الجامعة اللبنانية، هي الجامعة الحكومية الوحيدة في لبنان. ويرجع تأسيسها إلى سنة 1951، وقد كانت كل كلياتها ومعاهدها في بيروت قبل أن تجبرها الحرب الأهلية اللبنانية على إحداث فروع للكليات في بيروت ومحافظات جبل لبنان ولبنان الشمالي ولبنان الجنوبي والبقاع، لتسهيل تنقل الطلبة. رئيسها الأول هو المفكر فؤاد أفرام البستاني، ورئيسها الحالي هو عدنان السيد حسين.
ولا ندري كيف يُسمح بعد انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية في العام 1990 بدخول الأحزاب إلى حرم الجامعة بشعاراتهم وتحرّكاتهم، وليس بأفكارهم التنويرية، بل بأعلامهم وألوانهم التي تستفزّ آخرين في بلد منقسم على نفسه. علما أنّه من هذه الجامعة انطلقت شرارة الخلاف السياسي في لبنان في عهد انور الفطايري الذي اغتيل عام 1992 وكان اشهر رئيس لمجلس فرع الطلاب بالجامعة اللبنانية.
واليوم وبعد توقف الحرب هذه، من واجب رئيس الجامعة عدنان السّيد حيسن تحييد هذه الكليات عن الخلافات السياسية والامنية والعقدية لما يؤدي من استفزازات بين الطلاب ينقل في أحيان كثيرة الخلاف الى خارج الجامعة.
وبغضّ النظر، أو بتسهيل هذه الممارسات والنشاطات السياسية الاستفزازية والحزبية داخل الجامعة، وليس الفكرية أو الطالبية، يكون السياسيون قد نقلوا خلافاتهم إلى داخل الجامعة وجعلوها منبرا إضافيا من منابرهم السوداء.
فليحترموا خصوصية المكان والموقع. واليوم، وإن كنّا نشهد انتشار صور وشعارات حزب الله في حرم المبنى الجامعي الرئيسي في الحدث، فإنّنا شهدنا سابقا صورا لحركة أمل والسيّد موسى الصدر، وقبلها صورا لتيار المستقبل والرئيس رفيق الحريري، إضافة إلى انتشار صور الزعماء السياسيين في الفروع الثانية ايضا على النسق نفسه: “فما حدا أحسن من حدا!”.
فمتى يتحرّك عدنان السيد حسين ويمنع هذه المظاهر؟ ولماذا يُفرّض على الطلاب المستقلين أو المعارضين للجهة التي تسيطر وتوزّع شعاراتها، أن يتحملوا هذا الضغط الاعلامي؟