سعدي المالح: كلّ القوى الكبرى تحاول القضاء على الأقليات

سعدي المالح
التقى الكاتب والباحث العراقي سعدي المالح نخبة من الكتاب والفعاليات الثقافية على مسرح بابل في بيروت بمناسبة صدور عمله الجديد "عمكا"، وهي رواية صادرة عن "منشورات ضفاف". "جنوبية" التقته وسألته عن العلاقة بين الكتابة وبين تأريخ الحضارات وحماية التراث السرياني من الاندثار. وهو اعتبر أنّ "الحكومات الّتي تعاقبت في المنطقة حاولت أن تقضي على القوى الصغيرة. والتراث السرياني في طريق الزوال والثقافة السريانية في خطر ومهددة بالانقراض وأكتب لأدقّ جرس إنذار أنّ هذه الحضارة في خطر".

يقدّم الكاتب العراقي السرياني سعدي المالح عبر فصول روايته (الصادرة حديثا بعنوان “عمكا” عن دار “منشورات ضفاف) التسعة قراءته الخاصة في تاريخ بلدته (عنكاوا) في بدايات النصف الثاني من القرن المنصرم: “لكنّ الرواية ليست رواية تاريخية”، يؤكّد المالحي في حديث لـ”جنوبية”: “هي رواية تجمع بين الدين والتاريخ والميثولوجيا والمكان والخيال”، يقول الكاتب الذي في رصيده العديد من الروايات والمجموعات القصصية والترجمات والأبحاث.

عمكا
عاش المالحي في “عنكاوا” ، بلدته الأم الّتي تقع شمال العراق ضمن منطقة إقليم كردستان في أربيل، حتّى أتمّ عاممه الـ25، لينتقل بعدها إلى موسكو حيث حاز على ماجيستير في النثر الفني. لكن المكان الّذي ولد فيه وغادره شاباً بقي يرافقه ويسكنه في الاغتراب وقد كان موضوع رسالة الماجيستير: “حكايات من عنكاوا”.
“عنكاوا هي مرتع طفولتي، صرت أحب هذا المكان أكثر وأكثر لما خرجت منه… حملته معي وعبّرت عنه”، يقول المالحي الّذي عاش أيضاً في كندا في إحدى المراحل من حياته. لكنّ حبّ الكاتب لبلدته الأمّ لم يمنعه عن حبّ الأماكن الأخرى: ” بعض الدول بالنسبة لي بمثابة وطني الثاني كالرئة الّتي أتنفس بها”، يقول وهو و يُدرج بيروت الّتي عاش فيها خلال فترة حصار عام 1982 في هذا الإطار.
بيروت بالنسبة الى المالحي مركز ثقافي كبير لكنّه يتأسّف أنّ “الوهج السابق لم يعد موجوداً” ويشير إلى أنّه لاحظ ذلك في زياراته الأخيرة إلى معرض الكتاب في بيروت: “تراجعاً ملحوظاُ في حضور الندوات والأنشطة الثقافية وهذا ليس أمراً محصوراً ببيروت بل كافة البلدان العربية وربما يكون مردّه الى طفرة التكنولوجيا وحلول الانترنت مكان العلاقات الاجتماعية وقرصنة الكتب المتزايدة”.
أمّا عن الأزمة في العراق، فيصفها المالحي بـ”الوضع الصعب جداً. فقد عشنا أزمة سياسية وفكرية قبل 2003 والآن هناك أزمة أخرى بمستوى الأزمة السابقة نفسها”، يقول الكاتب. ويضيف: “هناك آفاق جديدة ولكن لا نعرف كيف ستُستغل هذه الآفاق ويبقى الحل بناء الدولة على أسس غير طائفية”.
موضوع حضارات الأقليّات همّ أساسيٌ الى المالحي الذي يشغل منصب مدير عام “المديرية العامة للثقافة السريانية” في عنكاوا، التابعة لوزارة الثقافية: “لقد حاولت الحكومات الّتي تعاقبت في المنطقة، كما يظهر تاريخ الصراع بين القوى المختلفة، أن تقضي على القوى الصغيرة”، يقول المالحي. ويضيف: “التراث السرياني في طريق الزوال والثقافة السريانية في خطر ومهددة بالانقراض”.
ويختم لـ”جنوبية”: “أدبنا مهدّد لكنّه لا يزال موجوداً في المخطوطات القديمة”. ويعوّل على دور المثقف السرياني والكردي في هذا الإطار.
لكن هل يمكن تحميل الأدب هذه المسؤولية القصوى؟ نسأله، فيجيب: “نعم، أنا أكتب حتّى أعلن جرس إنذار أنّ هذه الحضارة في خطر”.

السابق
انطوان زهرا: لو كان عون حاصل على 65 صوتاً لما كان بحث عن تسويات
التالي
ديب: فكرة حضورنا جلسة الخميس والتصويت لعون واردة