25 أيّار: تطبيع إسرائيلي وفراغ بيروتي وتحرير جنوبي!

ثلاثية الرئاسة والتحرير والتطبيع تضج في رؤوسنا. اتهام لبطريرك الموارنة بشارة الراعي بالتطبيع مع اسرائيل، واتهام لحزب الله بتفريغ التحرير من معناه عبر تنصيب الفراغ بدلا من الرئيس ميشال سليمان، في ذكرى التحرير، 25 أيّار 2014.

ثلاثية سياسية دينية ارتبطت مع بعضها البعض منذ عدة اسابيع، ولاسباب متنوعة الاولى منها: هي تصريح رئيس الجمهورية الذي دفع نحو انتفاضة (نتوركيةnetwork ) ضده جراء مقارنته الذهب بالخشب في ربط كلاميّ بين المقاومة والدولة.

الثاني: وان لم يأخذ بعده الهجومي المباشر من قبل جمهور المقاومة، حيث شعرنا وكأن ثمة قرار بالصمت عله يتراجع ربما عن قراره – وصمت مسيحي اكبر خوفا من اشتعال واشتباك سياسي في لحظة كل طرف يحتاج فيه الى تأييد الاخر-

وهو اعلان البطرك الراعي عن قراره بزيارة القدس المحتلة، رغم تصريحات الادارة البابوية انه غير ملزم(اي البطرك) بالزيارة، وانها لا تخلو من البعد السياسي. كل ذلك لم يدفع البطرك للتراجع. وقد انطلق أمس نحو القدس المحتلة من الاردن.

الثالث: هو اطلالة السيد حسن نصرالله في 25 ايار، في الذكرى الرابعة عشرة للتحرير، والتي وان اشتعلت اعلاميا عند الحزب واهل الجنوب لجهة الترويج للمناسبة الا انها تبدو راكدة في الاعلام اللبناني كونها تتدافع وتتزاحم مع مناسبة مهمة ثانية وهي خروج رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان من قصر بعبدا دون تأمين أي بديل. زارعا الفراغ في حديقة بعبدا الشهيرة.

فهذه الثلاثية: التطبيع الديني، والفراغ الرئاسي، والتحرير كيف اجتمعوا معا؟ وكيف يدور البلد بهم معا؟ وكيف يستوعب كل هذه القضايا والملفات عقل اللبنانيين الطافح بالمشاكل اصلا، وليس آخرها الاعتصامات والاضرابات وافلاس الخزينة والضرائب ان لم نأت على ذكر الشح المائي، واللاجئين، والغلاء، وفضيحة التجنيس، وصراع ديوك 8 و14 معا؟

سليمان انجز خطابه وأداه منذ يوم امس واليوم ايضا وودع الاعلام عاملا delete.

اما السيد حسن فسيستمع إليه كل العالم المعادي والمحب ليحدد مسيرة بلدين لبنان وسوريا بعد ان اصبح الولي الفقيه لهما معا.

ونبقى نحن بانتظار اول بطرك عربي ولبناني يزور اسرائيل في محاولة تمويه علينا مدّعيا انها ليست تطبيعا دينيا.  فليرحمنا من يتولى امرنا في هذا البلد الصغير.. رحم الله كارل ماركس.

السابق
حشود في استقبال الرئيس سليمان في ‘عمشيت’
التالي
عناصر غاضبة من حزب الله تهاجم السوريين في حاروف