينفجر، وهذه الأسباب