حزب الله: قادته المطلوبون للعدالة في ميدان الحرب السورية

محمود حايك وفوزي أيوب
طرحت تساؤلات عدّة في الأوساط اللبنانيّة المتابعه حول مغزى وتوقيت "استشهاد" المطلوبين للعدالة اللبنانيّة والدوليّة، محمود الحايك وفوزي أيّوب، في ظلّ محاولة رأب الصّدع الداخلي بعد تشكيل حكومة وحدة وطنيّة جامعه ضمّت وزراء من حزب الله الى جانب وزراء من قوى 14 آذار ومن بينهم النائب المستهدف في عمليّة الاغتيال بطرس حرب.

اعلن حزب الله منذ يومين عن “استشهاد” اثنين من قادته الميدانيين في سوريا: محمود حايك، وفوزي أيوب، الأول مطلوب من القضاء اللبناني، والثاني ملاحق من  مكتب التحقيق الفدرالي الأميركي FBI.
يذكر أن حايك هو عنصر في “حزب الله” وقد اتّهم بجرم محاولة اغتيال النائب بطرس حرب استنادا إلى المعطيات التي توافرت فيي ملف القضية من خلال الاستقصاءات والتحريات التي أجرتها القوى الامنية حول الحادثة والتي اظهرت صوراً للمدعى عليه الحايك في مكان الحادث من خلال كاميرات المراقبة الموجودة في المكان.

أما فوزي أيوب القيادي من “حزب الله” الذي سقط في سوريا أيضا، ونعاه الحزب كقائد عسكري من بلدة عين قانا قضى خلال “أداء واجبه الجهادي في سوريا”، فهو كان قد اعتقل على أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل فلسطين المحتلة في تشرين الأول من عام 2000 ، ثم أفرج العدو عنه بعد ثلاث سنوات في عملية تبادل مع المقاومة الإسلامية.

وقد صنفت فوزي الـ “FBI” انه واحد من “أخطر المطلوبين الارهابيين”. وبحسب الوثيقة التي نشرها المكتب، فإن تهمة أيوب استخدامه جواز سفر أميركي مزور ليتمكن من خلاله الدخول الى إسرائيل باسم فرانك ماريانو بوستشي وبتخطيط من “حزب الله”.

وقد طرحت تساؤلات عدّة في الأوساط اللبنانيّة المتابعه حول مغزى وتوقيت “استشهاد” هذين المطلوبين للعدالة اللبنانيّة والدوليّة، في ظلّ محاولة رأب الصّدع الداخلي بعد تشكيل حكومة وحدة وطنيّة جامعه ضمّت وزراء من حزب الله الى جانب وزراء من قوى 14 آذار ومن بينهم النائب المستهدف في عمليّة الاغتيال بطرس حرب الذي عيّن وزيرا للاتصالات، وكذلك في ظلّ تقارب أميركي دولي مع ايران بدأ العام الفائت مع سياسة الانفتاح التي قادها الرئيس الايراني الشيخ روحاني وتلقفها بسرور الرئيس الأميركي باراك أوباما واثمرت عن اتفاق اولي لتنظيم البرنامج النووي الايراني.

تنفي المصادر اللبنانية وتستبعد ان يكون حزب الله متآمرا على قائديه الشهيدين فعمد الى تصفيتهما على الطريقة السوريّة التي لا تتوانى عن التضحية بوزراء وقادة اجهزة امنية عند الحاجة، فهذا بالتأكيد ليس من شيم الحزب ولا عاداته، فروح التضحية والفداء عالية جدا في صفوف مقاتليه كما حمايته لهم والذود عنهم، وما حمايته لقادته المطلوبين الأربعه في قضيّة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري إلا مثالا صارخا على روح التضامن والتآزر العالية بين صفوفه.

لذلك فانّ مراقبين لا يستبعدون ان يكون الحزب قد اتخذ قرارا ميدانيا بعدم الاحتفاظ بقدامى كوادره العسكريين وراء المكاتب، فأشركهم في المعركة في سوريا كي يساويهم بالباقين، وهو أمر أكّدته مصادر في ضاحية بيروت الجنوبيّة وأرفقته بإحصاءات تظهر مقتل العشرات من القادة العسكريين من الحزب ممن تخطوا الأربعين والخمسين من أعمارهم.

إذن فالمعركة شرسة في سوريا وتحتاج إلى خبرات قادة علا رأسهم الشيب فزادهم العمر تمرّسا في القتال، وما “استشهاد” هذين القائدين المطلوبين سوى دليل ساطع على شراسة تلك المعركة وهولها. ويقول احد المقربين من حزب الله إنّ “الحماية التي يوفرها لعسكرييه المطلوبين لا تعني انهم مختبئين أو يستجمون في أحد المنتجعات، بل هم في قلب المعركة…المعركة السورية”.

السابق
حراك مدني للمحاسبة بلا مناصرين: لا أحد يريد الاعتراض على شيء
التالي
لا للعنف ضد الرجال! (بالفيديو)