عون رئيسا قبل 25 ايار.. إلا إذا!

عشية دخول الاستحقاق الرئاسي مرحلة العد العكسي في الأيام العشرة الأخيرة تناهى إلى عدد من القيادات السياسية المعنية مباشرة بالاستحقاق الرئاسي أجواء تجمّعت نتيجة ملامح التقارب بين الولايات المتحدة وإيران والسعودية. وتفيد هذه الأجواء بأن حظوظ رئيس “تكتل الإصلاح والتغيير” العماد ميشال عون باتت متقدمة على غيره من المرشحين المحتملين.

وفي رأي المطلعين على هذه الأجواء، فإن عون أبلغ المعنيين الدوليين والاقليميين، من خلال الاتصالات والمشاورات التي قام بها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيلِ، قدرته على التأثير في ملفات مهمة وجدية، قد تبدو مستعصية الحل في الوقت الحالي، وذلك نظراً إلى ما يشكله وجوده على رأس السلطة السياسية من ضمانات للداخل وللخارج على حد سواء.

فبالنسبة إلى الداخل، يقول هؤلاء المطلعون إن عون قادر، بما يربطه من علاقات وطيدة ومتينة مع “حزب الله” ، على إقناع الحزب من ضمن سلة خيارات منها:

أولاً: العمل على برمجة انسحاب عناصره من العمق السوري، بما يشكله هذا الوجود من علامات استفهام لدى قوى “14 آذار” وخصوصاً “تيار المستقبل”، وما اثاره من جدل داخلي أفضى إلى تشنجات داخلية تجلت في القطيعة السياسية بين ضفتي الوطن، لم تخرقها سوى الاتصالات العلنية والسرية بين “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” أثمرت قيام الحكومة الحالية بعدما كانت ولادتها شبه مستحيلة طوال عشرة اشهر.

ثانيا: العمل على استراتيجية دفاعية تضمن تعاوناً مثمراً ومجدياً بين الجيش اللبناني والمقاومة بما يحفظ للدولة حقها في قرار السلم والحرب من دون إغفال ما قدمه جمهور المقاومة من تضحيات في الدفاع عن الأرض وفي رد الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة.

ثالثا: ضمان عدم استعمال سلاح المقاومة في الداخل تحت أية حجة أو ذريعة، وحصر هذا السلاح في اماكن محددة بما لا يتعارض والقرار 1701.

رابعا: المباشرة بورشة إصلاحية تطاول كل مفاصل الدولة اللبنانية على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية، بما يوفر مناخات مريحة للاستثمار الخارجي في لبنان، وتنشيط السياحة وتشجيع السياح العرب والاجانب للمجيء إلى لبنان.

خامسا: الإقرار بأحقية التنقيب عن الغاز والنفط في المياه اللبنانية لشركات تابعة للدول التي ساهمت في تأمين الاجواء الملائمة للانتخابات الرئاسية ولخروج لبنان من عنق الزجاجة.

وفي رأي هؤلاء المطلعين إن الأفكار التمهيدية المتداولة جعلت طرفي المفاوضات الاقليميين، أي السعودية وايران وبغطاء اميركي، يطمئنان إلى ما يمكن أن يقدمه عون من ضمانات مستقبلية.

وعما إذا كان هذا التسويق سيلقى الصدى الايجابي لدى “تيار المستقبل” يقول المطلعون أن الاتصالات الثنائية قطعت شوطاً متقدماً وأشاروا إلى أن دعوة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لنظيره الايراني لزيارة المملكة ساعة يشأ جاء نتيجة هذا الجو، الذي لم تكن الرياض بعيدة عنه.

ولم يغفل هؤلاء إمكان حصول مفاجآت ومتغيرات قد تطرأ في الربع الساعة الاخير. فإذا صحّت تلك التوقعات فإن العماد عون سيكون الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية من ضمن مهلة العشرة ايام.

اما إذا لم يتم انتخاب عون من ضمن هذه المهلة لالف سبب وسبب، ولم يكن للبنان رئيس قبل 25 ايار، فإن حظوظ قائد الجيش العماد جان قهوجي ستتقدم، وسيكون له الارجحية على غيره من المرشحين للاسباب عينها التي آلت إلى ترجيح كفة عون من حيث المبدأ. فهل تصح التوقعات وهل تتطابق حسابات حقل واشنطن – الرياض – طهران مع حسابات بيدر بيروت.

السابق
تصويت قريب في مجلس الامن على احالة الجرائم في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية
التالي
لمن تعتذر حنين غدّار؟