وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ في شانغهاي أمس عقدا ضخما لامداد الصين بالغاز الروسي تقدر قيمته بـ 400 مليار دولار، في صفقة تتوج عقداً من التفاوض بين الجانبين وتساعد على توثيق العلاقات بين موسكو وبيجينغ أكثر من أي وقت مضى.
وتمّ توقيع الاتفاق الذي يسري مفعوله اعتبارا من 2018 لمدة 30 سنة، بعد ساعات من دعوة رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل دوراو باروسو بوتين الى احترام “التزامه” مواصلة شحنات الغاز الى اوروبا، وقت تهدد موسكو بقطع امدادات الغاز عن اوكرانيا في الثالث من حزيران لعدم دفع كييف متأخرات مستحقة عليها.
وعلق الباحث في المعهد البريطاني الملكي للدراسات الدفاعية والامنية رافايلو بانتوتشي على الصفقة بأنها “نجاح كبير لبوتين الذي يمكنه أن يفخر لدى عودته الى موسكو بانه نجح في انجاز مفاوضات مستمرة منذ اكثر من عشر سنين”، لافتاً الى أنه “وسط التوترات الحادة مع الغربيين في شأن اوكرانيا يريد الروس خصوصاً الخروج من هذه المحادثات مع الصين لإثبات ان لديهم بدائل مهمة اخرى” خارج اوروبا لتصريف غازهم.
وشارك بوتين في شانغهاي في المؤتمر الرابع للتعاون وبناء الثقة في آسيا، وهو منتدى للامن الاقليمي، لكنه اغتنم الفرصة ايضا لإجراء محادثات في شأن الشركة الاستراتيجية الصينية – الروسية.
والتقى بوتين أيضاً على هامش المؤتمر نظيره الايراني حسن روحاني، وأمل في مواصلة التعاون بين روسيا وإيران، “على رغم التقلبات في العلاقات الدولية حول إيران”.