أول متحف للتوعية والتدريب على مكافحة المخدرات

تستعد جمعية “جاد” في العاشر من الجاري، لافتتاح متحف للتوعية والتدريب على مكافحة المخدرات سيكون الأول من نوعه في العالم في مجال مكافحة المخدرات، بعنوان “فكرة حلم” في رعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ويتضمن أقساماً لكل الأعمار، وعرضاً لفيلم سينمائي للطلاب، الى 200 لوحة زيتية و13 فكرة متحركة منفّذة من الشمع، ومجموعة ألعاب تهدف الى التوعية على أخطار المخدرات، وقسم للتوعية على أخطار الماريجوانا، وقسم لتدريب الأشخاص المتخصصين والأهل.

“المخدرات ليست شيئاً جميلاً كما يصورها البعض، بل هي آفة مدمرة، طريقها خطر ونهايتها سيئة ومحتومة. فالمدمن إنسان مريض كاذب متقلّب المزاج، لا يعرف ما يريد، يعاني مشكلات متراكمة من محيطه العائلي، ويواجه عادة مشكلات مع القانون، من مذكرات توقيف وبحث وتحرّ، سجله العدلي ملوّث بنقطة سوداء. باختصار، وضعه صعب جداً ويدعو للشفقة، أما نهايته فتكون الوفاة بجرعة زائدة، أو بحادث سيارة أو بالتوقيف”. بهذه الكلمات يختصر رئيس جمعية “جاد – شبيبة ضد المخدرات” جوزف حوّاط وصفه للمخدرات ومتعاطيها، ليدق ناقوس الخطر، محذّراً من انتشار آفة المخدرات وتفشيها في شكل كبير في المجتمع اللبناني، خصوصاً حبوب الكبتاغون التي تعرف رواجاً لافتاً في لبنان منذ انطلاق الأزمة السورية قبل ثلاث سنوات ونيّف، وانتقال معامل انتاجها من سوريا الى لبنان، والدليل كميات حبوب الكبتاغون التي ضُبطت في لبنان في مدة قصيرة، وتصل الى 18 مليون حبة”.
ويؤكد حواط “ان لا وجود لإحصاءات في لبنان عن عدد المدمنين اليوم، وفي آخر دراسة أجرتها جمعية “جاد” مع “إدراك” في مستشفى القديس جاورجيوس برئاسة الدكتور إيلي كرم العام 2000، راوحت نسبة التعاطي التجريبي والادمان بين طلاب الجامعات في لبنان بين 40 و60 في المئة، أما اليوم فأؤكد رغم غياب الدراسات أن النسب مخيفة وتلامس 80 في المئة، ونحن نلمس ذلك من عدد المدمنين الذين يقصدون “جاد” للمعالجة، بحيث بلغ عددهم العام 2012، 220 شخصاً، فيما تخطى العدد 400 شخص في 2013. وهذا مؤشر واضح لتفاقم المشكلة، علماً أن “جاد” لم تعد تعمل على العلاج كالسابق”.

من العلاج الى التوعية

يكشف حواط أن “جاد” كانت منذ انطلاقتها “تركّز بنسبة 60 في المئة من عملها على علاج المدنين، مقابل 40 في المئة للتوعية والتدريب، لكنها اليوم تحوّلت بنسبة 80 في المئة نحو التدريب والتوعية، مقابل 20 في المئة فقط للعلاج، وذلك لأسباب عدة أبرزها:
– علاج المدمن مُكلف جداً ويحتاج الى امكانات وموارد خاصة تعجز عنها الجمعية، (18 اختصاصاً يجب أن تتوافر في مركز العلاج).
– لبنان يفتقر الى المراكز المتخصصة لعلاج المدمنين، علماً أن الأدوية المستعملة للعلاج عالمياً غير متوافرة في لبنان. أما المراكز التي تدعي توفير العلاج للمدمنين في لبنان فتضع مدمن الهيرويين مع مدمن الكحول، أو مدمن الحشيشة مع مدمن المسكنات… وتجمع الأولاد مع كبار السن، والمدمن الحديث مع مدمن منذ 10 سنوات، علماً أن الشرطة الأساسي لنجاح العلاج هو التخصص والتمييز في الحالات.
– بعكس ما هو شائع في لبنان، فالمدمن لا يحتاج فقط الى علاج نفسي، لأن العلاج النفسي يشكل فقط نسبة 8 في المئة من العلاج الكامل للمدمن، الذي يطال العلاج الطبي والديني والرياضي والمخبري ومتابعة الصيدلي لنوعية الأدوية وكيفية تناولها، الى متابعة الأهل لإعادة التواصل الذي انقطع بين المدمن وعائلته. ويرى حوّاط أن “هذه الأسباب مجتمعة، إضافة الى عدم تلقي الجمعية أي مساعدة رسمية من وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية المعنيتين بهذا الموضوع، تعتبر كافية كي نوجه جهودنا نحو التوعية التي تعتبر الأهم في مجال المخدرات، مطبقين المثل “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
من جهة أخرى، يأسف حوّاط “للغياب المتعمد للمنظمات الدولية كمكتب المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، والـ FAO، عن هذه الآفة في لبنان، في حين تنفّذ هذه المنظمات مشاريع بملايين الدولارات في الدول العربية في موضوع مكافحة المخدرات”.
ويقول: “في ظل تفكك الدولة، وغياب خطة وطنية عامة تنفذها لمكافحة المخدرات، وفي غياب رجال الدين عن التوعية على اخطار المخدرات، وغياب التوعية الصحية بسبب تقاتل الجمعيات، يبقى دور الأهل هو الأساسي في هذا الموضوع، وتحدياً الأم التي نعتبرها صمام الأمان في المنزل، فضلاً عن دور الأب وسائر أفراد العائلة، لذا ندعو الأهل الى المزيد من التشدد والوعي مع أولادهم، فلا يتركوا مهمة تربيتهم لغرباء، ولا يتلهوا بأمور ثانوية لأن أولادهم هم الأولوية”.

السابق
الشاباك يتوقّع اعتداءات لتخريب زيارة البابا
التالي
حادث إصطدام بين مركبتين على جسر الكولا بإتجاه نفق سليم سلام