ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين: شغور الرئاسة لم يأتِ من فراغ

عقد المكتب التنفيذي (الموقت) لـ«ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين»، اجتماعه الدوري نصف الشهري، بحضور كامل الأعضاء، وبعد التباحث في جملة من المسائل التنظيمية، واستعراض لمجمل المشهد السياسي خلال الأسبوعين الماضيين، أصدر البيان التالي:
في الفراغ الرئاسي اللبناني والامتلاء السوري
لا يوازي الوقار الذي رافق مشهد رئيس الجمهورية السابق، العماد ميشال سليمان، مغادراً قصر بعبدا، وما عبّر عنه هذا الوقار من إعلاء لشأن الدستور ونصوصه، إلّا القلق العميق الذي يعّم اللبنانيين واللبنانيات من جراء شغور موقع الرئاسة. فهذا الشغورُ الذي لا يَسَعُ أحداً الزَّعْمَ بأنَّه وَقَعَ وقوع المفاجأة ــ وعلى الرغم من محاولة البعض تصويره، والتعامل معه، على أنه مجرد اضطراب إداري ــ لم يَتأتَّ من فراغٍ، بل عَبَّدَ طريقَه، وساقَ لبنانَ إليه سَوْقاً، تَبَعْثُرُ الكتلة السيادية اللبنانية واختراقُ صفوفها من جهة، والسعيُ الدؤوبُ، من جهة ثانية، لوكلاء محور الممانعة، عن سابق تعمّد وتصميم، إلى تحويل انتخابات الرئاسة مناسبة لاستكمال مشروع الهيمنة على لبنان، من داخل مؤسسات الدولة؛ أي مناسبة لاستنساخ فلسفة 7 أيار في طبعة منقحة تأخذ في الاعتبار تطورات الوضع في سوريا، وخير دليل على ذلك الكوريوغرافيا الجماهيرية التي شهدتها بعض المناطق اللبنانية بمناسبة الانتخابات الرئاسية السورية المزعومة والتي أريد منها، في عداد ما أريد، إشعار اللبنانيين واللبنانيات، بأن الطّريق إلى بعبدا ساقطة عسكرياً…

في الوصية السياسية لرئيس الجمهورية السابق
إن «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» يرى في الوصية السياسية لرئيس الجمهورية السابق بضرورة إعادة النظر بصلاحيات الرئاسة المدخلَ النزيهَ لتشخيص حالة الاختناق السياسي التي يُعاني منها لبنان والتي تُسَهّل لمشروع الهيمنة ولوكلائه المحليين أن يحققوا المزيد من النجاحات.
إن التمسكَ بانتخاب رئيس للجمهورية يسد الشغور في موقع الرئاسة دونما إرفاق هذا التّمسك بالدعوة إلى مراجعة صريحة للظروف الإقليمية التي توافق اللبنانيون في ظلها على دستور الطائف، لن يؤدي باللبنانيين إلا الى الانتقال من الفراغ الصغير الذي يمثّله شغور سدة الرئاسة الى الفراغ الكبير، حيث يُنْتَخَبُ للبنان رئيس ويبقى الاختناق السياسي على حاله ويمضي مشروع الهيمنة قدماً.

في زيارة البطريرك الراعي للأراضي المقدسة
إن «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين»، رغم ما لديه من ملاحظات على عدد من المواقف التي تبناها البطريرك الراعي ودافع عنها، لا يَسَعَهُ إلّا أن يستنكر الحملةَ المنظّمة التي سبقت زيارته إلى الأراضي المقدسة وتلتها. إنَّ هذه الحملةَ التي لا تَخْرُجُ في مفرداتها عن قاموس التخوين البالي، وفي منطِقها عن ألف باء التّكفير السياسي، إنما تُعَبّرُ بما لا يقبلُ الشَّك عن ضيق الزّاعمين احتكار القضية الفلسطينية، والدفاع عن الحقوق المشروعة، بأن يتصدّى مَنْ لا يُمْكِنُ منازَلَتَه باعتبار حصانَتِه الدينية لكسر هذا الاحتكار، واستطراداً لاقتراح مُقاربةٍ مغايرة لتلك التي يحرص على تَسْييدها المُتَوَسّلون بفلسطين وقضيتها دفاعاً عن أنظمة الاستبداد من دمشق إلى طهران.

السابق
‘النصرة’ تخطف 3 شبان من عرسال وتعذبهم وتكسر أطرافهم
التالي
حرب إحراق سيارات بالجنوب داخل حركة أمل… وحزب الله