هل تشكل دعوة الفيصل لنظيره الايراني إعلانًا عن بدء تنفيذ مراحل التسوية؟

حدثان متزامنان استحوذا على الاهتمام خلال الساعات الماضية، وأوحيا ببدء مرحلة جديدة في المنطقة برمتها، أولهما الاعلان عن استقالة المبعوث الاممي الى سوريا الأخضر الابراهيمي وإعلانه عن عجز مشروعه بخصوص الحل السياسي الاممي في سوريا، فيما تمثل الثاني بما كشف عنه وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل من توجيه دعوة رسمية لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة المملكة العربية السعودية، في تطور يؤكد نجاح المفاوضات التي بدأت الاسبوع الماضي بين ايران من جهة ودول الخمسة زائد واحد في نيويورك، وعلى اعطاء الضوء الاخضر الغربي للسير قدما في التسوية حول سوريا والمقدر لها ان تلوح معالمها في غضون اسابيع قليلة وليس اكثر من ذلك اي اعتبارا من صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في سوريا.

وسط ذلك، يكشف مسؤول أممي عربي الأصل أنّ حوارًا جديدًا سينطلق في غضون وقت قصير بين ايران من جهة وتركيا من جهة ثانية، ومن المتوقع ان ينتهي الى توافق حول معارك شمال سوريا ومن ضمنها حلب، بحيث تتحول الحرب بعدها الى عمليات محدودة ضد الارهاب والى مطاردة الرؤوس الكبيرة التي تشكل خطرا فعليا على الدول العربية والاسلامية برمتها. ويلفت المسؤول إلى أنّ عمليات الأيام الأخيرة أدّت إلى مقتل أكثر من عشرين قياديا من تنظيمي “داعش” و”النصرة”، وذلك ضمن عمليات أمنية منسقة ومدروسة أكان من خلال معارك داخلية أم عبر غارات محدودة وشديدة التعقيد نفذها الطيران الحربي السوري استنادًا إلى معلومات دقيقة واحداثيات لا تقل دقة عنها بهدف النيل من معنويات المسلحين ودفعهم الى القبول باي تسوية على غرار ما حصل في حمص القديمة، وكلّ ذلك تأسيسًا لترطيب الاجواء قبل انعقاد اللقاء السعودي الايراني.
في هذا السياق، يرى المسؤول عينه أنّ الدعوة السعودية للوزير الايراني لم تكن وليدة ساعتها، بل تتويجا لمساعٍ ووساطات مستمرة منذ شهر آب الماضي قام بها السلطان العماني  قابوس بن سعيد على مدى اشهر طويلة بعلم وموافقة أميركا وبريطانيا، وذلك بعد ان نجح في تقريب وجهات النظر الايرانية الاميركية الغربية، وفي اطلاق عملية تفاوض جدية ومنتجة بين طهران والغرب. بيد ان التقارير تشير بكل وضوح الى الدور العماني في نجاح الزيارة التركية لطهران، والتي اثمرت انتخابات عراقية جاءت نتائجها على الشكل المعروف. وبالتالي فان مجرد توجيه الدعوة يعني تنسيقا مسبقا على تفاصيلها وعلى كيفية الزيارة وزمانها وجدول المواضيع التي ستبحث خلالها وما الى ذلك من تفاصيل يرجح ان تتطرق الى تفاصيل التسوية بشأن سوريا بعد ان سقطت كل المحاولات لتغيير المعادلات السياسية والامنية فيها.
وليس بعيدًا عن ذلك، لا يستبعد المصدر عينه ان يثمر اللقاء السعودي الايراني، الذي يؤكد أنه سيحصل، توافقا شاملا بشأن لبنان واستحقاقاته برمتها، معتبرا ان المطلوب في لبنان ليس فقط رئيساً جديدًا، انما الاتفاق على التركيبة الشاملة لمواكبة التحولات والتسوية القائمة من الفها الى يائها على مشروع محاربة الارهاب التكفيري والقضاء عليه والحد من مخاطره، والمعني بذلك قانون الانتخابات وشكل الحكم في المرحلة التالية وسائر التفاصيل المتعلقة بايجاد دفرسوار آمن يسمح بعمليات استخراج الغاز وعبورها الى الخزانات التي تشكل الاحتياط الاستراتيجي للمنطقة واوروبا.
 

 

السابق
عسيري يتمنى أن يشهد لبنان صيفا استثنائيا بوصول المصطافين العرب
التالي
البناء : حرب نفسية عن مفاجآت ’العشرة الأخيرة’ دفن التمديد ولا رئيس جديداً