خسر حزبُ الله حربَه في سوريا 2: صار بيدقا إيرانيا

حزب الله و ايران
في لبنان ليس مسموحاً مجرّد طرح سؤالٍ عن تداعيات هذه الحرب او تلك حتّى لمجرد استخلاص العبر! الولي الفقيه وحده يقرر وما علينا إلا التنفيذ دونما حاجةٍ إلى تخطيط او تفكير. فهناك من يخطّط عنّا ويقرّر عنّا ونحن لا نعمل إلا بهدايته على ما قاله الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله نفسه مؤخراً..

في حروب تثبيت “الثورة” وتصديرها تضع إيران حزبَ الله دائماً في بوز المدفع. لا تبخل في سبيل ذلك بكل ما تملكه من ثروات الشعب الإيراني واضعةً إياها في خدمةِ مشروع توسعي لا يُسمِنُ هذا الشعب ولا يغنيه عن جوع. من هنا – حسب اقاويل عديدة – صرخات الكثيرين في إيران شجباً للتصرف بحقوقهم على غير ما يتمنون!
هذا إضافةً إلى ما خلَّفه الحصار الإقتصادي ومستلزمات التدخل الثقيلة في سوريا. كلّها امورٌ ارخت بظلالها على الجهاز التنفسي للحزب، أي العامل المالي الشديد التأثير. هذا إذا لم نتطرّق إلى الحصار المالي الذي بدأ الإتحاد الأوروبي بتطبيقه على كلّ مشتبه به بمساعدة “الجناح المسلح” في حزب الله!
من هنا تلوكُ بعض الألسنة أنّ طفرةَ “الكبتاغون” لم تكن وليدة الصدفة ولا هي عمل إفراديٌ بحت! لا يتقبل جمهور حزب الله الحديث عن “هزيمة”. هناك من يُفَلسف له النصر. هو “منتصرٌ حتى لو سقط منه ألف قتيل. “منتصر” حتى لو تمّ تدمير قراه ومدنه ودساكره عن بكرة ابيها: “المهم الكرامة”.. مع سلامة “السيد” بالتأكيد!
من مظاهر “ثقافة النصر” الوقوف على الركام، رفع الرايات البيضاء بيد وشارات النصر باليد الأخرى، وما ابهى هذا النصر حين يكون ضد العدوالإسرائيلي!
في حرب تموز 2006 مثلاً لم يتردّد حزب الله في إعلان “النصر” على العدو الإسرائيلي رغم ما تكبّده كحزب وكجمهور ورغم ما تكبده لبنان من اقصاه إلى اقصاه من شهداء تجاوزت اعدادهم الألف وخمسمئة بالإضافة إلى التدمير المنهجي الهائل بكلفة مليارات الدولارات..
هذا ما حدث كذلك في حرب “عناقيد الغضب” العام 1996، حين استثمر الحزبُ صور مجزرة قانا ورفع شعارات “إنتصار الدم على السيف” (وكنا كلنا معه) فاهتز الرأي العام العالمي ومعه نظيره “الإسرائيلي” وتم إسقاط حكومة “أخفقت”، بحسب المنحى الحربي المرسوم، في تحقيق كلّ أهدافها، وتورّطت في قتل مدنيين جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ.. ولم يكن ممكناً إخفاءُ هول الجريمة.
لم يكن بإمكان حزب الله إعلان “النصر” لو كانت مثل هذه الحروب مع من يسميهم اليوم “تكفيريين” والسبب أنّ “التكفيريين” لا يخشون رأياً عاماً يُحاسب ولا يُسقط رؤوساً او حكومات.
الأدهى أنّ هؤلاء ” التكفيريين” يعتبرون قتلاهم “شهداء” ولا يضيرهم سقوط مئة مقاتل أو ألف أو حتّى مئة ألف، لأنّ مصير هؤلاء هو الجنة بما فيها من حوريات وغداء – عالوصلة – مع الرسول!
في لبنان ليس مسموحاً مجرّد طرح سؤالٍ عن تداعيات هذه الحرب او تلك حتّى لمجرد استخلاص العبر! الولي الفقيه وحده يقرر وما علينا إلا التنفيذ دونما حاجةٍ إلى تخطيط او تفكير. فهناك من يخطّط عنّا ويقرّر عنّا ونحن لا نعمل إلا بهدايته على ما قاله الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله نفسه مؤخراً..
السيد حسن نفسه وفي تسجيل بالصوت والصورة متوفر على اليوتيوب حتّى اليوم يقول إنّ قرارات الحرب والسلم يحدّدها الولي الفقيه وحده!

يتبع غدا حلقة ثالثة وأخيرة تناقش انهيار شروط حزب الله داخليا.

السابق
الجيش السوري يطلق النار ويصيب اثنين بجروح خطيرة في وادي خالد
التالي
حناوي يدعو لبقاء سليمان في بعبدا إلى حين انتخاب رئيس جديد