المعارض رياض درار: العالم يريد ان يحل قضاياه على حساب سوريا

الشيخ رياض درار
الشيخ رياض درار عضو "هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي" قال ل"جنوبية" الروس يبدو أنهم انزعجوا من هذا الجانب فقالوا إذاً أنتم في يد الأميركان "كمعارضة"، هم الذين يختارون الوفد، ونحن سوف نهتم بتشكيل وفد النظام. هذا بتصوري شكل من أشكال إبداء الإنزعاج، بالإضافة إلى أن الروس لم يرغبوا بإنجاز مهمة تامة من خلال معرفتهم بموقف "الهيئة" من المفاوضات.

في لقاء لـ”جنوبية” مع الشيخ رياض درار عضو “هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي” ، من القاهرة* سألت:

“جنوبية”: تحدّث سامي كليب، بمقالتين نشرهما في جريدة “الأخبار” اللبنانية في 24/ شباط، و 8/أذار/ 2014 عن وساطة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس بين النظام السوري ومعارضين سوريين الذي التقى هيثم منّاع في فندق “موريس” في باريس أول مرّة في نيسان 2011. إلى أين وصلت هذه الوساطة؟

رياض درار: وساطة أبو مازن ليست وساطة، هي دعم ودفع “لهيئة التنسيق” للإستمرار بموقفها الذي يعتمد على رفض التسلّح وتأييد التسليح، وعدم قبول التدخّل الخارجي. أبو مازن أكثر من مرة تم اللقاء مع مساعديه من قبل “هيئة التنسيق”، وأعتقد في الأردن تم لقاء طويل حول هذا الدور، لأن كان هنالك مشروع، أن حل المشكلة السورية ممكن أن يكون بالتزامن مع حل المشكلة الفلسطينية ومشكلات أخرى معقّدة في “الشرق الأوسط”. ما يجري حول سوريا، هناك إشارات أنها متداخلة بقضايا أخرى، العالم يريد أن ينجزها على حساب القضية السورية.

“جنوبية”: هل صحيح ما تردّد عن أن الأميركان اختاروا لمؤتمر “جنيف 2” وفد “المعارضة”، فيما اختار الروس وفد النظام؟

رياض درار: صحيح، لأنه في الأول كان التواصل مع بوغدانوف والمسؤولون الروس أنّهم يتدخّلون مع الأمريكان في تشكيل الوفدين، ليكون منسجماً من أجل الحل. في التحرّكات الأخيرة التي جرت مع الروس بعد أن أصبح قدري جميل خارج سوريا، وأراد الروس إدخاله في وفد المعارضة وفقاً لحساباتهم. “هيئة التنسيق” رفضت أن يتواجد شخص في السلطة، أو له أزلام في السلطة، أو مشارك عبر جماعته أو حزبه في السلطة أن يكون مع وفد “المعارضة” وطلبوا من الروس أن يشارك مع وفد النظام إذا أرادوا وفداً معتدلاً كونه هو جزء من السلطة مع علي حيدر ومع مجموعتهم “مجموعة التحرير والتغيير”. الروس يبدو أنهم انزعجوا من هذا الجانب فقالوا إذاً أنتم في يد الأميركان “كمعارضة”، هم الذين يختارون الوفد، ونحن سوف نهتم بتشكيل وفد النظام. هذا بتصوري شكل من أشكال إبداء الإنزعاج، بالإضافة إلى أن الروس لم يرغبوا بإنجاز مهمة تامة من خلال معرفتهم بموقف “الهيئة” من المفاوضات. هذا ما جعل الموقف الأميركي من “هيئة التنسيق” ومن هيثم مناع الذي هو المفاوض الرئيس بالنسبة للمقابلات التي كانت تجري مع فورد ومع بوغدانوف أن يأخذوا موقفاً من مشاركة “هيئة التنسيق” رغم أن “هيئة التنسيق” في تلك الأثناء تمت دعوتها من قبل الجربا، وباسم حسن عبد العظيم وعارف دليلة وعبد العزيز الخير الذي هو في السجن، وقبل يومين من المؤتمر، يعني الدعوة تمت في 18 كانون الثاني والمؤتمر كان موعده في 22 فتم الإعتذار. وطبعا نحن كنا جالسين مع الجربا قبل عشرين يوماً وكان هنالك موعداً لإجتماع تشاوري في 27/ 12 لكن تأخروا وأجلوا حتى يتم انتخاب الرئيس، ثم اتّخذوا قرار في الإئتلاف من أجل المشاركة. هذا امتد معهم إلى 18 كانون الثاني، مساء 18 تم الإتصال مع حسن عبد العظيم وتم الإعتذار.

“جنوبية”: تعلمون أن مواقف هيثم مناع، وبالتالي “هيئة التنسيق” مثيرة للجدل. تماماً كما مواقف ومبادرات الشيخ معاذ الخطيب، وقد اجتمعا بوزير الخرجية المصري نبيل فهمي في وزارة الخارجية المصرية مؤخّراً. ما الهدف من هذا اللقاء، وإلى ماذا وصل؟

رياض ضرار: اللقاء كان بدعوة من “الهيئة القومية للدراسات الخارجية” وتم اللقاء مع عدد من المسؤولين السابقين، ومنهم سفراء ومنهم مسؤولي صحف، وقيادات أحزاب، لسماع موقف آخر غير الموقف الذي يعرفونه عن المعارضة السورية، فكانت الدعوة لـ (11) شخصاً، ذكر في الصحف (5)، لكنهم (11)، وفي اليوم التالي التقوا مع وزير الخارجية الذي أعطاهم تصوراً عن أن مصر مهتمة في المرحلة القادمة للتدخل الإيجابي لإيجاد حل في سوريا وهي تريد أن يكون لها دور لأن سوريا هي عمقهم الإستراتيجي والأمني، وبالتالي لهم وجهة نظر أن ما يجري في سوريا يؤثر على الوضع العربي ويريدون أن يضعوا قراءة واستراتيجية جديدة من خلال ما يسمعون، وطلبوا من الوفد الذي حضر أن يضعوا نقاطاً للحل (من 5 إلى 10 نقاط) تتبناها مصر وتسوقها لدى الدول الإقليمية و دول العالم المؤثرة.

“جنوبية”: هل لديكم أي معلومات عن مصير أعضاء “الهيئة” المعتقلين، رجاء الناصر، وعبد العزيز الخيّر؟

رياض درار: سابقاً وصلتنا رسائل تفيد أن الخيّر بخير وهو محتجز، بعضهم قال أنّهم يعرفون المكان المحتجز فيه، ووصلتنا تطمينات من أكثر من طرف أن له اتصال مع الحكومة السورية، مع ذلك رجاء الناصر لم يعطونا أي تصور عن وجوده أو وضعه. لكن الإثنين تم إنكار وجودهم لدى السلطة. هم وآخرون. وبالنسبة لنا نعتقد أنها عملية إخفاء بسبب تأثيرهم، وللضغط على “الهيئة” من خلال عدم تواجدهم خلال السياسات القادمة، لأن الخير تم اعتقاله قبل مؤتمر “الإنقاذ” في دمشق، وكان هو راسم سياساته. ورجاء الناصر اعتقل قبل “جنيف2” بأيام.

الحوار تم في العاصمة المصرية

السابق
كلمة لـ«نصر الله» عصر اليوم لمناسبة عيد المقاومة والتحرير
التالي
لا أحد يراسل الجنرال نبيه برّي.. فيبعث رسائله في الشارع