بطالة الشباب اللبنانيين 25% ومرشحة للازدياد

يقول رياض انه يعمل سائق شاحنة منذ ثماني سنوات. لكن موسى الآتي من الجحيم السوري بات يعمل مكانه. “سرق مني الوظيفة. كنت اتقاضى 1500 دولار، وهو ارتضى بـ800 دولار. أفهم ان صاحب العمل يريد ان يوفر مالاً، ولكن اين وزارة العمل والدولة اللبنانية من حمايتنا؟ هل يريدوننا ان نصبح حرامية؟”. هذا ما يردده رياض بحسرة لم تبلغ بعد دفعه الى السرقة لأن زوجته تعمل، ولم يمض على خسارته وظيفته اكثر من شهرين.

لكن حال رياض ابن الخامسة والثلاثين، قد لا تنطبق على كثيرين من العمال المياومين، والذين لا معيل لعائلاتهم، ولا يمكنهم الاستمرار في تأمين قوتهم اذا تركوا عملهم شهراً واحداً. هؤلاء تزداد نقمتهم على السوريين، ليس من باب عنصري او وطني او ديني او سياسي او ما شابه، انما من باب العيش.
لكن رمزي يرفض تلك المقولة ويقول ان الاعمال التي يقوم بها العمال السوريون، ومنهم اللاجئون، لا يرتضي اللبناني ان يعمل بها.
ويكمل ان “السوريين لم يأتوا الى لبنان مع بدء الحرب السورية، بل كانوا هنا أصلاً وهم يعملون منذ عشرات السنين، ولولاهم لما امكننا المضي في ورش البناء، وحرث الارض الزراعية وغيرها، او كان علينا استقدام عمال هنود كما في دبي مثلاً. لكن السوري افضل لانه يتحدث العربية، والتواصل معه اسهل. اضف الى ذلك انه لا يتطلب معاملات واذونات عمل وإقامة وغيرها”.
يوافق علي على هذه القراءة، لكنه يقول ان الارقام الكبيرة للاجئين هي التي تسبب المشكلة، اذ ان العامل السوري كان يعود الى بلاده سابقاً في حال لم يجد عملاً يناسبه. أما اليوم فهو مجبر على العمل بشروط أقل، مما يعني دخوله حلبة المنافسة مع العامل اللبناني.
إذاً البطالة في صفوف اللبنانيين الى ازدياد، وفرص العمل لا تتضاعف لتلبي عرض السوق. كالقنبلة الموقوتة مستعدة للانفجار في كل لحظة، باتت البطالة اللبنانية حالياً. واذا لم تكن وليدة اليوم، فإن فتيلها اشتعل مع الحرب السورية، إذ فتحت الحدود وفتح معها صاعق قنبلة موقوتة في لبنان.
لم يحدد رقم المبعدين اللبنانيين من بعض دول الخليج. لكن كل رقم يهون امام نحو 1,5 مليون لاجىء سوري الى لبنان، هربوا من الموت في بلادهم ليحيوا على حساب شعب آخر. الرقم الذي اعلنته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في آخر دراسة اجرتها بلغ نحو مليون ومئة الف تضاف اليها اعداد نصف مليون فلسطيني و41000 لبناني عائد من سوريا.
هكذا بات اللاجئون السوريون يشكلون ربع سكان لبنان يتوزعون على 431 مخيماً عشوائياً معظمها في شمال لبنان وبقاعه. ففي بلد تبلغ مساحته 10452 كلم2، بات على ستة ملايين تأمين عيشهم.
المشكلة تتفاقم ونسبة البطالة اللبنانية بلغت 25% بحسب دراسة اجرتها منظمة العمل الدولية، التي تتوقع ارتفاعها 16% في اواخر السنة الجارية.
يمكن تصنيف عملية التهجير السورية بأكبر عملية طوارىء انسانية شهدها العالم العربي منذ اعوام، فعلى رغم ان الأزمة اثّرت على قطاعي التجارة والسياحة، فإنها اضافت 170 الف لبناني الى دون مستوى الفقر، يضاف الى نحو مليون موجود أصلاً تحت هذا الخط. منذ عامين تجتاح أسواق العمل أعداد هائلة من التجارات والمهن الحرة السورية مع تصدر العمل على سيارة أجرة لبنانية وبيع مناقيش والخياطة وأعمال اخرى يمارسها السوري في لبنان. ومع كل ذلك لا يزال اللاجئون السوريون يشتكون من صعوبة الحصول على فرص عمل.
الحرب السورية أمنية، واجتماعية، واقتصادية، على البلدين معاً. ففي كل يوم يتنافس المواطن اللبناني واللاجىء السوري على وظيفة يؤمن بها اقل متطلبات حياته وحياة اولاده. والأزمة لا تتوقف هنا، فالعمال السوريون تتفاوت اعمارهم في سوق العمل، فتبدأ في سن 7 سنوات وما فوق، واجورهم زهيدة.

السابق
بالفيديو…سيدة فرنسية تتهجم على فتاة محجبة في المترو
التالي
دريد لحام: أحزن على من يشتمني وهذه ليست ثورة بل تدمير