كلّ الحقائق عن أوجاع الظهر

وجع الظهر

تُعتبر أوجاع الظهر من أبرز مشكلات هذا العصر الذي يَسوده الخمول والبدانة والجلوس ساعات طويلة. فما الخطأ والصواب في هذا المجال؟

على غرار أيّ مسألة صحّية، تنتشر معتقدات خاطئة عدّة مُتعلّقة بآلام الظهر، يتمسّك بها الناس، لكنّها قد تضرّهم أكثر ممّا تنفعهم، ما دفع الأطباء إلى زيادة التوعية عبر كشف الحقائق الآتية:

– الجلوس دائماً بشكل مُستقيم: صحيح أنّ الجلوس في وضعيّة خاطئة يُعدّ سيّئاً لظهرك، غير أنّ المكوث ساعات طويلة، وإن في شكل صحيح، قد يشكّل أيضاً ضغطاً على الظهر. إذا كانت طبيعة عملك تُلزمكَ بالجلوس طويلاً، إسنِد ظهرك إلى الوراء مع الحرص على القيام بمنحنى طفيف. كذلك إستغلّ أيّ ظرف للوقوف، وامشِ أثناء إجراء مُكالماتك الهاتفيّة، وتوجّه إلى مكتب زميلك للتحدّث معه بدل الاتّصال به… ولا تنسَ فعلَ ذلك مراراً خلال اليوم.

– تفادي حمل الأشياء الثقيلة: ليس ثِقل الوزن الذي تحمله مهمّاً بالضرورة، بل الطريقة التي تحمله بها. لكن بالتأكيد ليس مطلوباً منك حمل أيّ غرض قد يكون ثقيلاً جداً. عندما تُريد التقاط الأغراض عن الأرض، خذ وضعيّة القرفصاء، واحرص على أن يكون ظهرك مُستقيماً ورأسك إلى الأعلى. بعد ذلك قِف من خلال استعمال ساقيك لرفع الحمل. لا تلوِ جسمك ولا تنحنِ أثناء الرفع وإلّا فإنّك قد تُعرِّض ظهرك للأذى.

– الإستراحة في السرير تُشكّل العلاج الأمثل: صحيح أنّ الراحة تُساعد في حالات الإصابة الحادّة التي تؤدي إلى أوجاع الظهر، لكن من الخطأ المُكوث في الفراش كلّ الوقت. فالبقاء في السرير يوماً أو يومين مُتتاليين قد يزيد ألمك سوءاً.

– الوجع سببه الجرح: في الواقع إنّ تنكّس القرص، والإصابات، والأمراض، والإلتهابات، وحتّى الحالات الموروثة قد تؤدي بدورها إلى أوجاع الظهر.

– زيادة الوزن تُفاقم حدّية الوجع: لا شكّ في أنّ الحفاظ على معدل وزن صحّي يُساهم في الوقاية من آلام الظهر. وتُصيب هذه المشكلة خصوصاً الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن، خصوصاً الذين ينخرطون في أنشطة قويّة خلال نهاية الأسبوع بعد الجلوس كلّ الوقت خلال الأيام الأخرى. تأكّد جيداً أنّ البدانة تشكّل ضغطاً قويّاً على ظهرِكَ.

 

– النحافة تعني «لا أوجاع»: هذا خطأ كبير! كلّ شخص مُعرّض لآلام الظهر. في الواقع تبيّن أنّ الأشخاص الهزيلين جداً، وبينهم مَن يعانون إضطرابَ الأكل المعروف بالأنوريكسيا، قد يواجهون خسارة العظام ما يودي إلى تمزّق فقرات الظهر.

– الرياضة مُضرّة لأوجاع الظهر: كلّا، فالحقيقة هي العكس تماماً، حيث إنّ الحركة المنتظمة تقي من آلام الظهر. علاوةً على ذلك، يوصي الأطبّاء الأشخاصَ الذين تعرّضوا لإصابة حادّة سبّبت لهم أوجاعاً في أسفل الظهر بالإنخراط في برنامج رياضي، على أن يبدأوا تمارين خفيفة ثمّ يُصعِّدوا حدّيتها تدريجاً. وبمجرّد انخفاض حدّية الألم، يجب الإنخراط في نظام رياضي يساعد في الوقاية من تكرار أوجاع الظهر في المستقبل.

– العلاج بتقويم العمود الفقري: تنصح الكلية الأميركية للأطباء والجمعية الأميركيّة للألم، المرضى والأطباء بإيلاء أهمّية لخيارات أخرى ثبُتت فاعليتها في خفض أوجاع الظهر، مثل العلاج بالتدليك أو بتقويم العمود الفقري.

– الوخز بالإبر (Acupuncture): بحسب الإرشادات التي وضعتها الكلية الأميركية للأطباء والجمعية الأميركيّة للألم، من الضروري إيلاء أهمّية للعلاج بالوخز خصوصاً عند المرضى الذي لا يتعافون من الرعاية الذاتيّة. كذلك يُنصح بأخذ علاجات اليوغا في الاعتبار، والاسترخاء التدريجي، بما أنّها فعّالة في مُداواة أوجاع الظهر.

إذاً يتبيّن لنا أنّ الحركة المنتظمة، وتقليص ساعات الجلوس، والحفاظ على معدل وزن طبيعي… إضافة إلى عوامل أخرى تُشكّل سلاحاً قويّاً لحمايتك من أوجاع الظهر. من دون نسيان الخضوع للتدليك من وقت إلى آخر، وممارسة تمارين الإسترخاء واليوغا… التي لن تُقلّص أوجاعك فحسب، بل ستطرد أيضاً التوتر وتُزيل الضغوط التي تُرافقك يوميّاً.

 

السابق
كيف تعثرون على سياراتكم
التالي
من قال إن آثار تفهم