18 مراهقاً رصدوا واقع كرة القدم في البرازيل

قررت وكالة الصحافة الفرنسية ان تساهم على طريقتها في مساعدة هؤلاء البرازيليين الذين تستقبل بلادهم كأس العالم في 2014، وكثير منهم يعاني الفقر المدقع. كريستوف سيمون، مسؤول التصوير في الوكالة في البرازيل، تطوع في اختيار مجموعة من 18 مراهقاً وتدريبهم على التقاط الصور الجيدة. لقد اكتشف رغبة هؤلاء في التحول صحافيين مصورين، كما يدرك جيداً تعلق البرازيليين بلعبة كرة القدم.
لذا كان خياره ان يصور هؤلاء اترابهم يلعبون او يتدربون، على اللعبة الاكثر شعبية. وتعاون سيمون مع طوني باروس المصور المحلي الذي يدير مدرسة لفن التصوير.
وعلى مدى خمسة اشهر، كان سيمون وباروس يقصدان “مدينة الله” ليدربا المراهقين على كيفية التقاط الصورة الافضل بتقنية عالية. لكن الدفع تبدل عندما صارت عيون المراهقين مثل الكاميرا تلتقط اللحظة، وتلتقط الأشياء التي كانت مألوفة من حولهم، فاذا بهم يكتشفون بها عوالم معقدة في ذلك الحي لكن متابعة المدربين للمراهقين دفعتهم الى التركيز على هدف واحد “تصوير عالمهم وتحديداً كرة القدم في المحيط”.
يقول كريستوف سيمون “تعلم الاولاد سريعاً القواعد الاساسية للصورة. وبدأوا يكتشفون عالمهم المحيط”.طفل برازيلي
70 صورة اختيرت من وكالة الصحافة الفرنسية لتبثها عبر العالم، وكل المبالغ المتأتية من بيع هذه الصور ستعود لمؤسسة خيرية تهتم بتدريب مراهقين امثالهم وتعليمهم المهن لمواجهة الحياة. وتأمل وكالة الصحافة الفرنسية في تأسيس معهد للتصوير يدرب مراهقين حتى العام 2016.
تقول سيلفانا دو أروجو “قبل المشروع، وددت لو اصير صحافية. اليوم صرت افضل ان اكون مصورة لأعد تحقييقات مصورة عن واقع الحياة اليومية وعن الموضة”.
ومثل سيلفانا، تؤكد فكتوريا التي تحلم بمهنة الطب انها صارت ترى الأمور بمنظار مختلف، وتركز على الناحية الانسانية في المشروع والتي اضاءت لها على اشياء كثيرة جديدة. وشقيقها التوأم فكتور يحلم بأن تجمع الوكالة “المصورين الجدد” مع ذويهم لتعرض الصور الفائزة على شاشة عملاقة في الهواء الطلق فيشاهدها جميع الناس.
مارسيلو دوس سانتوس الذي يريد ان يصبح لاعب كرة قدم، يقول “تعلمت التنبه الى الاضاءة، وتدربت على الانتظار لأخذ اللقطة الافضل، وفكرت في كيفية التقاط صورة لطابة في الهواء يتهيأ لاعبان لردها بالرأس”.من هو؟
كريستوف سيمون (52 عاما) غطى منذ 30 سنة لمصلحة وكالة الصحافة الفرنسية العديد من الحروب والنزاعات والأحداث التاريخية في العالم العربي وافريقيا والبلقان، واوروبا الشرقية. دخل الوكالة عام 1984 في نيس وانتقل عام 1889 الى ستراسبورغ وغطى الثورة الرومانية ومراسم تشييع آية الله الخميني في طهران عام 1989…

هكذا ولد المشروع

في البرازيل يلعب الأولاد كرة القدم باستمرار وفي كل الاماكن، على ارض ترابية غالباً، ويتطاير فيها الغبار. يقول سيمون انه صار مأخوذاً بالاولاد يلعبون كرة القدم ويلحقونه في الاحياء يطرحون عليه عشرات الاسئلة. ثم يلعبون مجدداً ويطلبون منه تصويرهم او مساعدته في تصوير اترابهم. هكذا ولد المشروع. فكر في ما يمكن القيام به من اجل هؤلاء الاولاد، “في 2011 احتفلت بعيدي الخمسين وصرت في عمري الجديد افكر في نقل الخبرة الى آخرين”.
اتصلت الوكالة بمصنع كاميرات NIKON في فرنسا الذي وافق على التبرع بعشر كاميرات Coolpix هكذا بدأنا. وزعنا الكاميرات وصرنا نجول مع الأولاد في الحي. واجهنا صعوبات كثيرة في عدم التزام “المصورين”. لكننا في النهاية نجحنا في نقل حقيقة الواقع من دون اضافات. ونجحنا في حض الاولاد على القيام بعمل مفيد ونافع.

 

السابق
التايمز: هروب صحافيين من ’معارضين’ اختطفوهما شمالي سوريا
التالي
عكاظ: لا إيران ولا دول المنطقة ستستفيد من حالة الإرباك الحالية