النكبة السورية في ذكرى النكبة الفلسطينية

الحديث عن النكبة السورية في ذكرى النكبة الفلسطينية، لا يرتدي طابعاً برّانياً، بل هناك الكثير من جوانب التعالق والتشارك بين النكبتين، يجعل تداخلهما جوانياً. ليس النزوح السوري والتشرد وفتح مخيمات اللجوء وتشكيل منظمات الإغاثة الدولية، وإعادة تهجير سكان مخيم اليرموك وغيره، وحدها من علامات التشارك، ولا يشكل ما هو قار في ضمائر السوريين، بأن فلسطين جنوب سورية، وارتباط السوريين بالقضية الفلسطينية منذ نشوئها، إلا علامة من علامات تبيئة القضية الفلسطينية سورياً، أيضاً. إن عناصر التشارك والتداخل بين النكبتين متعددة، أهمها اثنان: الأول، التأخر التاريخي الذي حكم، ولا زال، بنى “المجتمعين” الفلسطيني والسوري، والذي هو تأخر أيديولوجي- سياسي أساساً. هذا التأخر هو الذي منع المجتمع الفلسطيني، إضافة إلى عوامل أخرى بالطبع، من التصدي الفاعل لمشروع إقامة دولة إسرائيل، بخاصة في الفترة الممتدة من وعد بلفور حتى النكبة في 15 أيار (مايو) 1948. كذلك فالتأخر عينه هو الذي شل قدرة المجتمع السوري عن التصدي لنشوء ظاهرة “الدولة – التسلطية”، التي أسس لها الانقلاب البعثي عام 1963. فكما أن النكبة الفلسطينية تمتد جذورها إلى وعد بلفور، فالنكبة السورية الراهنة تمتد جذورها إلى انقلاب 1963. فبُنيتا المجتمعين الفلسطيني والسوري المحكومتان بظاهرة التأخر التاريخي، لم تتمكنا من منع الاحتلال ولا الاستبداد، اللذين يقبعان في خلفية النكبتين..

 

السابق
احتمالان في حوار عون – الحريري
التالي
’8 آذار’ تؤكد عقد لقاء بين الحريري وباسيل قريباً و’14 آذار’ تنفي