معارضو النظام في لبنان يستعدون للرد

“الحكومة تمنعنا… لكننا سنرد”. باختصار هذا الرد الذي يكاد يجمع عليه معارضو النظام الموجودون في لبنان في مقابل التسهيلات التي اعطتها الحكومة اللبنانية للسوريين المؤيدين للنظام والذين توجهوا الى اليرزة ليصوّتوا في الانتخابات الرئاسية. ولا يختلف اثنان من المعارضة على ان العدد الذي توجه بالامس لا يمثل ثقلاً من ضمن عدد السوريين الموجودين في لبنان. ويرى معارضون ان غالبية الذين توجهوا للتصويت تنقسم الى ثلاث فئات: لبنانيون مجنسون مؤيدون للنظام، عمال سوريون، ولاجئون خائفون على اهلهم في سوريا اجبروا على التصويت.

الناشط السوري المعارض “ابو يامن” لم يعط اهمية لعدد السوريين الذين صوّتوا في السفارة السورية بقدر ما حاول قراءة ما جرى بالامس وكيف تعاملت الدولة اللبنانية معه. وقال المعارض المقيم في مدينة طرابلس لـ”النهار” ان “المشهد الذي حصل ليس الا لاظهار ان النظام لا يزال موجوداً بهدف الضغط على المعارضين والدولة اللبنانية والمجتمع الدولي لكن الحقيقة غير ذلك تماما”. واوضح ان “معظم السوريين الموجودين في طرابلس وعدد من المناطق اللبنانية لم يتوجهوا للمشاركة في الانتخابات لذلك لا يجب اختصار اللاجئين السوريين بالمؤيدين الذين توجهوا الى السفارة”. ورأى ان “البعض توجه الى الانتخابات خوفاً من حزب الله لانه موجود في مناطقه والبعض الاخر خوفا على اهله الموجودين في سوريا واخرون صوتوا لانهم مع النظام لكنهم قلة”. وعن التحرك المضاد لمشهد الامس قال ان “بعض اللاجئين السوريين سيتظاهرون غدا بعد صلاة الجمعة انطلاقا من مسجد التقوى في اتجاه ساحة النور رفضا لما حصل امس”. وفي رده على سؤال في شأن الحصول على ترخيص للقيام بهذا التحرك، اجاب: “لم نطلب ترخيصاً من المسؤولين لاننا نعلم الجواب مسبقا خصوصاً وان وزارة الداخلية اللبنانية اصدرت قرارا قبل ايام من الانتخابات منعت بموجبه اي تحرك للسوريين ومع ذلك حصل ما حصل في اليرزة، فهل مسموح لازلام النظام التظاهر  وممنوع علينا؟”. ويخلص الى “اننا سنتحرك غدا بطريقة سلمية من دون ان نزعج احدا وليس كما حصل بالامس”. ويؤكد ان التحركات ستكون محصورة في المناطق وذلك لصعوبة تنقل المعارضين امنياً.
واستكمالا للتحرك الذي قد تشهده طرابلس غدا يبدو ان السوريين المعارضيين الموجودين في مناطق اخرى سيتحركون داخل المخيمات وفي اماكن تواجدهم بسبب رفض “الداخلية” والبلديات خروجهم في أي مسيرة على الطرق العامة. وفي هذا الاطار اكد الناشط السوري د. قاسم زين لـ”النهار” ان “السوريين المعارضين للنظام سيتحركون غدا في اماكن تواجدهم من دون الخروج بمسيرات لان البلديات رفضت ان تعطيهم التراخيص والتحرك سيتم في المناطق غير الخاضعة لنفوذ “حزب الله” ويقتصر على التعبير عن رفض اجراء الانتخابات في لبنان والتصويت للاسد”. ويعتبر زين ان “السوريين الذين صوّتوا بالامس هم في غالبيتهم عمال سوريون واهالي المناطق الحدودية مع لبنان وبعض اللاجئين الذي يخافون على اهلهم في سوريا او الذين يعيشون في مناطق نفوذ “حزب الله”. ويختم معتبرا ان هناك “مبالغة” في رقم الـ80 الف شخص لاجمالي من قيل انهم صوّتوا امس في السفارة، متسائلا:”وان افترضنا صحة الرقم، فماذا يمثل من ضمن نسبة اعداد اللاجئين السوريين في لبنان… لا شيء”.

على خط القوى الاسلامية الداعمة للمعارضة السورية في لبنان، يقول عضو “هيئة العلماء المسلمين” الشيخ نبيل رحيم لـ”النهار” ان ما حصل في اليرزة وعلى مقربة من القصر الجمهوري ليس الا محاولة من النظام السوري وناسه في لبنان للتأكيد انهم لا يزالون مسيطرين وموجودين. واردف رحيم متسائلاً: “بعد قرار وزارة الداخلية منع اي تجمع علني للسوريين في لبنان، لا اعلم في اي اتجاه نضع الانتخابات والاجواء التي رافقتها ونستغرب عدم وجود موقف واضح للوزارة في شأن ما حصل من تجمع سياسي “. وجدد رحيم تأييد القوى الاسلامية للتحركات السلمية والسياسية للمعارضة السورية في لبنان مؤكدا ان “عددا من السوريين سيشاركون غدا في صلاة الجمعة في مناسبة اعادة افتتاح مسجد التقوى في طرابلس وسيقومون بتحرك رافض للتصويت للرئيس السوري في لبنان”.

 

السابق
سلام يخشى التعطيل وجنبلاط لـ«تجميل الطائف»
التالي
هل يمتدّ الفراغ طيلة الصيف؟