’لو’: حان دور المرأة الخائنة

يصنّف مسلسل “لو” اللبناني من أبرز الإنتاجات العربية التي سنتابعها خلال رمضان. الأسباب عديدة، أبرزها الشراكة بين الشركتين الكبيرتين: “صبّاح للإعلام” و”إيغل فيلم”، ومشاركة نخبة من الممثلين على رأسهم يوسف الخال ونادين نجيم والممثل السوري عابد فهد وغيرهم.

“لو” مسلسل درامي إجتماعي يلقي الضوء، للمرة الأولى وعلى نحو مباشر وجريء، على خيانة المرأة لزوجها نتيجة خلل ما بين الزوجين ولّد حالة من الفراغ، وأدى في لحظة ضعف إلى دخول طرف ثالث على الخط لتبدأ قصة عشق لا حدود لجنونها.
قد يختلف موضوع الخيانة الزوجية من ثقافة إلى أخرى، وقد تختلف تداعياتها من مجتمع إلى آخر، لكن تبقى الخيانة من الموضوعات الساخنة والأكثر إثارة للجدال في العلاقة الزوجية، وخصوصا إذا ارتكبتها “امرأة”. فهل يمكن أن يتقبّل المجتمع خيانة المرأة كما يتقبلها من الرجل؟ وهل يمكن الرجل أن يسامح خيانة زوجته كما هي تسامحه؟.
منتج العمل صادق الصبّاح لم يتطرق إلى هذا الموضوع، أو “النقاش العقيم” بحسب تعبيره، عن عبث. صحيح أن عمله يحمل رسالة خطيرة تتعارض مع المفهوم الشرقي، لكن من الضروري الإضاءة عليها، لا لتبرير الخيانة بل لعرض الأسباب التي تؤدي إليها.
وهل يمكن أن يتقبل الجمهور العربي موضوع المسلسل؟ يجيب الصبّاح بأن قوة المسلسل قائمة على إمكان أن يبرر المشاهد خيانة المرأة. فهل يسامحها ضمن سياق الأحداث، هل يمكن الرجل الشرقي أن يتعاطف معها؟
وعن الشراكة مع “إيغل فيلم”، يعتبر أننا في زمن الشراكة والتحالفات بغية الإنتشار الأوسع ومواجهة الإنتاجات الضخمة.
الصبّاح لا يكترث للمنافسة القوية في رمضان، ويعتبر أن مسلسل “لو” حالة خاصة في الدراما، وستكون له قاعدته الجماهيرية.
بدوره المنتج جمال سنّان تحدث عن شراكته الجديدة التي ستؤدي إلى سلسلة أعمال بين الطرفين، وخصوصاً أن للصبّاح خبرة درامية طويلة. ويصنّف العمل من أهم الأعمال التي سنتابعها في رمضان، مضمونا وتنفيذا.
مخرج العمل سامر البرقاوي لم يخف سعيه الحثيث إلى أن يتخطى في هذا العمل نجاح “لعبة الموت” الذي عـُرض العام الماضي. ومع وجود شركتين على مستوى عال من الرقي والمهنية لم يكن لسقف الأحلام حدود، مما شجع على تقديم “لو” في إطار مختلف مضموناً وصورة.
أبطال العمل، برأيه، حملوا المسؤولية على أكمل وجه، فبدا التناغم جلياً في معظم مشاهد المسلسل.
الممثل يوسف الخال لم يكن سهلاً عليه الإختيار بعد نجاح “وأشرقت الشمس”، وخصوصاً أن الإنتشار اليوم عربي والنجاح له وقع أكبر، لذلك كان من الضروري اختيار العمل الصائب.
وقد تحدث طويلا عن الإنسجام الكبير بين الأبطال الثلاثة بشكل خاص “من أمتع اللحظات التمثيلية اللي عشتها كانت أمام عابد فهد… فعلاً من أهم الممثلين اللي وقفت قدّامن”.
بالنسبة الى قصة المسلسل، يوافق الخال على أن موضوعها دقيق “لأنها تظهر المرأة سيئة بينما الرجال معليش إذا خان”. وماذا عن موقف المشاهد؟ يقول: “هل يتعاطف معها، أم معي؟ هل يعتبر أني خربت العلاقة أم إجت لعندي مخروبة؟ كل هالأسئلة رح يطرحا المشاهد ورح نجاوب عنا بسياق القصة”.
برأيه الموضوع “مش هيّن” صحيح، لكن المعالجة منطقية وسيتقبلها المشاهد العربي. وعرض العمل على أكثر من 15 محطة عربية دليل على أن موضوع المسلسل فعل فعله في جذب إدارات المحطات.
بطلة المسلسل نادين نجيم اختارت هذا العمل من بين سلسلة أعمال، نظراً إلى الشفافية والجرأة في طرح موضوع خيانة المرأة. وهل تخشى ردّ فعل الجمهور؟ تجيب بأن سبب الخيانة، برأيها، هو الفراغ الذي تعيشه المرأة والذي يولّد حالة من الملل “المسلسل بيطرح موضوع حساس وبيحمل رسالة كبيرة إلى الرجل الشرقي والمجتمع الشرقي ككل”.
الممثل السوري عابد فهد لم يكن سهلاً عليه اختيار العمل الذي سيطل من خلاله على الناس، حتى وجد في نص “لو” ما شجعه على الإقدام، وخصوصا مع وجود شركتي انتاج مشهود لهما بطريقة تعاملهما الراقية والمحترمة، وصولاً إلى المقومات والإمكانات الفنية العالية.
وعن موضوع المسلسل، وإن كان يمكن اعتباره تكراراً لتجربته العام الماضي في “لعبة الموت”، رأى فهد أن القصة مختلفة تماماً وخطوطها ذات اتجاه خاص. قصة مسلسل “لو” الجريئة برّرها بأننا جميعاً معرّضون للخطأ! “كلنا منغلط بس الغلط ممكن يأدي إلى انهيار العلاقة أو خربان البيت أو ممكن يصير في جريمة أو ممكن نسامح… أيّ احتمال اخترنا للمسلسل؟ هون القصة”. وهل وافق على النهاية؟ يجيب: “لمجرد أني لعبت الدور فهذا يعني أني وافقت على النهاية ووجدتها منطقية وعادلة”.
وعن رأيه بالممثلين الذين شاركوه في البطولة أكد فهد أنهم كانوا شركاء بالأحاسيس بكل ما للكلمة من معنى. “كنا عم نتفرج على بعض ونستمتع… وأنا ما بقدر إشتغل إذا ما في ممثل قدامي”. ومن سيتابع خلال رمضان باعتبار أن المنافسة ستكون حادّة؟ أجاب ضاحكاً: “ما رح تابع غير المونديال”.
المسلسل سيعرض على مجموعة محطات عربية نذكر منها:MTV اللبنانية، MBC وOSN و”الحياة” في مصر، التلفزيون التونسي، التلفزيون العراقي “السومرية” ومجموعة محطات خليجية يجري الإتفاق معها.
فريق المسلسل جاهز للمنافسة الكبيرة ولا يكترث لزحمة الأعمال، ومن شدة ثقة هذا الفريق بكل عناصر العمل التي ستشكل محطة في الدراما العربية، بدأ استعداداته، من الآن، لمسلسل “العودة” الذي سيجمعه مجدداً في رمضان 2015.

السابق
المؤتمر التأسيسي: اللحظة التاريخية المفقودة والمشروع المتعثّر
التالي
اول وفاة بفيروس كورونا في ايران