لقاء جعجع–الحريري: اتفاق على خريطة طريق سياسية تبدأ بالتمسّك بترشح جعجع

سعد الحريري

عُقد إجتماع في باريس بين رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” المرشّح الرئاسي سمير جعجع، هو الثاني بينهما في خلال 48 ساعة، وشارك فيه الرئيس فؤاد السنيورة.

وقالت مصادر اطّلعَت على ما دار بين الحريري وجعجع لـ“الجمهورية” إنّ اللقاء تخلّلته مقاربة مفصّلة للوضع من كل جوانبه في لبنان والمنطقة، لأنّ التواصل الهاتفيّ لا يفي بالغرض، حيث كان يتمّ الاكتفاء بالتشاور في القضايا المطروحة، إنّما بنحوٍ محدّد وليس بالتفصيل مثلما حصل أمس.

وأفادت هذه المصادر أنّ الظروف الأمنية للرجلين كانت تحول دون التقائهما، وأنّ طبيعة المرحلة وأهميتها دفعت جعجع إلى تجاوز الاعتبارات الأمنية، على رغم دقّتها لإجراء مشاورات مباشرة استدعَتها التحديات المطروحة، خصوصاً في حال دخول البلاد في الفراغ وسُبل مواجهة هذه المرحلة بوحدة صفّ وموقف.

ولفتَت المعلومات إلى أنّ اللقاء بين الحريري وجعجع جاء ليبدّد كلّ الانطباعات عن تردّي العلاقة بينهما، ويؤكّد متانة التحالف بين “القوات اللبنانية” وتيار “المستقبل”، مذكّرةً بأنّ الأخير يؤكّد في كل بياناته الأسبوعية التمسّك بترشيح جعجع.

وأشارت الى أنّ اللقاء بين الرجلين شكّل مناسبة أيضاً لوضع العلاقة بين “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” في إطارها الصحيح، بعيداً من التسريبات المضخّمة التي يقوم بها الطرف الآخر لإرباك صفوف 14 آذار، خصوصاً أنّ “المستقبل” ميّز منذ البداية بين الانفتاح المتبادل والضروري مع “التيار الوطني الحر”، وبين غياب أيّ التزام على المستوى الرئاسي وغيره.

وكشفت المصادر أنّ الطرفين وحّدا قراءتهما الوطنية واتّفقا على خريطة طريق سياسية ورئاسية تبدأ بالتمسّك بترشيح جعجع ولا تنتهي بطريقة مواجهة مرحلة ما بعد 25 الجاري على مستويات عدّة من أهمّها الجانب التشريعي وموقف 14 آذار الذي سيحدّد بنحو مفصّل مع جلسة 27 أيّار المتصلة بسلسلة الرتب والرواتب.

وأفادت المصادر نفسها أنّ الحريري سيُطلع رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط الذي وصل الى باريس على مضامين اللقاء بينه وبين جعجع، في حضور الرئيس السنيورة، حول الاستحقاق الرئاسي.

وأفادت صحيفة “النهار” نقلا عن مصادر جعجع انه تخلل لقاءه مع الحريري امس في حضور السنيورة وضع خريطة طريق للانتخابات الرئاسية وسبل السير بهذا الاستحقاق. وتم الاتفاق على الاستمرار في المعركة الانتخابية لتجنب الوصول الى الفراغ في سدة الرئاسة الاولى.

وعلمت “النهار” أن المجتمعين اتفقوا على حض الكتل والنواب على المشاركة في جلسات الإنتخاب وتأكيد وحدة قوى 14 آذار و”قضية شهدائها”، والاستمرار في التصويت لمرشح هذه القوى الدكتور جعجع، مع الانفتاح على أي تسوية تُترجم تأييداً لمرشح آخر يتمتع بحظوظ أفضل، ويتناسب مع البرنامج الذي أطلقه جعجع، ووفقاً لما أعلنه سابقاً في بكركي، على أن تبقى الخطوات التكتيكية المتعلقة بالعملية الانتخابية سرية.

كما علمت “النهار” من مصادر أخرى أن الرئيس السابق للوزراء ورئيس حزب “القوات” اتفقا على الأسماء التي “لا يريدانها” من أسماء المرشحين. وقالت المصادر إن جعجع الذي التقى سابقا الأمير سعود الفيصل في باريس “يتمتع بحق الفيتو”. وسيعقد اليوم اجتماعات مع مسؤولين فرنسيين وأميركيين في العاصمة الفرنسية، بينما ينتقل الحريري إلى السعودية.

كذلك نقل مراسل “النهار” عن مصادر متابعة في العاصمة الفرنسية انه في ضوء اللقاءات التي تعقد هناك من الممكن ان يعقد لقاء آخر للحريري وجعجع.

وقالت أوساط بارزة في “تيار المستقبل” لـ“السفير” ان لقاءات باريس ركزت على تثبيت النقاط الآتية:

– رفض الفراغ.

– الاستمرار في دعم مرشح 14 آذار، حتى الآن، أي سمير جعجع.

– المشاركة في كل الجلسات الانتخابية.

– لا “فيتو” على أي مرشح.

– مباركة فوز المرشح الذي يستطيع تأمين 65 صوتا.

ورداً على سؤال حول طبيعة الموقف النهائي لـ”المستقبل” من خيار دعم عون، أجابت الأوساط: “صحيح ان موقع الرئاسة هو موقع وطني، لكن الصحيح أيضا انه يهم المسيحيين بالدرجة الأولى، ونحن كتيار مستقبل لن نفرض رأينا عليهم، وبالتالي فإن عون مدعو إلى التفاهم مع المكون المسيحي في 14 آذار، وبعد ذلك لن يجد مشكلة لدينا”.

السابق
«الاخبار»: الحريري يحاول اقناع السعودية بانتخاب عون
التالي
البلد : ستة ايام فاصلة وحظوظ الفراغ الرئاسي متقدمة