بالفيديو:’دكانة البلد’ فتحت أبوابها…

’دكانة البلد’ فتحت أبوابها امس في الجميزة، على امل ان تساهم في اقفال بلد الدكانة. هي علاقة تبادلية وجدتها جمعية “سكّر الدكانة” لهدف توعوي يشرك المواطنين في محاربة الفساد.

تتسع الدكانة الصغيرة في مساحتها لكل قضايا البلد ومشكلاته. هنا تعرض هويات مزورة، وهناك عدّاد كهرباء متلاعب به، وبينهما شهادات ثانوية وجامعية، وعلى الحائط اعلان لمن يرغب في افضل هدية لنجله الذي بلغ الـ18 من عمره: “دفتر سواقة” (رخصة سير)، وفوق كل هذه البضائع المعروضة لافتة كبيرة تعد الزبائن بتأمين أصوات للانتخابات بأسعار مقبولة في الجملة والمفرق. في هذه الدكانة بدا الاستهزاء يطال كل شيء. المواطن الفاسد والساكت، الموظف الفاسد، المسؤول، المستفيد من الوضع القائم، بدا الاستهزاء كوميدياً. الجميع كانوا يضحكون، فيما وجد البعض ان الواقع يستدعي البكاء على أطلال البلد.
في الدكانة جلس الحضور، ليشاهدوا فيلماً قصيراً يوضح فكرة الدكانة. المشهد التمثيلي بدا معبراً. قاعة تشبه مكاتب الادارات الرسمية، تستقبل عددا كبيرا من المواطنين. يسأل أحدهم الموظف: ماذا لديك وظائف في الدولة؟ فيجيبه الموظف: “في عندي خارجية. في عندي ضمان. في عندي سكّة حديد”. آخر يطلب من الموظف نفسه شهادة بكالوريا.. وتتوالى المشاهد، هنا تلميذ رسب في الشهادة المتوسطة فرُفّع بعد دفع الرشوة الى السنة الجامعية الثالثة.
مشهد آخر له دلالته: شاب يحاول انجاز معاملته بسرعة. تبدو عليه ملامح الاستغراب، كأنه الوحيد الذي لا يعرف كيف تسير الامور. يدخل في اللعبة، فيدفع رشوة للموظف الاول الذي يرسله لانجاز مهمته عند الثاني، حيث يصادف وجود احد المسؤولين الذين يفاوضون على شراء بعض الاصوات، فيغضب الشاب لانهم لم يحترموا دوره الذي حصل عليه عن طريق الرشوة، يتجادل مع المسؤول فيتعرض للضرب.. لهذا كله نريد تسكير الدكانة. هكذا انتهى الفيلم القصير.
بعد الفيلم تكلم رئيس جمعية “سكّر الدكانة” عبدو مدلج فقال: “ما نعتبره مجرِّد دعم لتسهيل إنجاز معاملاتنا من خلال الرشوة، هو في الحقيقة حقنة إضافية تغذي منظومةً متكاملة ستكون كلفتها علينا في النهاية باهظة. نحن لا نعي بأن الفساد يحدُّ من وصولنا إلى المعلومات، ويوقعنا في شرك انعدام الكفاية الاقتصادية والسياسية”.
وأشار مدلج الى ان “المعلومات التي سنحصل عليها ستكون من الناس مباشرة وهذا ما يميّزنا عن بقية الجمعيات، ثم نقوم بنشر المعلومات عن الفساد لنقول للمسؤولين انه لم ولن يكون هناك شيء مستور بعد الآن، الامر الذي سيشكل ضغطا معيّنا عليهم”.
وأكد مدلج ان “الجمعية ستقوم باجراء من اجل تشجيع المواطنين للتبليغ عن الفساد، اذ اننا لن ننشر اسماء المبلِغين، كما اننا لن نهاجم ولن نسمي من تأتي في حقهم شكاوى، هذه ليست وظيفتنا، هدفنا نشر المعلومات ليطلع عليها الرأي العام وليثيرها الاعلام، وكل ذلك بهدف التوعية والضغط للقضاء على الفساد”.
ولفت مدلج الى ان “سيارة الجمعية ستذهب وستتجه نحو الادارات العامة التي يصل في حقها شكاوى فساد، من اجل ايصال الصوت الى من يعنيهم الامر”.
يبدو التعامل بايجابية مع هذه المبادرة واجباً، الا ان الحكم عليها لا يكون الا بعد التجربة.

السابق
المستقبل : تدابير صارمة لملف النازحين
التالي
علامات استفهام كثيرة حول مرسوم تجنيس 700 عربي واجنبي!