عـون قدّم أوراق اعتماده للأميركيين: لا نحتاج إلى حزب الله

نشرت صحيفة "الجمهورية" عام 2011، نقلا عن موقع "ويكيليكس"، برقية صادرة عن السفارة الاميركية في بيروت بتاريخ 25-9-2006... هذه البرقية تشير إلى أنّ المسؤول السياسي في السفارة أبلغ الوزير جبران باسيل ما حرفيته: "الشيعة يدعمون عون نظراً الى الاهداف المشتركة بينهما، لكنّه في حال أصبح رئيساً للجمهورية وبدأ بالضغط على حزب الله لتسليم سلاحه فسيتخلى الأخير عنه". في المقابل ردّ باسيل على محدّثه بتوتّر شديد: "فليقوموا بذلك .. نحن لا نحتاج إليهم".

نشرت صحيفة “الجمهورية” عام 2011، نقلا عن موقع “ويكيليكس”، برقية صادرة عن السفارة الاميركية في بيروت بتاريخ 25-9-2006… هذه البرقية تشير إلى أنّ المسؤول السياسي في السفارة أبلغ الوزير جبران باسيل ما حرفيته: “الشيعة يدعمون عون نظراً الى الاهداف المشتركة بينهما، لكنّه في حال أصبح رئيساً للجمهورية وبدأ بالضغط على حزب الله لتسليم سلاحه فسيتخلى الأخير عنه”. في المقابل ردّ باسيل على محدّثه بتوتّر شديد: “فليقوموا بذلك .. نحن لا نحتاج إليهم”.

الجمهورية

ليس الهدف، من إستحضار ما تقدم، نبش القبور أو استعادة حقبة البرقيات والبرقيات المضادة، بل الوقوف عند الأهمية التي تطرحها وثيقة مماثلة لا سيّما في ظل إرتفاع ملموس لأسهم العماد ميشال عون بالوصول إلى الكرسي الأول.

حين يقول الوزير جبران باسيل: “فليقوموا بذلك .. نحن لا نحتاج إليهم.” يعني ذلك أنّ العماد عون، في حال وصوله إلى رئاسة الجمهورية، سيضغط بالفعل على حزب الله. وإلا لكان جوابه مشابهاً لأدبياته المُعلنة: “حزب الله وسلاحه حاجة لبنانية في ظل الإحتلال الإسرائيلي”.

في المقابل، حين يقول المسؤول الأميركي أنّ حزب الله سيتخلّى عن العماد عون في حال أصرّ على تناول موضوع السلاح، فهذ يعني أن المسؤول الأمريكي يفترض بأن عون سيتناول حتماً موضوع السلاح، وبالتالي فإن الحوار بين الرجلين، باسيل والمسؤول الأمريكي، ناقش قدرة عون على مواجهة حزب الله وليس موافقة عون من عدمها.

اليوم، هناك حوارٌ مماثل يدور في الكواليس، عون يريد أن يُثبت، لمن يعنيهم الأمر، قدرته على ترويض حزب الله ودفعه نحو منطق الدولة عبر فرض استراتيجية دفاعية تُشكل منطلقاً حقيقياً لاستيعاب قدراته العسكرية، مستنداً في ذلك إلى معطيات كثيرة تتعلق أهمها بعدم قدرة حزب الله على مواجهته وعلى صناعة رأي عام معادٍ له لا سيّما ضمن بيئته الحاضنة التي أشبعها الحزب بسيل وافر من المديح والثناء بحقّ عون وبحقّ خطه السياسي والوطني والمقاوم.

 هذه الفرضية يتلقفها المحور المقابل بكثير من الترقب والإهتمام، فهو يريد مواجهة “ناعمة” تؤتي أُكلها دون الإنزلاق نحو منطق الفوضى أو اللاإستقرار، ويدرك أنّ رهانه على فريق14 أذار وصل إلى طريق مسدود، لا سيّما بعد تموضع النائب وليد جنبلاط، ناهيك عن تداعيات هذا الرهان وما خلّفه من إنقسام عامودي حاد ومن توتر لامس عتبة الحرب الأهلية.

في المحصلة، “العماد عون يُهرول مسرعاً نحو قصر بعبدا”، يقول المتابع، ويضيف مُستدركاً: “ميشال عون الرئيس قد يُصبح ميشال عون الشهيد لأن وصوله إلى الكرسي الأول بناءً على هذه القراءة سيُشرّع الباب حتماً أمام شطبه الجسدي”.

السابق
انهيار سقف منزل
التالي
الفيصل: لا ننسى تاريخ عون