النساء يبطحن الرجال إلكترونيّاً

تتميّز النساء عن الرجال عموماً بحشريّتهن وحبّهنّ للثرثرة، ولعلّ أشهر الدعابات التي تأتي في هذا الاطار هي أنّ أسرع وسيلة إعلام ليست الجريدة ولا الراديو ولا التلفاز وإنما المرأة.وانطلاقاً من هذه النظرية، وبسبب حبّ النساء لـ»اللقلقة» وولعهنّ بالزيارات والعلاقات الاجتماعية، جاءتهن موجة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل «الشحمة عا فطيرة»، فشكّل الاثنان ثنائياً مميّزاً.

ولا عجب أن تتفوّق النساء على الرجال في التواصل الالكتروني كما هو الأمر على أرض الواقع في التواصل المباشر. وجهةُ النظر هذه أكّدتها دراسة إحصائية قام بها موقع «FINANCE ONLINE»، وقد أظهرت نتائجها قوّة النساء في مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء في الدراسة أنّ النساء يهيمنَّ على 4 من أصل أكبر 6 شبكات اجتماعية وهي PINTREST ،FACEBOOK ،INSTAGRAM و TUMBLR، في حين يسيطر الرجال على موقع LINKEDIN، هذا ويكاد يتساوى الطرفان في استخدام TWITTER مع تفوّق بسيط للرجال.

إلى ذلك، فإنّ النساء اللواتي يستخدمن وسائلَ التواصل الاجتماعية مرات عدّة يومياً تبلغ نسبتهن 30%، في حين أنّ نسبة الرجال الذين يقومون بالأمر عينه لا تتعدّى الـ 26%. هذا وتستهلك النساء المواقع بهدف متابعة الأخبار بمعدل 52% مقارنةً بـ48% لدى الرجال.

وقد حاول المحلّلون أن يفهموا هذه الارقام وتوصّلوا الى أنّ ما يفسّر هذه الهيمنة النسائية، الى جانب ما تمّ ذكره سابقاً، هو حبّ النساء للتسوّق والماركات. فتحوُّل معظم الشركات من طريقة التسويق التقليدية الى التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد جذب عدداً كبيراً من النساء اليها.

وهنا تعتمد الشركات على دعم الجنس اللطيف وتعليقاته للوصول الى أكبر شريحة منه، ولا يخفى على أحد أنّ عدداً لا بأس به من الشركات التجارية واصحاب الماركات يسعون الى بناء علاقات وطيدة مع النساء «الاكثر تأثيراً» في مواقع التواصل الاجتماعي.

وهكذا أصبحن لاعباً استراتيجياً يُحسب لهنّ ألف حساب عند تقييم استراتيجية التسويق في وسائل التواصل الاجتماعية. ولو أنّ تفاعل النساء مع الماركات يتوقف على الدعم الشفهي فقط أو الـ LIKE، لكان الامر سهلاً، الّا أنهنّ يَدعمن بالفعل أيضاً عبر عملية الشراء والتباهي بعدها بما لديهن… فليكن الله في عون الرجال فهم لا يخسرون إلكترونياً فقط بل مالياً أيضاً.

السابق
إنتخاب الرئيس من الشعب مباشرة
التالي
القصيدة العينية للشيخ محمود عباس العاملي