قوانين «داعش» في سوريا: جلد الفتيات لظهور حواجبهن!

بعد تطور الاحداث في سوريا واتجاه “الثورة السورية” نحو العسكرة ظهر العديد من الفصائل المسلحة لقتال الجيش السوري كان اغلبها ذي طابع اسلامي، اصبحت تفرض قوانينها على البقعة التي تستطيع تحريرها.

ومع تقدم الوقت، تحولت سوريا ارض “جهاد” تستقطب المقاتلين من كافة اصقاع الارض، في هذه الفترة برز تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) كأقوى التنظيمات الموجودة على الارض والاكثر استقطاباً للمقاتلين الاجانب، اضافة الى كونه اكثر التنظيمات الاسلامية تشدداً.

وانبثق تنظيم “داعش” عن المجموعة الجهادية المسلحة التي يتزعمها ابو بكر البغدادي الذي ارسل عناصر الى سوريا في منتصف 2011 لتأسيس “جبهة النصرة”. وفي نيسان 2013، اعلن البغدادي توحيد “دولة العراق” و”جبهة النصرة” لانشاء “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، ولكن “جبهة النصرة” رفضت الالتحاق بهذا الكيان الجديد، وينشط كل من التنظيمين بشكل منفصل في سوري، ويدور صراع حاد بينهما. ويقدر تشارلز ليستر الباحث في مركز “بروكينغز” في الدوحة عدد مقاتلي “داعش” في سوريا بما بين ستة وسبعة الاف، وفي العراق بما بين خمسة وستة الاف.

وفيما خصّ جنسيات مقاتلي “داعش”، فان معظم المقاتلين على الارض في سوريا هم سوريون ولكن قادة التنظيم غالباً ما يأتون من الخارج وسبق ان قاتلوا في العراق والشيشان وافغانستان وعلى جبهات اخرى. وفي العراق، فان معظم مقاتلي داعش هم عراقيون.
ووفق الخبير في الشؤون الاسلامية رومان كاييه من “المعهد الفرنسي للشرق الاوسط”، فان عددا من قادة التنظيم العسكريين عراقيون او ليبيون في حين ان قادته الدينيين من السعودية او تونس.

قوانين “داعش”

يفرض”داعش” قوانين صارمة توصف بانها تنتمي الى عصر الجاهلية، على المواطنين السوريين في المناطق التي يسيطر ومنها محافظة الرقة وريف ادلب، ويصدر اخرى اقل ما يقال فيها انها تثير السخرية. نذكر جزء منها:

1- فرض النقاب الأسود السميك، وأي تهاون من قبل المرأة وخصوصاً فيما يتعلق بدرجة سماكة النقاب يؤدي الى الاعتقال، إذ تعتبر هذه المخالفة من أكثر المخالفات التي تم اعتقال نساء في الرقة بناء عليها.

2- اجبار مسيحيي الرقة على توقيع عهد ذمي، يقضي بدفع “الجزية” تبدأ بـ13 غراماً من الذهب بالنسبة للأثرياء وربعها بالنسبة للمسيحيين الفقراء، ومنعهم من رسم الصليب أو استخدام مكبر الصوت في صلواتهم، بالإضافة لمنعهم من امتلاك أو حمل سلاح ولا حتى للدفاع عن النفس.

3- الجلد للفتيات السوريات لظهور حواجبهن من تحت النقاب.

4- عدم مخالطة الرجال للنساء في الأماكن العامة ودوائر العمل وعدم الخروج مساء من دون محرم (رجل) إضافة إلى عدم الصعود في سيارات الأجرة في أي وقت من دون محرم أيضاً.

5- حظر ارتداء “الجينز” والكنزة على النساء والفتيات واستبدالها بالعباية والبرقع.

6- حظر تدخين السجائر او النارجيلة.

7- اغلاق محلات الحلاقة الرجالية، ومنع الشباب من تسريح شعورهم على الطريقة الحديثة او وضع اية مادة عليه.

8- اغلاق محلات الخياطة النسائية اذا شوهد فيها رجل، ومنع النساء من زيارة طبيب نسائي للعلاج.

9- حظر بيع أقراص الغناء وآلات الموسيقى وتشغيل الأغاني الماجنة في السيارات والحافلات والمحلات وجميع الأماكن، وإزالة صور الرجال والنساء عن واجهة المحلات.

10- على كل صاحب متجر قبل نداء الصلاة بعشر دقائق إغلاق متجره.

11- على أي رجل خارج الطرق التوجه إلى المسجد، لأداء فريضة الصلاة، وعدم التأخر أو الجلوس للحديث في الطرق، والمسلمون في مساجدهم، و”من وجد أثناء الصلاة فاتحاً متجره، أو خارج المسجد في الطرق، فإن متجره سوف يغلق ويطلب للمساءلة الشرعية”.

12- يجلد 70 جلدة كل من يتداول كلمة “داعش”، اذ عليه ان يقول “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

13- من يقوم بابتزال المواطنين من سائقي الاجرة تقع عليه عقوبة تتراوح بين قطع اليد أو قطع الرأس.
كما تفرض “داعش” عقوبات على مخالفي هذه القوانين تتراوح بين الجلد وبتر الاعضاء لتصل الى الاعدام في الحالات التي يتم فيها خرق القوانين المتعلقة بالتدخين!!

كتائب نسائية واطفال

وبعد تعرض افراد من تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” لعدة مكامن نفذها انتحاريون يرتدون زياً شرعياً نسائياً، شكلت “داعش” كتيبة نسائية لتفتيش جميع النساء خوفاً من تكرار هجوم من هذا النوع. .
وأول كتيبة نسائية “داعشية”، أطلق عليها أهل الرقة اسم “كتيبة الخنساء”، وترتدي نساء الكتيبة الخمار الأسود مع ثوب أسود طويل، وتتجول الكتيبة في شوارع الرقة لتفتيش النساء المتواجدات أو المارات في تلك الشوارع. وتضم الكتيبة نساء متزوجات وفتيات لم يتزوجن بعد ، تتنوع جنسياتهم من الشيشانية إلى التونسية واليمنية.
الى ذلك فقد تداول عدد من الناشطين والتنسيقيات السورية صوراً من منطقة حلب الباب، لالتحاق حوالي 400 عنصر بالتنظيم، معظمهم من الأطفال والمراهقين الذين لم يتمّوا بعد الـ18 من عمرهم.
كما عمل التنظيم على تدريب حوالي 50 طفلاً تتراوح أعمارهم بين السابعة والثالثة عشرة، وإلحاقهم بفصيل يحمل اسم “شبال العز” في مدينة الطبقة غرب الرقة.

روايات وتصرفات غريبة

تعج وسائل التواصل الاجتماعي بالاخبار عن “داعش” وافعال افراده وتكثر الروايات عن امور يقومون بها، وهي اقرب الى المسرحيات الخيالية الهزلية نذكر على سبيل المثال:

– يحكى عن ان مسلّحين من التنظيم اقتحموا منزلاً يقيم فيه نازحٌ من الغوطة الشرقية بريف دمشق مع بناته الثلاث، وقاموا بقتل النازح بعد “شتمه واتهامه بالكفر” لأنه “لم يزوّج بناته بعد”.

– داعش يغلق “مرطبات النعيم ” والكتابة على واجهة المحل ” مشمع لاحتوائه على مواد سامه ” يقصدون بالمواد ” الملونات الاعتيادية”.

– صوم رمضان سيكون هذه السنة موعده باعلان من رئيس الدولة “البغدادي” ولن يتبع مواطنو الدولة الاسلامية اي من دول “سايكس بيكو” بل سيتبعون امير المؤمنين.

– كما يخبر احد سكان الرقة انه اثناء دخوله إلى حديقة “الرشيد” العامة، تم ايقافه من قبل أفراد يتبعون لـ”داعش” وعند ايقافه، وبالصدفة دخلت فتاة منقبة إلى الحديقة، فسأله أحد المسلحين هل تعرفها فأجاب “لا”، فتم ايقافها أيضا وسألوها هل تعرفين هذا الشاب، فأجابت نعم هو خطيبي، فتم أخذهما وعقد قرانهما بعد أسبوع من تلك الحادثة. سأل أحد أهالي الحي حسين عن عروسه فأجاب: “بنت حلال طلعت تفهم وسترت علي وعليها”.

هذه السخرية السوداء المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، يرى مراقبون انها ناتجة عن افعال اصلية قام ويقوم بها “داعش”. افعال توّضح المآل الصعب الذي بلغه الواقع السوري الذي انتفض يوماً مطالبا بالحرية والكرامة، فاذا بدوامة الحديد والنار تضعه بين مطرقة الاستبداد الحديدي وسندان التطرف الاعمى. لدرجة بات كثر من الناشطين المدنيين يعتبرون الاثنين وجهاً لعملة واحدة.

السابق
تسمم 6 اشخاص في دير الزهراني بحلوى
التالي
الجيش دهم مخزني اسلحة في باب التبانة وجبل محسن