مؤتمر دولي لحلّ النزاعات… لا تحضره الأطراف المتنازعة!

مؤتمر دولي لحلّ النزاعات
منظمات أهلية من 13 بلد عربي، بما فيها إيران، تناقش في بيروت "الانقسام المذهبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" بدعوة من "شراكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للوقاية من النزاعات المسلحة". لكنّها لا تقيم اتصالا بالأطراف العنيفة في هذه البلدان الـ13! فكيف يمكن أن ينجح الحدّ من النزاعات بهذه الطريقة؟

عقد في نهاية الأسبوع الماضي طاولة مستديرة في فندق كوزموبولينان الدكوانه لنقاش “الانقسام المذهبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” بدعوة من “شراكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للوقاية من النزاعات المسلحة”. نظمت الطاولة “حركة السلام الدائم” وحضرها ممثلون عن منظمات أهلية من 13 بلد عربي بالإضافة إلى إيران، وناقش المجتمعون تقارير خاصة ببعض البلدان المشاركة.

رئيس حركة السلام الدائم فادي أبي رئيس حركة السلام الدائم فادي أبي علام


رئيس حركة السلام الدائم فادي أبي علام قال لـ”جنوبية” على هامش المؤتمر إنّه “انقضى أكثر من سنتين ونصف السنة على انطلاق أولى حركات ما عُرف شعبياً “بالربيع العربي”. وفي هذا الوقت، شرّع التفاؤل بقلب أنظمة استبداديّة بطرق لا عنفيّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأبواب أمام المزيد من انعدام الاستقرار وما يبدو كنزاع متشعب التعقيدات. لكن في كلّ يوم، تفيض نشرات الأخبار بقصص العنف والدمار ما يُعطي انطباعاً بضعف الأمل واضمحلال السلام. إذ تُهدد الحرب الأهلية الدائرة حالياً في سوريا، إلى جانب التوترات مع الجيران، بإطلاق شرارة النزاع داخل المجتمعات المحليّة في المنطقة ولا سيما في لبنان. إلى ذلك، برز الانقسام بين المسلمين السنّة والشيعة كشرخ عامودي في العالم الإسلامي مع ما يحمله من عناصر قد تُنذر بتفشّي حالات العنف. وليست حلقة العنف المتجدّدة في كل من العراق واليمن ولبنان ومصر والبحرين وبلدان أخرى سوى تذكير بالطبيعة المتداخلة لتطوّرات المنطقة، ما يضيء على أهميّة التدابير الإقليميّة التي من شأنها أنّ تعزّز السلام، والتي تشمل كذلك المنظمات الإقليمية الدوليّة (RIGOS) مثل جامعة الدول العربيّة”.
وأضاف أبي علام: “في الواقع، بدا من الواضح بُعيد اندلاع الثورات أو انطلاق الربيع العربي أنّ جامعة الدول العربية قرّرت الانفتاح على منظّمات المجتمع المدني في المنطقة. في هذا السياق، عقدت شراكة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للوقاية من النزاعات المسلحة في حزيران/ يونيو 2012 جلسة حوار إقليمية جمعت فيها ممثلين عن جامعة الدول العربيّة ومنظمات المجتمع المدني في المنطقة. وجاءت هذه الجلسة تعقيباً عن اجتماع أوسع عُقد في مدريد في العام 2011 بمبادرة من الشراكة العالمية للوقاية من النزاعات حول “تعزيز السلام العالمي والأمن خدمة للتنمية: دور المنهظمات الإقليمية الدولية والمجتمع المدني”. وشكّلت جامعة الدول العربيّة في الاجتماع الإقليمي تحديداً مساهمة في تطوير مسار طويل الأمد لإشراك المجتمع المدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. بالتالي، تعدّدت بعد ذلك الاجتماعات التي جمعت بين ممثلين عن جامعة الدول العربية والمجتمع المدني”.
وعن أهداف اللقاء أوضح أبي علام: “يهدف اللقاء إلى رفع مستوى الوعي حول مهارات حلّ النزاعات المراعية للفروقات الثقافيّة وقضايا بناء السلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ووضع لائحة توصيات شاملة تمهيداً للوصول إلى خطة عمل إقليميّة للوقاية من النزاعات/ حلّها والمنوي تطبيقها بصورة مشتركة بين شراكة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للوقاية من النزاعات المسلحة والشراكة العالميّة للوقاية من النزاعات المسلحة بالتعاون مع جامعة الدول العربيّة. والارتقاء بالعلاقة المبنيّة بين منظمّات المجتمع المدني المحليّة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمنظمات الإقليمية الدوليّة، لا سيما جامعة الدول العربيّة”.
لكن ربما المشكلة الوحيدة في لقاء كهذا هو أنّ هذه الجمعيات لا علاقة بينها وبين المسلّحين والعنفيين، بل هي تعمل مع منظمات المجتمع المدني التي لا علاقة لها بما يجري على الأرض!

السابق
الماضي كلّه مضى… لا تتحسّروا
التالي
تكريم الدفاع المدني