لا أحد يراسل الجنرال نبيه برّي.. فيبعث رسائله في الشارع

الرئيس بري
فجأة ما عادت عين التينة محور الحراك السياسي في لبنان. ميشال عون وسمير جعجع يحجّان إلى باريس. سعد الحريري من هناك يدير اللعبة. لا أحد يراسل وليد جنبلاط أيضا. "بيضة القبّان" مهدّدة. قد تتحوّل إلى "كلّة". واللعبة التي يتقنها برّي هي الشارع. فراقبوا الشارع جيّدا هذه الأيام بين حركة "أمل" و"حزب الله".

فجأة ما عادت عين التينة محور الحراك السياسي في لبنان. ميشال عون وسمير جعجع يحجّان إلى باريس. سعد الحريري من هناك يدير اللعبة. وليد جنبلاط وصل إلى فرنسا لكنّه لم يتلقّ اتصالا من الحريري، وربما طلب موعدا لم يلبّه الحريري. الرجل الذي بدأ يتقن فنّ السياسة اللبنانية من باريس ربما أغضب جنبلاط، لأنّه غاضب منه.

عين التينة مهجورة. في هذه الأثناء يحكم “حزب الله” قبضته على ما تبقّى من “بؤر” لحركة “أمل” في الضاحية. فبرج البراجنة تكاد تختفي سطوة الحركة عليها، كذلك الشيّاح. وقرى البقاع في خبر كان، وقرى الجنوب ما عادت الوظائف، التي باتت عتيقة وكثيرون من الفائزين بها تقاعدوا، تكفي لجرّ الشباب إلى مستقبل أمليّ.

من جهة أخرى فإنّ تحالف أكثريتين نيابيتين، هما عون والحريري، قد تكون أسوأ كوابيس برّي. ولا أحد يأخذ رأيه. وبرّي هذه الأيّام مفلس من المبادرات، الإقليمية والمحلية، ومفلس شعبيا تقريبا، ومفلس من الصداقات. وحده وليد جنبلاط يبقى صديقه الوفيّ. صداقة عمرها 40 عاما وأكثر.

لا أحد يراسل وليد جنبلاط أيضا. “بيضة القبّان” مهدّدة. توافق عون – الحريري قد يجعل من وليد جنبلاط كتلة نيابية من 6 أو 8 نوّاب فقط. كتلة لا وزن لها، وعلى أبعد تقدير قد يُحظى بمقعد وزاريّ لا أكثر، مقارنة بحجمه النيابي. “بيضة القبّان قد تتحوّل إلى “كلّة”.

ربّما يحصل الأمر نفسهم مع نبيه برّي. كتلته النيابية الجديدة قد تساوي وزارتين أو ثلاثة، لكنّه لن يكون “وسط” أحد. سيصير “هامشا” أكثر مما هو اليوم ملحقا بحزب الله، هو وحركته.

حتّى كتلة “حزب الله” قد تصير كتلة عابرة إذا حصل التوافق العوني – الحريري. لكنّ سلاح الحزب يجعله حاضرا دائما في أيّ قرار مصيري. لكنّ برّي أسهمه تتراجع في اللعبة. وما يجري بين الرابية وباريس قد يجعل برّي أكثر انكماشا. فما كان منه إلا أن حرّك طلّابه في جامعة خاصّة على أطراف الخندق الغميق ومار الياس. وحرّك كوادره على الفايسبوك، وحرّك أزلامه في الجنوب، وحرّك شبابه في الشيّاح لمحاولة استراداد بعض “المعاقل” التي أكلتها “سنوات العسل” بين “حزب الله” وحركة “أمل”.

لا أحد يراسل الكولونيل نبيه برّي. وبعد 14 عاما من تحرير الجنوب فإنّ “أمل” تبدو اليوم في أضعف أيّامها منذ ولادتها. “أمل” التي تبحث عن تمايز، وبرّي الذي يبحث عن دور. واللعبة التي يتقنها برّي هي الشارع. فراقبوا الشارع جيّدا هذه الأيام بين حركة “أمل” و”حزب الله”. هناك سيبعث الكولونيل “رسائله”، التي لا يجد من يردّ عليها.

السابق
المعارض رياض درار: العالم يريد ان يحل قضاياه على حساب سوريا
التالي
أنا المسلم أتباهى بمسيحيتي الوطنية اللبنانية.. وأريد رئيسا