جريدة تحسّس الرقاب تهدّد الوزير أشرف ريفي

الاخبار
"أشرف ريفي: سلّم نفسك" هو مانشيت جريدة "الأخبار" يوم الإثنين. الأسبوع الذي شهد الثلاثاء محاكمتها بتهمة إفشاء معلومات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتعريض شهودها للخطر. وقد بدأت الأسبوع بتذكيرنا بأنّها تمسك مسدّسا وليس قلما، وبأنّها جريدة أمنية في ثياب صحافية، جريدة "كاوبوي" أسّسها رجل أمن وليس صحافيا، إن في زمن الحزب الشيوعي، أو لاحقا في عهد جميل السيّد، أو بعدها في زمن القبضة الإيرانية، وصولا إلى دعم جريدة "الأخبار" أكبر مجرم في القرن الجاري: بشّار الأسد.

“أشرف ريفي: سلّم نفسك” هو مانشيت جريدة “الأخبار” يوم الإثنين. الأسبوع الذي شهد الثلاثاء محاكمة مديرها ابرهيم الأمين بتهمة تحقير المحكمة الدولية الخاصة وإفشاء معلوماتها وتعريض شهودها للخطر. وقد بدأت الجريدة الأسبوع بتذكيرنا بأنّها تمسك مسدّسا وليس قلما، وبأنّها جريدة أمنية في ثياب صحافية، جريدة “كاوبوي” أسّسها رجل أمن معروف متنكّرا بثياب الصحافيين. أسّسها رجل يأتي من مدرسة الأمن وليس من بيت الصحافة، إن في زمن الحزب الشيوعي، أو لاحقا في عهد جميل السيّد، أو بعدها في زمن القبضة الإيرانية، وصولا إلى دعم جريدة “الأخبار” أكبر مجرم في القرن الجاري: بشّار الأسد.
“سلّم نفسك” يقولها عادة في الأفلام العربية أو في الأفلام الهوليوودية الذين يمسكون بالمسدّسات. “سلّم نفسك” كما في أفلام الكاوبوي من الغرب الأميركي. “سلّم نفسك” يقول القاتل للضحية، أو جامع الجوائز المالية لتسليم المطلوبين، حين يحاصر المطلوب. ودائما يقولها مسلّح لمسلّح، أو مجرم لبريء. لكنّها أبدا ليست جملة صحافية.
لكنّنا في زمن “سلّم نفسك”. “سلّم نفسك” أيها المواطن في سوريا وانتخب بشّار الأسد “سوا”. “سلّم نفسك” أيّها اللبناني إذا كنت لا توافق على سياسات “حزب الله” في لبنان. “سلّم نفسك” يا إعلام 14 آذار وإن محروقا او مقتولا وسيفرح ابرهيم الأمين كما فرح لقتل سمير قصير أمام ثلّة من رفاقه الذين هجروه اليوم. “سلّم نفسك” أيّها العربي، أينما كنت، إذا كنت ضدّ الديكتاتور العتيق، وأصريّت على أن تكون ضدّ الديكتاتور الجديد. “سلّم نفسك” إذا كنت وزيرا للعدل اسمه أشرف ريفي ووافقت على أنّه ليس من حقّ الصحافيين تحقير المحكمة الدولية وتعريض حياة شهودها للخطر. “سلّم نفسك” إذا لم تكن جريدة “الأخبار” راضية عليك. فهي تظنّ نفسها فرع التحقيق والقضاء والمحكمة. وتظنّ نفسها مجلس الوزراء ومجلس النواب ومجلس شورى الدولة، فترفع الحصانة، لقول للوزير الياس المرّ (في حينها): “اعْتِذِر”، ولتهدّد رئيس الجمهورية الذي يمنع، في الدستور وليس في القوانين، المسّ بهيبته.
وقبل ساعات من محاكمة “بطل” تهديد زملائه بـ”تحسّس رقابهم، ابرهيم الأمين، حاولت جريدة “الأخبار” الإيحاء بأنّها تخوض معركة محلية ضدّ وزير العدل أشرف ريفي، وحاولت أن توهم قرّاءها أنّها ما تزال قادرة على التحدّث بفوقية مع كل مختلف، بقوّة “وهج السلاح”، سلاح “حزب الله”، وليس بقوّة القانون. هي سكرات النهاية. أو قل هي خيالات المضروب على رأسه.
كما لو أنّ جريدة “الأخبار” في حالة إنكار. وهي من ستحاكمها المحكمة الدولية بجرم تحقيرها والإفشاء بأسرارها وتهديد حياة شهودها السريّين. وكلّ ما نشرته الإثنين عن اللواء أشرف ريفي قديم ومنشور ومعروف وغير دقيق ومختلق. لكنّها تصرّ على إنكار حقيقة نفسها. فيختلط الأمر عليها وعلى كتّابها وأمنييها، بين صورة الضحية التي يحاولون افتعالها، الضحية التي “تظلمها” المحكمة الدولية، وهي “تدافع عن الحريّة”… وبين صورتها كصندوق بريد من رجال أمن يقولون لخصومهم: “سلّم نفسك” “تحسّس رقبتك” و”اعْتِذِر”. جريدة تقول لرئيس الجمهورية: “لم تتعلّم من دروس الماضي… في 7 أيّار”. واليوم تقول بلسان الكاوبوي الذي “يقبض” على الأمن في لبنان: “أشرف ريفي: سلّم نفسك”. فهل هو تهديد بالاغتيال؟ وإلى ماذا تحضّر هذه الجريدة جمهوريها في العادة؟ إلى “المحاكمة” أم إلى T.N.T.؟

السابق
الزميلة حنين غدار ترد على «إعلام الممانعة» عبر المستقبل: تحسسّ الرقاب مستمر وأطلب الحماية من الدولة اللبنانية
التالي
لماذا توجه تهمة تحقير المحكمة وعرقلة سير العدالة الى الجديد والاخبار؟