المخدرات في لبنان بلغت ’الخط الأحمر’

 

دق قانونيون ونشطاء اجتماعيون ناقوس الخطر من حجم ومعدلات انتشار ظاهرة تجارة وتعاطي المخدرات في لبنان، كاشفين النقاب عن تخطي الظاهرة المميتة “الخط الأحمر”.

وحذر نشطاء -نقلا عن تقارير خبراء في تصريحات لـ”الجزيرة” من جنوح الظاهرة صوب ما أسموه “انحدار كبير نحو الهاوية” بالنظر لأعداد المدمنين وتدني مستوى أعمارهم.

وكشفت دراسة بحثية ميدانية للمؤسسة الدولية للمعلومات أن 80% من المدمنين في لبنان هم من الذكور و20% من الإناث، وجميعهم دون سن الخمسين عاما، لافتة إلى أن الظاهرة تجتاح مختلف فئات ومناطق المجتمع.

وعلمت “الجزيرة” أن محاضر الأمن التي حررت رسميا لمتعاطين خلال العام الماضي بلغت 1225 محضرا بارتفاع 5.4% عن العام 2012، أما محاضر الاتجار فوصل عددها العام الماضي 860 محضرا، مقارنة مع 703 محاضر في العام 2012، أي بارتفاع نسبته 22.3%.

وأوضحت دراسات بحثية منشورة أن نسبة متعاطي الحشيش خلال الثلاث سنوات الماضية بلغت 39% والهيروين 30% والكوكايين 13%، مرجعة سبب تنامي ظاهرة تعاطي الحشيش لوفرتها وكثرة زراعتها في مناطق البقاع بصورة علنية.

وبشأن الفئات العمرية المدمنة على المخدرات تبين أن ما نسبته 25% ممن هم بين عشرين عاما وما دون، و32% بين سن 21 – 30، و16% بين سن 31 – 40، و14% بين سن 41- 50، و10% بين سن 51 – 60 عاما، و3% ممن هم فوق 60 عاما.

ولفتت “الدولية للمعلومات” إلى أن 62% من طلبة سبع جامعات خاصة بلبنان يشربون الكحول فيما يحصل 48% على المخدرات بسهولة، وبلغت نسبة من قالوا إنهم تعاطوا مخدرات لمرة واحدة 40 %، إضافة إلى اعتقاد 64% من الطلاب أن نصف زملائهم يتعاطون المخدرات.

وينظر القانون اللبناني للمدمن بوصفه مريضا لا مجرما، وتقضي الأحكام القانونية بعقوبة المتعاطي من ثلاثة أشهر وصولا لثلاث سنوات مع وقف التنفيذ، شريطة أن يودع المتعاطي إحدى دور المعالجة، وفي حال انقطاعه عنها يعاد توقيفه لتطبيق مدة محكوميته.

وبخصوص الاتجار فإن قانون العقوبات يعاقَب بالأشغال الشاقة المؤبدة وبغرامة من خمسة وعشرين مليون (حوالي 17 ألف دولار) إلى مائة مليون ليرة لبنانية (حوالي 66 ألف دولار).

ويرى جوزيف حواط رئيس جمعية “جاد” للتوعية بمخاطر المخدرات، أنه وأمام كل 10% من المدمنين والتجار هناك 10% أخرى مجهولة ولا يعلم عنها أحد.

وأرجع أسباب تنامي الظاهرة لضعف الرقابة والملاحقة للمروجين، إلى جانب غياب الوعي المجتمعي والتفكك الأسري، قائلاً ان لبنان “هو الأول في العالم من حيث تصنيع الحبوب المخدرة وتمويه شكلها.”

وقال إن جمعيته افتتحت مركزا ثقافيا متخصصا بالتوعية والتدريب من أخطار المؤثرات العقلية، يحوي متحفا فريدا هو الأول على المستوى العالمي، واصفا إياه بـ”الحلم”، إلى جانب مكتبة ومعرض للصور وصالة عرض.

أما المحامي نبيل الحلبي، فأرجع أسباب تنامي الظاهرة لوجود ما سماها “مناطق في البقاع خارجة عن سيطرة الدولة والقانون”، لافتاً الى ان تقاعس الحكومات المتتابعة في رفع مستوى المعيشة لأهل البقاع دفعها للتغاضي عن قيام معظم أهلها بزراعة الحشيشة والاتجار بها.

واشار حلبي للجزيرة إلى ما سماها “الحامية السياسية لكثير من التجار ومنع ووقف وعرقلة ملاحقتهم، مع غياب العدالة والمساواة في محاكمتهم”، وهي من أسباب استشراء الظاهرة بصورة كبيرة.

وكانت القوى الأمنية أعلنت الشهر الماضي أن قواتها أحبطت أكبر عملية تهريب مخدرات في تاريخ لبنان بضبطها 15 مليون حبة كبتاغون بقيمة 150 مليون إلى 300 مليون دولار، كانت مجهّزة داخل أكياس في مستودعات مرفأ بيروت ومعدة للتصدير إلى دبي.

التعليقات
السابق
مروان حمادة: إذا بقينا في الجو ذاته لا انتخابات ولا سلسلة
التالي
الإستحقاق من زاوية إيرانيّة