مركز للاقلاع عن التدخين في أوتيل ديو

في اليوم العالمي لمنع التدخين يسلط مستشفى أوتيل ديو الضوء على اهمية مساعدة المدمنين على ايقاف التدخين من خلال افتتاح المركز الجديد للمساعدة في الاقلاع عنه في المستشفى، ظهر اليوم الجمعة 30 ايار بدعوة من المستشفى وشركة “بوهرينغير انغلهايم”. ويضم المركز اختصاصيين في الامراض الرئوية والمساعدة في الاقلاع عن التدخين، مع معالج نفسي، واختصاصية تغذية وممرضة متخصصة للمساعدة من خلال تواجدها للمتابعة عبر الهاتف او “اونلاين”.

الوضع في لبنان كارثي، خصوصا وأن الوزراء المعنيين غير مكترثين بتطبيق القانون 174، وبعضهم علل عدم اجراء ولو ضبط واحد في حق المخالفين الى عدم رغبته في خسارة الانتخابات النيابية المقبلة! وبينت الاحصاءات الحديثة لمنظمة الصحة العالمية ان هناك نحو 63 في المئة من اسباب الوفيات في لبنان مرتبطة بالامراض غير المعدية ومعظمها يسببها التدخين. وعن هذا المركز وكيفية التوقف عن آفة مسؤولة عن عدد من الامراض المميتة كالامراض السرطانية والرئوية المزمنة وامراض الشرايين تحدثت رئيسة المركز الدكتورة زينة عون للـ”النهار”، وقالت: “بينت دراسة “بريث”، والتي أجريت على 60 الف شخص من بلدان الشرق الاوسط، ان نسبة المدخنين في لبنان فاقت النسب في غير بلدان، فهناك 54 في المئة من البالغين هم من المدخنين، واصبح التدخين مشكلة كبيرة، خصوصا في صفوف الشباب بسبب تعاطي النرجيلة وهي بخطورة الدخان واكثر. والمشكلة ان خطر التدخين تراكمي وغير قابل للتصحيح، فمثلا عدد كبير من الامراض سيظهر بعد سنوات عدة، حيث لا يعود في الامكان علاجها. هناك 32 في المئة من المدخنات في لبنان وهي ايضا من اعلى النسب”.

وقالت الدكتورة عون: “نعاني في لبنان من نقص في الادوية المساعدة في التوقف عن التدخين مثل النيكوتين بكامل أشكاله، كالعلكة، او اللصقات او اقراص المص، وغيرها من الادوية الفموية التي تعمل على مراكز التفاعل مع النيكوتين في الرأس، والسبب عدم اكتراث المستهلك. في المركز الجديد طلبنا من المستشفى تأمين هذه العلاجات لتكون خطة التوقف كاملة وكذلك المتابعة. يأخذ المركز المدمنين الراغبين في التوقف لمدة 3 اشهر تقريبا وفق حالة كل فرد، يقوّم وضعه النفسي من خلال مقابلات شخصية واسئلة مكتوبة، والطبي من خلال فحص بول لقياس كمية الادمان على النيكوتين، وفحص لاحادي اوكسيد الكاربون لمعرفة اين وصلت مرحلة خلوّه من الدخان. ويترافق ذلك مع جلسات علاج تصرفي مع اختصاصية علم النفس، وهو علاج اثبت فاعليته في التوقف عن التدخين، لأن الادمان نوعان نوع على مادة النيكوتين واخر ادمان العادة والتصرف. وبعد التقويم يصف الطبيب المتخصص الادوية التي تناسب كل شخص، وقد يضطر الى دمج بعض العلاجات، واحيانا قد تكفي بدائل النيكوتين لوحدها بعيارات مناسبة لكل حالة. وتتابع المدمنين اختصاصية للمدة المقررة كي لا يحصل زيادة في الوزن، فالمدخن يأكل اقل ويحرق اكثر. نعمل كثيرا مع شركات تساهم في علاج موظفيها الراغبين والمحفزين للتوقف عن التدخين”.

ماذا عن السيجارة الالكترونية، والعلاج بوخز الابر والتنويم المغناطيسي؟
توسع انتشار هذه السيجارة ودخلت شركات التبغ في تصنيعها، هي اقل ضررا من السيجارة العادية بنسب ضئيلة، ووجدت الدراسات فيها مواد سامة، قد تساعد في الانتقال من السيجارة العادية لوقف التدخين، الا انه يخشى ان ينتقل الادمان عليها لو استمر تعاطيها لفترة طويلة، إذ أن ضررها على المدى البعيد غير معروف ولم تشرعها اي من السلطات الصحية الاميركية والاوروبية الى الان. ولم يثبت علميا مدى فاعلية وخز الابر والتنويم المغناطيسي كعلاج بديل الا انه يساعد بعض الاشخاص في التوقف وهذا أمر حسن.
وشددت على أهمية تطبيق القانون بجدية، فالتدخين في الاماكن العامة في العالم اصبح شيئا مخزيا وأمرا غير طبيعي، الا في لبنان حيث النسب الى تزايد، ومن يتوقف عن التدخين لا يرغب في الوجود في اي مكان فيه آثار التدخين، خصوصا وأن للتدخين السلبي الاضرار عينها على الصحة. وضرورة مساعدة الاهل في توعية الشباب لحمايتهم من التعلق بهذه الافة المميتة، من خلال عدم السماح بتعاطي النرجيلة وكأنها لعبة مسلية. كما على المطاعم احترام القانون وعدم السماح بتقديم الدخان والنرجيلة لمن هم تحت عمر الـ18 سنة. ورفع الضرائب وزيادة السعر على التدخين للحد منه وتحديدا بين الفئات الشابة، وهذا هو شعار الحملة لهذه السنة كما أطلقته منظمة الصحة العالمية.
وأكدت ان التوقف عن التدخين يساهم في خفض خطر الموت من الامراض غير المعدية والمزمنة وكلفة علاجها باهظة على الدولة. وشجعت على انشاء عدد من المراكز التي تساعد في وقف التدخين في المناطق كافة، لأن الاقلاع عن التدخين من دون متابعة يعيد المدمن كل مرة الى نقطة الصفر. ويشار الى ان هذه المراكز تدعمها الدولة وتساهم في العلاج في البلدان المتطورة، وفي بلداننا المتخلفة 15 في المئة منها لديها مراكز ومعظمها غير مدعوم من الدولة.

السابق
ماذا يعني الإقتراع للأسد في لبنان؟
التالي
هدم «النسخة الصينية» من تمثال أبو الهول