مواطن لا يتذوّق طعم حقوقه في الضمان وإدارته ’تستجمّ’ في جنيف!

مبنى الضمان الاجتماعي

مواطن لا يتذوّق طعم حقوقه في الضمان وإدارته “تستجمّ” على حسابه في جنيف! لم تكن المعركة الشبيهة بمعركة “داحس والغبراء” التي دارت رحاها في مجلس ادارة الضمان

على خلفية التنافس على سقف التغطية الاستشفائية أو تسديد الفواتير المتأخرة للمضمونين، بل كانت على خلفية من سيمثل الضمان في مؤتمر العمل الدولي الذي سيعقد في جنيف.

كادت ان تتحول معركة “السياحة والترفيه” الى معركة طائفية ومذهبية أرادها البعض لكسب تأييد اعضاء آخرين في مجلس الادارة الذي لم يصوت على قرار هيئة المكتب الاساسي الموافقة على ارسال وفد من 3 اشخاص هم المدير العام للضمان محمد كركي ورئيس اللجنة الفنية سمير عون والمدير الاداري نبيل سمعان.

والمضحك المبكي في الموضوع أن الدعوة لم توجه الى الضمان الاجتماعي، بل آثر المعنيون فيه على الحضور الى جانب الوفد الذي ستشكله وزارة العمل من الاتحاد العمالي العام واصحاب العمل، وهذه الرحلة التي تعتبر استجمامية ستكلف الضمان وفق مصادر مطلعة في الضمان لـ 5 أشخاص (3 من ادارة الضمان، و2 من مجلس الادارة) لمدة 18 يوما بين 150 و160 الف دولار.

وفي التفاصيل أن المدير العام للضمان محمد كركي كان قد ارسل كتابا الى هيئة المكتب التي عقدت برئاسة غازي يحيى لغياب رئيس مجلس الإدارة طوبيا زخيا يطلب منها الموافقة على سفره وسمعان وعون لحضور مؤتمر العمل الدولي الذي سيعقد بين الأول من حزيران و22 منه. وفي جلسة هيئة المكتب في الاسبوع التالي برئاسة زخيا، العائد من اجازة دامت نحو شهر و10 ايام في فرنسا، طلب الانضمام الى وفد جنيف، فانبرى أحد ممثلي العمال في مجلس الادارة ليطالب بمشاركة عضو من ممثلي العمال في الوفد، مقترحا ان من حق ممثلي العمال أن يختاروا ممثلين لهم. هنا إعترض بعض الاعضاء لسببين: الاول كان على حجم الوفد والكلفة التي سيتكبدها الصندوق في ظل الازمة المالية التي يعيشها الضمان بسبب عدم التوازن المالي، وتاليا فإن الجدوى من حضور المؤتمر لا توازي الكلفة المالية.

أما السبب الثاني فهو على عدم أحقية هيئة المكتب أن تختار اعضاء يمثلون مجلس الادارة، لذلك اقترح المعترضون أن لا يبت الموضوع قبل عرضه على جلسة مجلس الادارة التي ستعقد بعد يومين من جلسة هيئة المكتب.

وفي جلسة مجلس الادارة ساد الهرج والمرج وعلا الصراخ على خلفية تأليف الوفد ومن يحق له المشاركة فيه، وكذلك على خلفية الجدوى من مشاركة الضمان، خصوصا ان جدول اعمال المؤتمر لا يتضمن اي بند عن التأمينات الاجتماعية.

وقبل أن يقول المجلس كلمته في الموضوع، رفع زخيا الجلسة قبل التصويت على قرار هيئة المكتب. وبهذه الحالة يصبح المدير المالي محرجا عند تصفية النفقات عند عودة الوفد من جنيف، لكون قرار سفرهم تشوبه العيوب خصوصا اذا طعنت به هيئة المكتب.

أمام هذه المعطيات ما هو موقف وزير العمل سجعان قزي؟ فلقد اعرب عن استيائه من حجم الوفد اللبناني المشارك في المؤتمر، سواء على صعيد وفد الاتحاد العمالي (13 عضواً) أو على صعيد وفد الضمان.

وكشف في اتصال لـ”النهار” أنه اوعز الى الاتحاد والضمان بإعادة النظر في عديد الوفد، وإلا فإنه سيضطر الى اتخاذ تدابير سيكشف عنها في حينه. واستياء قزي على خلفية أن البلد يعيش أزمة مالية ويشهد تظاهرات نقابية للمطالبة بزيادة الاجور، وتاليا لا يجوز أن يتمثل لبنان وخصوصا الاتحاد العمالي بهذا الوفد الكبير، لافتا الى أنه سيتم خفض الوفد الى 10 أشخاص: 5 من وزارة العمل و2 من الضمان الاجتماعي، و3 من الاتحاد العمالي، أما الهيئات الاقتصادية فستتمثل بـ 5 أشخاص على نفقتهم الخاصة.

السابق
شبطيني: سليمان ينهي عهده بطي ملف المهجرين
التالي
استجواب موقوف بجرم التعامل مع العدو