كانت جلسات طويلة وحميمة بين الصديقين سعد الحريري وسمير جعجع. باح كلّ للآخر بهواجسه وأفكاره وتطلّعاته. اختلفا قليلا واتفقا كثيرا. حاول الحريري إقناع جعجع بأنّ عون قد يكون مفيدا إذا غيّر مواقفه. لكنّ جعجع كان حاسما: “لم ولن يغيّر مواقفه”، وكان جادّا في أنّ “عون ليس توافقيا كما أنّني لست توافقيا”.
إذا كانت نتيجة زيارة جعجع إلى الحريري سحب ترشيح جعجع أولا، ثم سحب ترشيح عون، استطرادا. ربما حصل هذا في الجلسة الأولى. لكن في الجلسة الثانية تطوّر النقاش إلى تسمية “رؤساء” محتملين.
أوّلا رفض جعجع اسم جان عبيد رفضا قاطعا. فحاول الرئيس فؤاد السنيورة، بعد ظهر أمس الأحد، تسويقه والحديث عن ميزاته. لكنّ جعجع كان حازما: “جان عبيد مستحيل”. وكان الاتفاق على فيتو مزدوج: لا لعبيد ولا لعون.
كان اسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مقبولا من الرجلين، وإن كان اسم قائد الجيش جان قهوجي غير محمّس لجعجع إلا أنّه قرّر ترك مسألة رفضه إلى ميشال عون: “اتفقا على أن يتركا المشكلة معه لقوى 8 آذار”، قال المصدر الخاصّ لـ”جنوبية”.
لكنّ الاسم الذي وافق عليه الطرفان، وسمعا أنّ الرئيس نبيه برّي لن يمانع، وأنّ النائب وليد جنبلاط سيتحمّس له، سنبقيه طيّ الكتمان لأيّام آتية. لكنّه الأوفر حظّا في هذه اللحظات.