14 آذار تبيع شهداءها: تأنّق الذلّ حتّى صار غفرانا

من الرئيس سعد الحريري إلى الرئيس أمين الجميّل والنائب بطرس حرب، وقبلهم النائب وليد جنبلاط... يضطرّ القتيل، ووليّ الدم إلى مصافحة قاتل أخيه وابنه ووالده، أو حتّى من حاول قتله، في سبيل "الوطن"، أو قل: في سبيل منصب سياسي. اليوم تبيع 14 آذار شهداءها، ونتذكّر هنا قول الشاعر الراحل بدوي الجبل: "تُغضي على الذلّ غفرانا لظالمها، تأنّق الذلّ حتّى صار غفرانا".

“من حاول اغتيالي يأخذ منّي العفو والغفران”، قال النائب والوزير بطرس حرب، في ما بدا ترشّحا إلى رئاسة الجمهورية يعلن فيه “مرحلة العفو والغفران” عن خطايا “حزب الله”. الحزب الثابت أنّه يحمي ويمنع تسليم المتّهم بتفخيخ مصعد المبنى الذي يسكنه حرب، بهدف اغتياله. ويدّعي حرب أنّه يقتدي بالبابا الذي غفرر لمن حاول قتله، لكنّه ينسى أنّه غفر له بعدما أُلقِيَ القبض عليه وصار في قبضة العدالة، وليس حين كان لا يزال يقتل. وكان “العفو عند المقدرة”، وليس الغفران الأقرب إلى المذلّة والتذلّل في سبيل احتمال القبول به رئيسا للجمهورية. وهو منصب زائل في حسابات المواقف التاريخية الثابتة. ونتذكّر هنا قول الشاعر الراحل بدوي الجبل: “تُغضي على الذلّ غفرانا لظالمها، تأنّق الذلّ حتّى صار غفرانا”.

بطرس حرب                                                                         يوم محاولة اغتيال النائب بطرس حرب

الرئيس أمين الجميّل، الذي اتّهم “حزب الله” باغتيال نجله بيار الجميّل في العام 2006، خرج إلى مقابلة مع قناة “المنار” في منتصف العام 2012، حين بدأ “الموسم الرئاسي”، قائلا: “الله يحمي نصر الله، وأتمنى أن أحاوره”، معلنا استعداده لزيارة الجنوب، وتابع مقارنا ابنه بيار بالشهيد هادي نصر الله، نجل السيّد حسن نصر الله: “لا أفرّق بين شهيد كتائبي وبين الشهيد هادي نصر الله، وكلّ من استشهد في سبيل تحرير لبنان هو شهيدنا”. وتابع برومانسية: “كنت أتردّد على الجنوب مرتين في الشهر على الأقلّ حين كنت محاميا وأهل الجنوب أهلنا وكفانا متاريس وجدران”. وبدأ يبتعد عن 14 آذار شكلا ومضمونا. وفي العام 2014 أعطى مقابلات لتلفزيونات “المنار” و”nbn” و”الميادين” أكثر مما أعطى لتلفزيونات 14 آذار.

امين الجميل الرئيس امين الجميل في مقابلة مع قناة “المنار”

أما الرئيس سعد الحريري فكان أوّل من سافر إلى الشام ونام في أحضان النظام السوري، مقبّلا الرئيس بشّار الأسد بعد ترؤسه حكومة لبنان بعد الانتخابات النيابية في العام 2009. وقيل يومها ما قيل. لكنّه أكّد أنّه زار سوريا كرئيس حكومة وليس كابن رفيق الحريري. ثم أكمل اتهامه لسوريا باغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأعلنت المحكمة الدولية لاحقا ما كان يعرفه: “حزب الله هو المتهم باغتيال الحريري”.

سعد الحريري و بشار الاسد الرئيس سعد الحريري و الرئيس بشار الاسد

ربما يكون أوّل من “عضّ على جرحه” هو النائب وليد جنبلاط، الذي زار سوريا بعد أقلّ من أربعين يوما على اغتيال والده كمال جنبلاط. ولا ننسى حديثا أنّ الذين يعتبرون العماد ميشال عون شريكا في اغتيال رموز 14 آذار بالتغطية والتستّر والتحالف مع النظامين الإيراني والسوري، يرون في انتخابه رئيسا للجمهورية “قمّة الخيانة” لقافلة الشهداء، وليس آخرهم اللواء وسام الحسن الذي كان أقرب المقرّبين إلى الرئيس سعد الحريري، وكان عون أكثر من هاجمه وشتمه وغطّى اغتياله، قبل وبعد.

ولسان حال جمهور 14 آذار: كفى اغتيالا للشهداء.

السابق
إحتمال ظهور مرشحين جدد بينهم أسماء قد تشكل مفاجأة عند إعلانها
التالي
باميلا أندرسون: أغتصبت بالـ12 من عمري